لم يتخيل أحد أن كل هذا الجمال والأنوثة سيكون نهايته الاحتراق، ولكن قد يجنى الجمال على صاحبه فى بعض الأحيان وخير مثال على ذلك النهاية المأساوية لحياة فاتنة السينما المصرية الحسناء الفنانة "كاميليا" التى يحتفل جمهورها بذكرى رحيلها الـ65، يوم 31 أغسطس الجارى، حيث مازال لغز وفاتها فى حادث طائرة يشغل الكثيرون، وترددت أقاويل أن الحادث مدبر من بعض الجهات الأجنبية التى كانت تعمل معها كاميليا، ورغم أن عمرها الفنى قصير نظرا لوفاتها فى سن مبكر حيث لم يتعد رصيدها الفنى الـ20 فيلما، إلا أن جمالها المختلف فى هذا الوقت جعلها نجمة فى وقت قصير، حيث تعد أيقونة من أيقونات الجمال ومازالت أعمالها السينمائية القليلة يتذكرها جمهورها الذى يشتاق لرؤيتها فى أحد أفلامها من حين لآخر.
وتعتبر "كاميليا" أجمل خادمة فى تاريخ السينما، وذلك بعد تقديمها هذا الدور فى فيلم "قمر 14" والتى وقع فى غرامها وراح ضحية جمالها جميع أبطال الفيلم، ابتداءً من محمود ذو الفقار وعبد الفتاح القصرى نهاية بالفنان أحمد غانم، ولدت كاميليا 13 أغسطس 1919 بأحد الأحياء الفقيرة بمدينة الإسكندرية وهى ذات أصول أجنبية، واسمها الحقيقى "ليليان فيكتور كوهين"، تعرفت على المخرج أحمد سالم فى صيف 1946 بفندق "وندسور" وطلبت منه أن يمكنها من مشاهدة العرض الخاص لفيلمه الجديد "الماضى والمجهول" وأثناء ذلك عرض عليها أحمد سالم فرصة أن تكون نجمة سينمائية، وقال لها إنها تمتلك كل المقومات التى تؤهلها لذلك وبعدها تولى الفنان محمد توفيق تعليمها وأعطاها دروسًا فى الإلقاء والأداء والحركة واللغة العربية، ولكن محمد توفيق لم يستطع مقاومتها ووقع فى حبها من أول نظرة، وقرر الهروب خوفا من التعرض للجرح.
وعندما علم يوسف وهبى بأمر كاميليا عرض على المخرج أحمد سالم مكتشفها ومدير أعمالها فى ذلك الوقت التنازل عنها سينمائيا مقابل 3 آلاف جنيه، وبالفعل وافق سالم وقدمها بعد ذلك يوسف وهبى فى فيلم "القناع الأحمر"، ومن القصص المعروفة عن كاميليا علاقتها بالملك فاروق الذى وقع فى حبها عندما رآها ذات مرة فى إحدى الحفلات بكازينو "حليمة بالاس"، وبدأت مطاردات الملك لها حتى توطدت العلاقة بينهما حتى أنه كان يهدد كل من يحاول الاقتراب منها، ولم يكن نجاح كاميليا محليا فقط ولكنها من النجوم القلائل الذين وصل صيتهم إلى العالمية، حيث شاركت فى فيلم "cairo road"، وهو إنتاج بريطانى وشاركها الفنان العالمى إيريك بورتمان، وأخرجه ديفيد ماكدونالد.
حياة كاميليا العاطفية مليئة بالقصص المثيرة ولعل قصتها مع الدنجوان رشدى أباظة الأكثر إثارة حيث لم يستطع الدنجوان مقاومة هذا الجمال وارتبط بقصة حب مع كاميليا، وأراد أن يتزوجها، رغم أنه كان يعرف أن الملك فاروق كان معجبا بكاميليا ولن يسمح لأى شخص آخر يحاول التقرب منها إلا أن رشدى لم ينظر إلى كل هذا وسمع صوت دقات قلبه الذى وقع فى حب الساحرة كاميليا وتطور الأمر إلى أن الملك فاروق أرسل لرشدى شخصا ما يحذره من خطورة هذه العلاقة، وقال له "ابعد عن كاميليا حرصا على حياتك"، لكنه لم يستجب، وقال الملك لـ"كاميليا" إنه سيقتل "رشدى" وعندما نقلت إليه الرسالة، رد عليها "رشدى" قائلا: "يعمل اللى يقدر عليه". وفى موقف طريف رواه رشدى أباظة فى أحد لقاءاته الفنية قال إن كاميليا الوحيدة التى صفعته على وجهه حيث حدث مرة أن دخلت كاميليا إلى "الأوبرج" ووجدت رشدى أباظة جالسا مع سيدة أخرى، فهجمت عليه وصفعته على وجهه مرتين، وقال رشدى "كانت هذه هى أول مرة يجرؤ فيها إنسان على صفعى ومع ذلك فإننى عندما تلقيت منها الصفعتين صعب على أن أردهما لها وهى المرأة الجميلة التى أحبها، ولم أستطع إلا أن أضحك، فكان ذلك سببًا فى زيادة عصبيتها وثورتها".
وأضاف "كاميليا إنسانة صريحة جدًا، وأذكر أننى غضبت عليها فى إحدى المرات، وابتعدت عنها طوال ثلاثة أيام، وفى اليوم الرابع شربت كأسين، وذهبت إلى بيتها لكى أحاسب هذه المرأة التى تزعم أنها تحبنى ولا تسأل على وكانت تضع على عينيها نظارة، وتحمل كتابًا، واستدارت وعادت إلى الصالون، ودخلت وراءها وأخذت أتصرف بعصبية وهى لا ترد على وأخيرًا، صعد الدم إلى رأسى فصرخت بها: أنت يا ست.. إزاى بتقولى إنك بتحبينى ولا تسأليش عنى ثلاثة أيام" فكان معروف عنها أنها صاحبة شخصية قوية.
وبعد هذه الحياة القصيرة الحافلة بالقصص المثيرة جاء اليوم المشئوم 31 أغسطس 1950، حيث كانت كاميليا تشعر بآلام فى معدتها بشكل متكرر وأرادت السفر إلى سويسرا لتعرض نفسها على الأطباء هناك وطلبت حجز مكان لها على هذه الطائرة، ولم يكن هناك مكان لها ولكن موظف الشركة وعدها بأن يبذل قصارى جهده خاصة بعدما عرف بمرضها وفى المساء اتصل بها وأخبرها عن تنازل أحد الركاب المصريين عن مكانه وتذكرته لأسباب مفاجئة، وكان هذا الرجل هو الكاتب الصحفى أنيس منصور وبالفعل فرحت كاميليا وعقدت العزم على السفر، ولكن يشاء القدر وتسقط الطائرة بعد إقلاعها من مطار القاهرة فى مدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة وعمرها لا يتجاوز الواحدة والثلاثين وعثر على جثتها متفحمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة