يقع المنزل فى جزيرة بويوكاندا حيث السيارات ممنوعة ولكن ضجيج اسطنبول لا يبعد إلا مسافة قصيرة بالعبارة، ويبدو أن هذه المسافة الفاصلة بين الجزيرة واليابسة منحت تروتسكى إحساساً بالأمان من القتلة الذين كان يعرف أن ستالين أرسلهم فى أثره لاغتياله، انتقل تروتسكى لاحقاً إلى فرنسا ثم النرويج قبل أن يستقر فى المكسيك، وهناك اغتاله أحد عملاء ستالين بفأس حين كان فى مكتبه، وفقاً لصحيفة الجارديان
ويقول مؤرخون أن تروتسكى فى هذا البيت المنزوى فى ركن من الجزيرة التركية كتب سيرته الشهيرة "حياتى" وفى حديقته أنجز "تاريخ الثورة الروسية" الذى يقع فى أكثر من 1000 صفحة إلى جانب أعمال أخرى، ولكن من يرغب فى شراء المنزل عليه أن يتعامل مع الضغوط الشديدة التى تمارسها الحكومة المحلية وعدد من المؤرخين لتحويل الدار الى متحف.
وقال "اتيلا ايتاج" رئيس بلدية منطقة ادالار التى تضم جزيرة بويوكاندا أن من يشترى المنزل الذى عاش فيه تروتسكى عليه أن يكون من عائلة محسنة لديها مال وفير تنفقه على رعاية الفن ليمكن ترميم المنزل وتقديمه الى محبى الثقافة.
وتقدر مصادر محلية ومكاتب عقارية أن ترميم البيت سيكلف على الأقل مليون دولار ولكن خطة أُعلنت لتطوير المنطقة اعتبرت المنزل الذى يعود تاريخ بنائه إلى عام 1885 ارضاً لاقامة مركز ثقافى عليها، ويعنى هذا أن المنزل لا يمكن أن يُستخدم لأغراض خاصة.
ونقلت صحيفة الجارديان عن ايتاج قوله "إن المالك اشترى البيت قبل إعداد الخطة ومن الصعب عليه الآن أن يبيع هذا البيت"، ويشعر مؤرخون أتراك بالإحباط لأن مالكى البيت أمضوا سنوات والكثير من المال ضد القرار القضائى الذى يمنع استخدام المبنى للأغراض الخاصة أو التجارية لكنهم فى هذه الأثناء أهملوا العناية بالمبنى وتركوه يتداعى بصورة خطيرة.
وقال الأكاديمى حليم بولوت اوغلو الذى اطلق "مبادرة بيت تروتسكي" مع استاذ الفلسفة سنان اوزبك انهما يريدان جمع ما يكفى من التبرعات لترميم المبنى الذى يستدرج 10 آلاف زائر على الأقل سنوياً إلى الجزيرة حيث تستقبلهم بوابة مغلقة مع تحذير من الخطر المميت الذى ينتظر من يغامر بدخول المبنى الخرب.
ويؤكد الناشطان أن تحويل المنزل إلى متحف سيزيد عدد الزوار عشرة أضعاف، ينتمى الناشطان الى جيل أصغر من جيل تروتسكى الذى غادر الجزيرة عام 1933 ولكنهما أجريا ابحاثاً عن اقامته فى الجزيرة حيث تؤكد دراساتهما انه عاش معتكفاً. ويقول الأكاديميان ان أقرب الأشخاص الى تروتسكي، الى جانب زوجته ناتاليا ونجله الأصغر، كان سكرتيره الفرنسى وطباخه اليونانى الذى كان يصطاد السمك بنفسه لطهيه. وقال البروفيسور اوزبك ان تروتسكى كان يذهب مع صديقه الصياد الى البحر فى ساعة الفجر لرؤية شروق الشمس، وأضاف إن العاطفة غلبت تروتسكى حين غادر جزيرة بويوكاندا.
موضوعات متعلقة..
بعد 125عاما.. "الورود والسوسن" معرض يستحضر الأعمال الأخيرة لـ"فان جوخ"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة