تفنيد الحجج العلمية التى يستخدمها الملحدون
الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس أى الرجل الثانى فى الكنيسة المصرية يرفع هذا اللواء، يستغل دراسته للطب ويحاول من خلالها تفنيد الحجج العلمية التى يستخدمها الملحدون لإثبات عجز الدين أمام التطور العلمى المذهل.
يحاضر سكرتير المجمع المقدس فى مجلس كنائس مصر بمؤتمر مواجهة الإلحاد الذى عقد يونيو الماضى، ويتساءل: "لماذا لم تختفى القرود؟ إذا كان القرد قد تطور إلى إنسان، مؤكدًا أن أفضل رد على الملحدين هو العلم رغم أن النظريات العلمية متغيرة وغير ثابتة حتى أن بعض الشباب يقتنع بنظريات غير مثبتة، مضيفًا بعض الملحدين يؤمن بعدم وجود إله"، متسائلاً: "كيف نصدق أن هذا الكون العظيم بلا مهندس وصانع؟".
فى نفس السياق، تجتهد الكنيسة فى مجال النشر، وأصدرت أكثر من كتيب لمحاربة الإلحاد من بينها الكتاب الذى وزعته على هامش مؤتمر الإلحاد بعنوان حوار مع الملحد، ألفه الأب داوود لمعى كاهن كنيسة العذراء بمصر الجديدة والدكتور هانى صبحى.
حوار تخيلى مع ملحد
يشرح الكتاب ويفسر أسباب الإلحاد ويجرى حوارًا تخيليًا مع ملحد، وفى صفحة 12 عدد الكتاب أسباب الإلحاد وقال إنها تختلف من ملحد وآخر، قائلا: "هناك ملحدون فى غاية الأمانة والاستقامة ولا نملك إلا أن ننحنى احترامًا لنبل أخلاقهم، والانبهار بالتقدم العلمى جعلهم يعتبرون العلم هو مرجعهم الأول، فإذا ما عجزوا عن التوفيق بين الكتاب المقدس والنظريات العلمية، يعتبرون هذا دليلًا على خطأ الكتاب المقدس"، أما السبب الثانى وفقًا للكتاب، هو العثرات بأنواعها، بعض الملحدين عاشوا فى حضن الكنيسة عمرًا طويلًا ثم أعثرتهم تصرفات بعض الخدام والآباء الكهنة أو حتى الأساقفة فاعتبروا هذا سببًا فى فقدان الثقة فى كل الأمور الروحية بما فيها وجود الله نفسه.
ويواصل الكتاب: "فى كثير من الدول تنتشر موجات الإلحاد عقب الثورات التى يقاوم فيها الشباب الكثير، مما كانوا يعتبرونه مسلمات بديهية يقبلونها دون مجادلة، وتمتد ثورتهم لتقاوم الحقائق الروحية، وتعانى مصر حاليًا من هذه الموجة الالحادية عقب ثورتى يناير و30 يونيو، وتنتشر على صفحات التواصل الاجتماعى مجموعات للملحدين يتبادلون فيها الآراء التى تنكر وجود الله بل ويعقدون اجتماعات تبشيرية للإلحاد، وبالإضافة إلى كل ما سبق فلا نغفل دور مافيا المخدرات والجنس والسلاح فى الترويج للإلحاد".
كتاب آخر، بعنوان وهم الإلحاد، كتبه القس إبراهيم عازر المعيد بالكلية الإكليريكية بالدير المحرق، وراجعه الأنبا موسى أسقف الشباب، يرى أن ثورة يناير أحد أهم أسباب الإلحاد ويقول فلا مقدمة كتابه "فى مصر سرت وسط شبابنا موجة إلحادية كبيرة وبدأ شبابنا يتساءلون عن أدلة تثبت وجود الله، ولماذا لا يتدخل الله لمنع الظلم، ويبدو أن الظروف السياسية وانكسار حاجز الخوف الأمنى واتساع هامش الحرية بعد ثورة 25 يناير، ومع محاولات الضغط الدينى من الجماعات السياسية التى تصدرت المشهد السياسى والإعلامى بعد الثورة والانغماس فى مواقع التواصل الاجتماعى أوجد بيئة مناسبة لنمو هذا الفكر.
ثورة 30 يونيو كسرت نسبة الإلحاد
وفى صفحة 36 ينسب الكتاب للأنبا رافائيل قوله، إن ثورة 30 يونيو كسرت ولو بنسبة قليلة نسبة الإلحاد بين الشباب المصرى بعد أن استعاد الناس ثقتهم فى الله وفى الدين واكتشفوا أن المخادعين لا يمثلون الدين.
من جانه يؤكد القمص صليب متى ساويرس كاهن كنيسة العذراء بشبرا وعضو المجلس الملى العام، أن الكنيسة تحاول احتواء الملحدين، مؤكدًا أن حوارات طويلة تدور بينه وبين الشباب الذين لا يشعرون بوجود الله حولهم، فلكنا معرضون للتجارب القاسية.
وأضاف عضو المجلس الملى فى تصريحات لليوم السابع: مواجهة الإلحاد لا تتطلب جهود الكنيسة وحدها بل على كل المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية أن تتحد معًا فى ذلك، الإلحاد لا يخص دينا معينا إنما يهدد فكرة وجود الله فى الكون.
فيما أشار كمال زاخر عضو المجلس الاستشارى القبطى، إلى أن الالحاد يتحدى الكنيسة نفسها، باعتبارها مؤسسة دينية الكنيسة ترى نفسها الخصم الأول للإلحاد ومن الطبيعى أن يكون هذا الموضوع أحد اهتماماتها.
وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "آباء الكنيسة يحاضرون عن الإلحاد فى كنائسهم لأنهم غير مطالبين بتوصيل رسائلهم إلى المجتمع، بل تستهدف المسيحيين باعتبارهم رعاياها".
تحميل الكنيسة مهمة مواجهة الإلحاد فى المجتمع
ورفض زاخر، تحميل الكنيسة مهمة مواجهة الإلحاد فى المجتمع مؤكدًا أن هذا الأمر يخرج عن طاقتها وصلاحياتها، كما إنه مرتبط بالرؤية الاجتماعية التى ترى أى رسالة من الكنيسة للمجتمع بشكل عام تدخل فى باب التبشير الذى يجرمه القانون.
وتابع: "علينا أن نسأل ما هى الأدوات والقواعد التى تنطلق منها الكنيسة فى مواجهة الإلحاد، وهو يأتى ما بعد المواجهة وهى حتمية وضرورية"، مشيرا إلى أن دعاة الدولة المدنية يعتبرون ما تفعله الكنيسة عملًا دينيًا وليس فكريًا وهو أمر صحيح حيث تواجه الكنيسة أمرًا يهددها.
وعن أدوات مواجهة الإلحاد التى تستخدمها الكنيسة، أوضح زاخر أن المؤسسة الكنسية كائن حى كأى شخص عليها أن تطور أدواتها لأن الحياة متغيرة والتغيرات متسارعة وما كان مناسبًا بالأمس لم يعد مناسبًا اليوم.