فى 12 أكتوبر من عام 680 ميلادية، الموافق 10 محرم من عام 61 هجرية، استشهد مولانا وسيدنا الإمام الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنه وعلى آل بيت رسول الله الأطهار وصحبه الأخيار، فى معركة كربلاء الشهيرة على يد جيش يزيد بن معاوية، لتبدأ بعدها حقبة تاريخية جديدة فى الصراع المذهبى السياسى الإسلامى.
ومن ذلك اليوم بدأت فكرة المظلمة التاريخية، التى اتخذتها الطائفة الشيعية، ضد أهل السنة والجماعة، بفكرة أن أهل السنة والصحابة هم من قتلوا أهل بيت رسول الله، وأن هم الأحق بنسل رسول الله، وبالرغم من أن حقيقة الأمر أن هم من خانو الإمام الشهيد، بعد أن أوهموه أنهم معه فى معركته وأرسلوا إليه أن يأتى، وعند وصوله الكوفة تخلوا عنه، وبالرغم من أفعالهم المنافية لتعاليم الدين الإسلامى فى يوم عاشوراء من كل سنة، إلا أن تلك المظلمة التاريخية استمرت ليومنا هذا بكربلائيات كل عام فى يوم عاشوراء، وأخذت طريقها فى تحقيق مكاسب سياسية كبيرة على الأرض، بدءا من إقناع أناس من أهل السنة بمذهب التشيع والظلم الذى تعرضوا له، مرورا بالثورة الشيعية "الإسلامية" فى إيران ضد شاه إيران، وصولا إلى الآن بالضغط على بعض الدول المسلمة بابتزازها طائفيا واقتصاديا والسعى إلى التوسع واغتصاب أراضى دول مجاورة.
اتخذ اليهود الصهاينة نفس ذلك الطريق المظلمى بعد الحرب العالمية الأولى وفى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى، حين أشاعوا فكرة تعرضهم للقهر والقتل والحرق على يد النازيين فى محارق الهولكوست الشهيرة، مع العلم أن جميع مؤرخى القرن الماضى أثبتوا بما لا يدع للشك أن الهولوكوست كان ضد كل من هو ليس نازى، وليس اليهود فقط، واستطاعوا بفضل مظلوميتهم هذه، أن يغتصبوا أرض فلسطين العربية، وأن يفعلوا أكبر جرائم ضد الإنسانية فى صبر وشتيلا وبحر البقر وغيرها من جرائم حتى وقتنا هذا بداعى مظلميتهم الكاذبة على يد النازيين.
وجاء الدور على الإخوان المسلمين، ليتخذوا نفس طريق أسيادهم من الشيعة والصهاينة، بفكرة المظلمة التاريخية لتحقيق أطماعهم الدينياوية السلطاوية تحت ساتر وغطاء الإسلام، بدأ الإخوان ذلك الطريق منذ بدايتهم على يد حسن البنا بمظلمة الدين الإسلامى وتعرضه للضعف، مرورا بفترة الستينيات وهروبهم إلى أوربا وتسويق مظلمتهم بتعرضهم للقتل والاعتقال، "الذى كان بسبب أعمالهم التخريبية والعدائية ضد الدولة المصرية"، واستطاعوا من خلال تلك المظلمة أن يحققوا بعض المكاسب الاقتصادية والمادية والتوسعيه للتنظيم الدولى .
ثم استمر نفس المسلسل بعد ثورة يناير المجيدة، الذى استغلوا جزءا من سياسة المظلمة فى سرقتها، فأخذوا يشيعون هنا وهناك أنهم أكثر الفئات ظلما من نظام مبارك، وأنهم الأكثر اعتقالا وإذلالا، واستطاعوا من خلالها أن يجمعوا الملايين حولهم فى الاستفتائات الدستورية والانتخابات البرلمانية، مع العلم أنهم كانوا الأكثر تفاعلا وتقاربا مع نظام مبارك، وظهر ذلك جليا فى تنامى القوة الاقتصادية لهم إبان فترة حكم مبارك، وصفقاتهم مع النظام فى مجلس الشعب فى 2005، وأحاديثهم الصحفية، من مبارك أب لمصر، ولا مانع من توريث الحكم، وعدم ترشحهم فى دوائر رموز نظام مبارك الذين أطلقوا عليهم رموزا وطنية حين ذاك .
بعد تحقيقهم الهدف الحقيقى التاريخى التكفيرى للإخوان، ظهر وجههم الحقيقى الخبيث المنافق الطامع فى الأرض وخيراتها على حساب الوطن والشعب، الوجه القطبى العفن الذى لا يعترف بأى ملة أو دين أو مذهب غير الدين الإخوانى، إلى أن شاء المولى أن يخرج عليهم الملايين من الشعب المصرى ليسقطوهم من حكمهم الفاشى المستبد بحماية الجيش الأكثر وطنية على وجه البسيطة، لتبدأ رحلتهم عن البحث عن المظلمة الكبرى الجديدة، التى تعود بهم إلى المشهد الداخلى والعالمى، وبدأت المظلمة بنفس أساليب وأدوات المظالم التاريخية القديمة دون أى تجديد أو إحلال، فكانت منصة رابعة والنهضة بداية الطريق،
بدأوا بأن يشيعوا لأتباعهم ومريديهم من فوق منصاتهم، بأن هذه حرب على الإسلام، وأن إسقاطهم هو إسقاط للإسلام، وفى نفس الوقت كانوا ينادون على الدول الكافرة والأسطول الأمريكى لإنقاذ الإسلام!!، وأن هناك جيوشا مجيشة جاهزة لتفجير مصر وترويع شعبها، وجيشها الأبى الذى وصفوه بالجيش المرتد، وأن ما يحدث فى سيناء سيتوقف فى اللحظة والثانية التى يعود فيها الرئيس المخلوع، ثم توجهوا للعبث هنا وهناك للاحتكاك مع الدولة بأى شكل حتى يسقط ضحايا وتبدأ مظلمتهم، لم تعطيهم الدولة ما يريدون، فذهبوا للاحتكاك المباشر مع الدولة فى أحداث الحرس الجمهورى، والمنصة لكن عدد من قتلوا كان غير كافٍ لأن تكون مظلمة متناسبة مع أهدافهم، كانوا يعلمون أن تلك الاعتصامات لن تجدى نفعا فى أمر كان مفعولا، كما اعترف بذلك قريبا حمدى زوبع، وكانت أهدافهم عدة، منها زيادة أماكن الاعتصامات على مستوى الجمهورية ، وإعلان حكومة وبرلمان من داخلهم وبدأوا فى ذلك بالفعل، مع تصدير مشهد أن هناك انشقاقات داخل الجيش المصرى، والذهاب للخارج لتدويل القضية مع اعترافات دولية بهم ويبدأ بعدها المشهد السورى من داخل مصر، لكن الدولة المصرية كانت قد ذاكرت واستوعبت المشهد السورى والليبى جيدا ولم تعطهم الفرصة لذلك ، فظل هدف المظلمة الكبرى هو الباقى لديهم ، وانتظار يوم الفض القادم لا محالة .
فى نوفمبر من عام 2011 كانت موقعة محمد محمود الشهيرة والتى سقط خلالها أكثر من خمسين شهيدا وقتيلا، ولابد هنا أن نتذكر مقولة محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان " قتلهم من أخرجهم " ، استمرت الموقعة أربعة أيام متصلة بين قوات الأمن والمتظاهرين، ولم يسقط فوق الـ 300 قتيل " وفقا للأرقام الرسمية " مثل ما حدث فى ميدان رابعة فى 8 ساعات!! ، مع العلم أن الأمن لم يستخدم ضد المتظاهرين فى محمد محمود، التحذيرات الصوتية ولا رشاشات المياه او ممرات آمنة ورغم كل ذلك لم يسقط هذا الرقم الكبير فى محمد محمود!!..
هل ذلك كان ضعفا من قوات الأمن أم قوة من المتظاهرين!!!، لا ذلك ولا ذلك، لكن الفرق كان أن معتصمى وثوار التحرير لم ولن يرفعوا سلاحا فى وجه الدولة من قبل، ولم يخطر فى بالهم أن يحتلوا جزءا من الأرض، أو يسقطوا الدولة المصرية، المتمثلة فى قوات الشرطة والجيش.
نعم رفع احفاد البنا السلاح فى وجه الدولة وسيادتها وشعبها، ولم تكن السلمية إلا كلمة يروجونها للغرب ، نعم رفعوا السلاح من أجل مزيد من الضحايا لهم من أجل كربلاء وهولكوست جديدة، ليقينهم بعدم قدرتهم على هزيمة دولة ذات سبع آلالف سنة، نعم لم يسقط أى قيادة منهم من داخل أرض الاعتصام، وصدروا المغيبين المتشددين الذى زرعوا فى عقولهم ونفوسهم طيلة خمسة وخمسين يوما أشد أنواع الكراهية للشعب والدولة المصرية من خلال منصاتهم التكفيرية، ليرفعوا السلاح فى وجه الدولة المصرية، ونعم هم من بدأوا يقتل ضابط من قوات الأمن، ونعم هم من أسقطوا ضحاياهم من أجل المظلمة، أو كما قالوا هم فى السابق " قتلهم من أخرجهم " .. وسعوا بعدها فى الأرض فسادا فى حرق الكنائس وفى مجزرة كرداسة وأسوان ...إلخ .
كانوا يعتقدون أن مظلمتهم التى اصطنعوها ستكون حاميا لهم، لكن شاء القدر أن تكون ويلات من النار عليهم من الأرض والسماء وأن يشردوا فى الداخل والخارج، وسلط الله عليهم غباءهم ليغتالوا نائب عام مصر فى حادثة بشعة، هزت وجدان المصريين، اعتقدوا بها أنهم يخرسون صوت الشعب المتمثل فى نائبه العام ، لتأمر الحكومة المصرية بتحويل اسم ميدان رابعة لميدان هشام بركات ، لتتحول مظلمتهم إلى مظلمة عليهم من الشعب المصرى ،ولتنقلب كربلائاتهم عليهم، ولتنقلب كربلاء رابعة لهولكست هشام بركات ، ليتذكر المصريون حين يمرون من أمام ميدان هشام بركات مدى انحطاط الإخوان ، وكيف هزموا فى مصر شر هذيمة . تحيا مصر .
إسلام عبد اللطيف يكتب: الطريق من كربلاء العراق لهشام بركات مصر
الأحد، 16 أغسطس 2015 08:03 ص
عنف الإخوان
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة