مرت سنة، لن أنس ذلك اليوم أبدا، شعور ممزوج بالصدمة والأسى، ووصفه صعيب على اللغة، فبمجرد ذكر اسمك تتوالى الذكريات على ذهنى، ذكريات التى أغلبها سعيدة ودوماً أحب تذكرها، بل قصها على كل من حولى، لكن سرعان ما تحولت لكابوس؟؟
غيابك عنى أصبح مثل جرح مفتوح، يسهل العبث به، وتوجعنى ذكراك، فهو جرح غير خاضع لكلمة "الوقت بينسى"!
كنت مثل أب لجميع من حولك، ليس لكبر سنك، وإنما لعمق حبك لهم بشكل حقيقى لم أره فى صديق آخر، كان لك العديد من الأدوار فى حياتى، وتعلمت منها جمعياً، وكم أحتاجك فى ما هو قادم، لكنك تركتنى، فماذا عن المتبقى من عمرى دونك؟؟
حلمت بك مؤخراً، وبأيام لم أكن أعلم أنها لن تتكرر ثانية.. أيام يمكن أن أحسبها الأفضل الآن رغم بساطتها، حيث لم أعد أراها إلا فى أحلامى، وفجأة استيقظت وتبدل حالى من فرح لرؤيتك مجددا لحالة أخرى دعك من وصفها. فبعد الحلم، انتابنى شعور بطاقة سلبية كبيرة كونى أتمنى أن أعيد تلك اللحظات.. لكن للأسف لم يعد شىء فى يدى، أتمنى أن يحدث هذا مجددا؟
كم كنت أشفق على كل من فقد صديق عمره، وكنت أسأل كيف يعيش؟ كيف يدير حياته بعد فراقه، دون استشارة صديقه كما كان يفعل؟ هل أصبح الأمر عاديا أن يفعل هذا الآن وحيدا وهل يكون نفس شعوره حال وجوده بجانبه؟ صديقى الآن قد عرفت كل هذه الإجابات دون سؤال أحد، فقد أصبحت لا أستطيع أن أٌكمل حتى ابتسامة فى موقف إلا تذكرتك وتبددت الابتسامة!
ماذا لو كان بإمكانى العودة بالزمن إلى الوراء كى أراك وأسمع صوتك مرة أخرى، أقول لك إنه من بين جميع الأصدقاء لما ترددت للحظة أن تكون أولهم وستظل فخرا لى أنى كنت صديقك فى يوم من الأيام؟؟
حبيبى أنا فخور بك جدا، فقد كنت شجاعًا وقويًا منذ بداية مرضك حتى النهاية على الرغم من صدمة وقساوة اختبارك، لكنك كنت مثل صخرة دوماً فقد كنت محتفظا بالأمل فى عينيك برغم كل ما تحمله من ألم بداخلك لا يعلم مداه من حولك، لكن فى النهاية كان لله حكمة لم يفهما أحد غيره.
صديقى قد أصبح مكانك فارغا فى حياتى ولن يستطيع أحد أن يأخذ مكانك، سنوات قد تأتى وتذهب لكن لن تمحى ذكراك المحفورة فى قلبى.
كلنا نحبك ونحب فعل أى شىء يذكرنا بك، نأمل أن نتقابل مجددًا.
إلى الأبد فى قلبى...
مينا موسى
عدد الردود 0
بواسطة:
oza
مقال رائع