ويحاول منظمو معرض "الإنكا والغزاة" الباريسى أن يقدموا قراءة متقاطعة للوقائع من خلال ما يقرب من مئة وعشرين قطعة بين رسوم وبورتريهات ولوحات وقطع أثرية، لخلق نوع من الحوار بين خصمى الأمس والحضارتين اللتين يمثلانها، وفقاً لموقع متحف بارنلى.
ويضع المعرض رجلين وجها لوجه، ومن سيرتهما يظهر تقاطع حضارتين فى لحظة فارقة، تبدأ الزيارة بالظرف التاريخى والسياسى الذى شهد اكتشاف الأسبان للعالم الجديد، ثم ينتقل إلى إمبراطورية الإنكا وطبيعة الحكم فيها والصراع بين الأميرين أتاهوالبا وهواسكار من أجل السلطة.
تليها الحلقة التى شهدت تقاطع مصير الغازى الأسبانى وملك الإنكا، وتحوى رسوما ولوحات ترصد قدوم أتاهوالبا إلى كاخامركا وسط حشد من أتباعه وجنده، ووقوعه فى الأسر، والفدية التى دفعها أنصاره لبيثارو وأخيرا إعدامه، وهذه الحلقة تختلف المصادر الأسبانية والأميرندية فى نقل وقائعها وتأويلها.
تليها حلقة أخرى عن مدينة كوزكو، ومصرع بيثارو، واستيلاء الإنكا على جثة قائدهم والعودة بها إلى مسقط رأسه، حيث حنطوه وتستروا على مقامه لأسباب دينية وثقافية، وتختتم الزيارة بما بعد الغزوة، وسعى شعوب المنطقة إلى خلق مجتمع هجين يلتقى فيه أحفاد السكان الأصليين وأحفاد الغزاة.
ومهما كان اختلاف مؤرخى تلك الفترة، فالثابت الذى يتفقون عليه أن الغزو الأسبانى رافقته أعمال نهب وسلب وتقتيل فظيع، وأن الاستعمار الذى تولد عنه خلف كارثة سكانية كبرى، فقد كان تعداد شعوب الإنكا قبل الغزو ما يقارب اثنى عشر مليون نسمة، لم يبق منها بعد قرن سوى ستمائة ألف نسمة، بسبب ضعف مناعتها من الأمراض التى حملها الأسبان معهم، وكذلك إخضاعها للأعمال الشاقة، ومعاملتها معاملة لا إنسانية.
موضوعات متعلقة..
"داعش" يتسبب فى إلغاء مسرحية حول تطرف الشباب فى بريطانيا