وقال خطيب النور، إن تلك الصفة، ألا وهى صفة الرحمة، قد حولت العرب من رعاة للغنم إلى قادة للأمم، موضحًا أنه عندما غابت الرحمة عن قلوب الناس رأينا المجتمع كأنه غابة يأكل القوى الضعيف وقست القلوب وتحجرت، مستعرضًا بعض الصور من مظاهر حياة النبى صلى الله عليه وسلم والتى تعكس صفة الرحمة مع الكبار والصغار.
وأكد خطيب الجمعة بمسجد النور بالعباسية، أن الإسلام جعل الإفراد فى الزواج هو الأصل وليس التعدد، موضحًا أن النبى صلى الله عليه وسلم كان رحيمًا بالنساء والأطفال وكبار السن وأعدائه أيضًا، قائلا: "الإسلام لم يرحم أتباعه فقط وإنما يرحم اتباع الديانات الأخرى".
وتساءل خطيب النور قائلا: "أين نحن من أخلاق ورحمة النبى صلى الله عليه وسلم فى بيوتنا ومع زوجاتنا"، مضيفًا: "من لا يرحم لا يرحم"، مستشهدًا بقول النبى صلى الله عليه وسلم: "لن تدخلوا الجنة حتى تراحموا"، لافتًا إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان رحيمًا بالحيوان ففى الذبح لعن النبى صلى الله عليه وسلم من اتخذ الطير غرضًا وأن تذبح الشاه فى حضور أختها.
أكد خطيب مسجد الاستقامة بالجيزة، أن الرحمة مشتقة من لفظ الجلالة، ومن ادعى حجبها فقد تأله على الناس ولا يعلم من يرحمه الله ممن يعذبه.. ومن قال إن لا الله لن يرحم فلانا فقد ارتكب إثما مبينا، مضيفا أن القرآن تنزل بآيات الرحمة وكانت خلق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصل العبادات، مؤكدا أن الصلة بين الله وخلقه صلة عبودية ورحمة من لدنه على خلقه.
وأضاف خطيب الاستقامة بالجيزة، أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يتقى ويخشى المشقة دائما على أمته رحمة بهم لأن رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت خلقه الذى شمل جميع الكائنات، مضيفا أن الرسول كان يذهب مع الخادمة إلى السوق ليشترى لها حاجاتها رحمة بها، مشيرا إلى أنه صلى الله عليه وسلم كان يحمل حفيده وهو فى الصلاة ويضعه على الأرض فى الجلوس ثم يحمله لدى وقوفه رحمة، ويخفف بالناس فى الصلاة حينما يبكى الطفل وكان رحيما بالأعداء. وأشار خطيب الاستقامة بالجيزة، إلى أن جمعيات الرفق بالحيوان والرحمة به فى أوروبا أخذت منهجها من الإسلام حيث لعن الرسول صلى الله عليه وسلم رجلا جرح حمارا وعذبه فى وجهه، مشيرا إلى أن الإسلام لا يوجد فيه غلو أو تشدد أو تنطع بأن يأتى بما ليس فى دين الله.
خطيب الأزهر: هناك جنود مجهولون لعبوا دورا فى استقرار البلاد
ومن جانبه، قال خطيب الجامع الأزهر اليوم بخبطة الجمعة، إن هناك جنودا مجهولين فى مجتمعنا المصرى لا يعرفهم الكثيرون، لهم أدوار مهمة فى حياتنا البسيطة التى نحياها، ولعبو دورا كبيرا فى أن يمارس كل منا عمله بحرية دون قيود أو تكبيل، فالجندى البسيط الذى خرج من منازلنا ليحمينا، هو أحد أهم عوامل الاستقرار الأمنى الذى تعيشه مصر الآن بالتزامن مع محاربتها إلى الإرهاب والتطرف، فمصر أنجبت رجالا يحمونها ويصدون أعداءها.
وأضاف خطيب الأزهر: يجب على الجميع دعم مصر فى مواجهتها للمتطرفين، فمن لم يذق مرارة التطرف والإرهاب رغم مشاهدته لما يحدث يوميا لأبنائنا بالقوات المسلحة والشرطة، سيأتى عليه يوم ويتذوق من نفس الكأس الذى مر على شركائه فى الوطن، فذلك الإرهاب الأسود وصل حتى إلى المدنيين ولا تفرقة بين أعمارهم أو أشكالهم أو جنسهم، كما دعا لمصر بالتوفيق فى القادم وبالتوفيق إلى القيادة المصرية.
خطيب الحصرى: كلمة الرحمة ومشتقاتها تكررت 315 مرة بالقرآن
بينما قال خطيب مسجد الحصرى بمدنية 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، إن الإسلام دين الرحمة، وأن من أهم ما يميز الشريعة الإسلامية قيمة الرحمة والمودة التى نزلت بالقرآن الكريم، وأن كلمة الرحمة ومشتقاتها تكررت فى القرآن 315 مرة، وهذا ليس صدف تماما ولكن لأهمية الرحمة عند المسلمين.
وأضاف أن الرحمة فى الإسلام وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم تميزت بالشمولية حيث شملت الإنسان والحيوان وكل شىء، وحتى الأسير الذى كان يقع فى يد المسلمين فى الحروب كان له نصيب من الرحمة.
وأشار خطيب مسجد الحصرى، إلى أن الضعيف أيضا كان له نصيب من الرحمة عند الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله لن يرحم إلا من رحم فى الأرض، مؤكدا أن من مظاهر الرحمة فى التشريع الإسلامى حرمة الاعتداء على أموال الناس، وأباح الصلاة للمريض على أى وجه يستطيع، ورفع الحرج عن المرضى والمعاقين، فيجب على جميع أفراد المجتمع التحلى بالرحمة.
ومن جانبه، قال الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن الله وصف نفسه بالرحمن الرحيم وهى أول صفة فى كتاب الله وما ذلك إلا ليرشدنا الله إلى هذه الصفة العظيمة، وما يجب أن يكون عليه المسلم فى حياته وهو يتعامل مع الناس وكيف يكون رحيما بالآخرين، وأن الله أرسل النبى إلا ليكون رحمة للناس مستشهدا بالآية القرآنية "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
وأضاف، شاهين خلال خطبة الجمعة، أن الله بين أن تكون الرحمة للذين يؤمنون به، موضحًا أن الركيزة الأساسية التى كان يعتمد عليه النبى للدعوة إلى الإسلام هى الرحمة، والإنسان العفو لا يستطيع أن يكون عفوا إلا إذا كان رحيما وأن الله حث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على الرحمة فى التعامل مع الناس.
وتابع شاهين، أن الله لا يرد للناس إلا اليسر رحمة به وتجلت صور الرحمة فى القرآن الكريم فى أكثر من موضع ومن رحمة الله أن جعل الصلوات 5 فى العمل و50 فى الأجر ومن رحمة الله أنه أجاز للمسافرين أن يقصروا فى الصلاة وأن جعل الصيام أيامًا معدودات ومن رحمته أن المريض له رخصة الإفطار بجانب أنه لم يكتب الحج إلا على المستطيع فقط.
وأوضح خطيب عمر مكرم، أن الرحمة تجسدت فى قوله تعالى "لا يكلف نفسا إلا وسعها"، متابعًا أن صفة الرحمة من أجل الصفات التى يجب على المسلم أن يتمسك بها، بأن يكون بارًا بوالديه وكريمًا مع الجيران وأن يكون رحيمًا بألا يقطع الطريق على الناس ويؤذى المسلمين.
واستطرد شاهين: هناك من يعتمد على سلاحه وسيفه ليدعو إلى الله بحجة الدعوة إلى الشريعة وهذا منهج لا يعرفه الله ولا يقره الإسلام ولا تقره الإنسانية، مؤكدًا أنه لا إكراه فى تنفيذ أمور الدين حيث إن الإنسان لا يقبل أن يقهر على فعل شىء حتى ولو كان الصلاة لأن الإنسان فى البداية لم يقهر على الدخول فى دين الله.
تحدث خطيب مسجد مصطفى محمود، فى خطبة اليوم الجمعة عن صفة الرحمة، قائلا: الله هو الرحمن الرحيم فأين نحن من الرحمة، موضحًا أن الرحمة فى الدنيا تشمل المؤمن والعاصى بينما رحمته فى الآخرة لا تشمل الكافر.
واستشهد الخطيب، بقوله صلى الله عليه وسلم "ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء"، متسائلا: أين رحمة الجار لجاره إذا كانت تصل بعض النزاعات لدرجة القتل، أين رحمة التجار فى غلاء الأسعار، أين رحمة المدين للدائن وأين رحمة الدائن للمدين فى الصبر عليه، أين رحمة الأبناء بآبائهم والعكس.
واختتم الإمام خطبته قائلا: كيف يكون حال إنسان نزعت الرحمة من قلبه عند دخول القبر فالراحمون يرحمهم الرحمن، ولا نطالب الله برحمتنا ما لم نرحم بعضنا البعض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة