وعلى الرغم من الاستغاثات العديدة التى أرسلوها إلى المسئولين فى المحافظة، إلا أن الأزمة لم تنتهِ وازدادت تعقيدًا، خاصة بعد تركيب محافظ الشرقية، الدكتور رضا عبد السلام، محبس للقرية، بغرض توزيع المياه بالتناوب على كامل الرقية، إلا أنه أدى إلى انقطاع المياه بشكل كامل عن الأهالى.
انقطاع المياه لفترات طويلة تصل إلى 16 ساعة
"القرية أصيبت بالجفاف وعيالنا بتطلب الميه ومش بنلاقيها"، هكذا بدأت "ع. ف" أم لثلاثة من الأطفال فى المرحلة الابتدائية، قائلة: "بدأت معاناة القرية مع المياه منذ أشهر عديدة، بسبب انقطاعها لفترات طويلة من اليوم، كانت تصل فى بعض الفترات الى أكثر من 16 ساعة".
وأضافت: "رغم طول فترات الانقطاع، إلا أن الأهالى استطاعوا التكيف مع ذلك الأمر، إذ كنا نخزّن المياه خلال فترات وجود المياه، لاستخدامها عند الانقطاع، إلى أن وصل الأمر إلى انقطاع المياه بشكل كامل خلال الأشهر الأخيرة، وهو الأمر الذى عجز عن تفسيره موظفو شركة المياه فى القرية، والذين طالبوا أهالى القرية بالتوجه إلى مبنى المحافظة، حتى يتم حل الأزمة لأنهم مش بأيديهم حاجة يعملوها بحسب تعبيرهم".
الأهالى يشترون مياه ملوّثة مجهولة المصدر
أزمة انقطاع المياه دفعت الأهالى إلى اللجوء لبعض التجار، يبيعون مياه مجهولة المصدر، مُعَبَّئة فى "جراكن"، وبيعها بأسعار مرتفعة من قِبَل التجار، مستغليين أزمة انقطاع المياه، وعدم توافر البديل، وهو ما أوضحه محمد سعيد، أحد سكان القرية إذ قال إن المشكلة لم تتوقف عند انقطاع المياه، أو بمعنى آخر انعدامها لعدة أشهر، ولكن امتدت إلى استغلال التجار الذين سعوا إلى تحقيق مكاسب تجارية، إذ انتشرت عربات "الكارو" فى شوارع القرية، يقودها صبية صغار السن، يحملون عليها "جراكن" ملوثة ومعبئة بمياه مجهولة المصدر، مؤكّدًا أن الأهالى يضطرون إلى شرائها لعدم وجود البديل، وإهمال المسؤليين للاستغاثات العديدة التى قدمها الأهالى.
وقال محمد عيد، أحد الأهالى: مع انعدام وجود المياه لفترات طويلة، واستمرار تجاهل المسؤلين، وعلى رأسهم الدكتور رضا عبد السلام، محافظ الشرقية، تواصلنا مع الإعلام، وفوجئنا بأن المحافظ يهاجم الأهالى، ويتهمهم بأنهم السبب الحقيقى فى أزمة المياه، زاعمًا ان قرية قراحة، لا تعانى من أزمة انقطاع المياه، وعلى العكس بها وفرة فى المياه، ولكن ما يحدث أن بعض الأهالى يمنعون ويعملون على إعاقة توصيل المياه إلى الجانب الآخر من القرية، وهو ما دعا المحافظ إلى تركيب محبس للقرية، لتوزيع المياه بالتناوب بين الأهالى، وهو ما نتج عنه انقطاع المياه بصفة دائمة عن الجميع".
القرية تعانى من ندرة المياه بصفة دائمة
وأكد أنه كان على المحافظ أن يتحرى الدقة، إذ أن عددًا من سكان القرية تصلهم المياه على فترات متقطعة، والجزء الأكبر من الأهالى يعانى من ندرة المياه بصفة دائمة.
وأشار إبراهيم أحمد إبراهيم، إلى أن أهالى القرية وأطفالهم أصبحوا مهددين بالموت عطشا، أو عن طريق الأمراض التى قد تُنْقَل لهم بسبب اضطرارهم إلى شراء المياه مجهولة المصدر، بعد أن خاصمت المياه منازلهم لعدة أشهر دون أن يبادر أحد المسؤالين لحل الأزمة.
وطالبت سحر إبراهيم، ربة منزل، محافظ الشرقية، بالعمل على حل أزمة المياه، والكف عن مهاجمة أهالى القرية، مؤكّدة أنها تنفق على شراء المياه أكثر من 200 جنيها فى الأسبوع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة