كما تألق النجم القدير الراحل نور الشريف فى السينما والدراما التليفزيونية أبدع فى المسرح وقدم العديد من الأعمال المسرحية المهمة سواء لمسرح الدولة أو لمسرح القطاع الخاص.
بدايات نور الشريف، كانت مسرحية قبل أن تكون سينمائية أو تليفزيونية، حيث التحق بمعهد الفنون المسرحية ورشحه المخرج الراحل نبيل الألفى لأداء دور «روميو» فى رائعة شكسبير «روميو وجوليت» بشعبة المسرح العالمى التابع للتليفزيون وقتها، كما تعرف على المخرج «سعد أردش» الذى أسند إليه دورًا صغيرًا فى مسرحية «الشوارع الخلفية» وبعدها توالت أعماله المسرحية، ومنها «بكالوريوس فى حكم الشعوب» التى أخرجها وقام ببطولتها كما قدم «القدس فى يوم آخر» و«ياغولة عينك حمرا» و«الأميرة والصعلوك» و«يا مسافر وحدك» و«كنت فين يا على».
أما عن آخر أحلامه فى المسرح فهو تقديم عمل فنى عن شخصية سيدنا «الحسين» وهو بعنوان «الحسين ثائرا»، حيث تقدم نور أكثر من مرة بطلب للأزهر الشريف بالتصريح له بتجسيد «الحسين» فى عمل مسرحى، إلا أن الأزهر دائما كان يرفض السماح له.
نور الشريف كان يرى أن تجسيد مثل هذه الشخصيات أمرا مهما للأجيال الجديدة والتى لا تقرأ التاريخ باستمرار، إلى جانب أنها محاولات ستسهم فى إبراز التاريخ الإسلامى وثقافته وحضارته العريقة، ولا سيما أنه قدم من قبل شخصية عمر بن عبدالعزيز فى مسلسل تليفزيونى لاقى نجاحا كبيرا، وحاول بعدها إعادة الكرة مع شخصية الصحابى عمر بن الخطاب، حيث كان يرى أن الأنبياء فقط هم من لهم عصمة ولا يجب تجسيدهم فى أعمال فنية.
كما كان أيضا من أحلام نور الشريف المسرحية تقديم رواية الأديب العالمى باولو كويلو «الخيميائى» بعدما اشترى حق عرضها وقام بكتابتها للمسرح واستعد لتمثيلها وإخراجها إلا أن هذا المشروع عرقلته وزارات الثقافة والآثار والسياحة والداخلية ووضعت صعوبات فى تنفيذه.
الفنان نور الشريف كان أوضح لـ«اليوم السابع» قبل رحيله، أثناء تكريمه بمهرجان الأقصر أن المسرحية أحداثها كانت تدور تحت سفح الهرم ولذلك قدم مشروعه للجهات الثلاث المنوطة بالعمل وهى الثقافة للمشاركة فى الإنتاج، والآثار للمشاركة فى الدعم بالتصاريح والموافقة بعمل مسرح ضخم تحت سفح الهرم، والداخلية من أجل التأمين بالإضافة لوزارة السياحة كدعم أيضا متمثل فى دعاية للعمل لكن للأسف وجد العراقيل من جميع الجهات وأصبح تقديم العمل شبه مستحيل.
حلم الفنان الراحل نور الشريف ليس مجرد مسرحية ولكنه مشروع قومى لأنه من الممكن أن يروج لمصر سياحيا فى كل دول العالم ويكون بعدها المسرح مزارا سياحيا بالإضافة لقيمة الرواية الأدبية والفلسفية فهى توجه رسالة مهمة لكل شخص وهى أنك إذا رغبت فى شىء فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة