محلب: نراهن على سواعد الشباب وتكاتف المجتمع فى صنع مستقبل أفضل لمصر

أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن المجتمع المصرى تغمره فرحة كبيرة بإنجاز مشروع حفر قناة السويس الجديدة، واستعدادات الاحتفال بانتهاء المشروع الذى يؤكد للعالم أن مصر قادرة على تنفيذ مشروعات ضخمة وعملاقة.

وأوضح مجلس الوزراء فى بيان له مساء اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء قال خلال لقائه وزير المالية، وقيادات الوزارة، إن مشروع قناة السويس فاتحة خير، فهو يمثل تنمية حقيقية ومستدامة تتكامل مع خطط إقامة شبكة طرق وأراض زراعية مستصلحة بدأت بمشروع المليون فدان وتليها مساحات أخرى شاسعة.

وأضاف رئيس الوزراء ملتفتا لقيادات المصالح الضريبية والجمركية: أتوجه بالشكر والتقدير لرجال مصر الشرفاء على جهودهم الكبيرة فى حماية اقتصاد مصر ودورهم فى بناء مستقبل أفضل لبلادنا، مشددا على أهمية محاربة التهرب الجمركى والتهرب الضريبى، مشيرا إلى أنها من أسوأ صور الفساد لأنها تعتدى على حقوق المواطنين بشكل مباشر.

وقال رئيس الوزراء: "إنه عندما نقول إن مصر أد الدنيا وإنها أم الدنيا فهذه عبارة واقعية وحقيقية، لأن الله حبانا بمقومات كثيرة مثل الشخصية المصرية التى تتميز بالإيمان العميق بالله والقلب الطيب والعقل المتفتح والذكى، وعندما تتجمع هذه الصفات فى شخصية تجدها شخصية مسئولة وقادرة على العمل والعطاء وبذل أقصى جهد والصبر، فهذا هو الإنسان المصرى الاصيل.

وأشار إلى أنه مع هذه المزايا كلها لابد أن يبذل الجميع مزيدا من العمل والجهد والاجتهاد الحقيقى، والأهم من ذلك لابد أن نعى أن هناك من يتربص بما نحققه من إنجازات ونجاحات، فنحن نرى مع كل تقدم نحرزه هناك من يحاول الإيقاع بنا وإعاقة حركتنا وافتعال المشكلات ولكنه لن ينجح فى ذلك أبدا.

وأضاف المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن الشباب هم أمل مصر وبسواعدهم سنبنى بلدنا بالجدية والاجتهاد من أجل أولادنا وأحفادنا، لأننا جميعا إلى زوال، ومن سيبقى مصر والأجيال القادمة والتاريخ.

وطالب رئيس الوزراء العاملين بالمصالح الإيرادية للدولة ببذل المزيد من الجهد فى العمل قائلا: إن كل رجال الجمارك والضرائب هم من رجال مصر الشرفاء وهم الذين سوف ينقلون البلد نقلة كبيرة بجهدهم، وكذلك بتصديهم للتهريب سواء الجمركى على المنافذ الحدودية او التهريب الضريبى.

وقال إن رجال الجمارك والضرائب يؤدون دورا متميزا ووطنيا ومهما تكن أمامهم الإغراءات فلن تقل عزيمتهم أو يتهاونون فى أداء الواجب، مشيرا إلى أنهم حماة المال العام ومن يكسب ويحقق أرباحا لابد أن يدفع حق المجتمع فى هذا الربح والمكسب، لأن مصر قدمت لهم الكثير، كما أن الغنى عليه أن يدفع من أجل أن يعيش الفقير بكرامة فى بلده، مشددا على ضرورة توخى العدل وعدم الظلم فى تحصيل حقوق الخزانة العامة.

وأكد أن مصر ستبنى وتتقدم على أيدى أبنائها الذين نحترم عملهم وجهدهم فكما نحترم رجال القوات المسلحة والقضاء والشرطة كذلك نحترم أصغر موظف فى الجهاز الإدارى للدولة، طالما أنه يعمل بجد واجتهاد ولا يهمل فى أداء واجبه، لكننا لن نحترم من لا يعمل أو يهمل فى عمله لأنه يأخذ حق وجهد الذى يعمل بجد واجتهاد.

وأشار إلى أنه كى تستقيم الأمور لابد أن تكون هناك عدالة بين الجميع وكلنا يجب أن نضع مصلحة مصر أولا وقبل أى شىء آخر، فالبلد لن يستقر وضعه أو ينتظم بالصورة التى نأملها جميعا إلا بوجود نظام أساسه العدل، لافتا إلى أن الله عزل وجل وضع العدل بيننا ولابد أن ننفذه، مشيرا إلى ثقته فى أنه لا يوجد بيننا أحد لا يريد العدل أو يحزن منه.

وقال إن خطط تحديث وتطوير مصر تتطلب الكثير من الموارد والأموال للإنفاق على التعليم والصحة بالصورة التى نأملها جميعا، فالمعلم لابد أن يكون فى أعلى الدرجات لأنه يصنع شخصية جيل، خاصة المعلم بالمرحلة الابتدائية، لكن تلبية هذه الطموحات تتطلب وضع آليات منضبطة مثلا الدروس الخصوصية والمدارس التى تغلق أبوابها الساعة 11 صباحا، وعدم التزام البعض هذه أمور يجب أن تختفى، فنحن نسعى أن نعلم أبناءنا أفضل تعليم وأن نحميهم، ونحن يجب أن نقف معا يدا بيد لتغيير هذه السلبيات كلها فهذا بلدنا، بلد المصريين جميعا وليس بلد فئة بعينها وليس أيضا بلد الحكومة أى حكومة، لأن الشعب هو من يدفع مرتباتنا، ولذا يجب أن نراعى ظروف المواطنين ونتعامل معهم أفضل معاملة، وأن نصبح بجد مصريين على قدر المسئولية فلا تفرقة بيننا بأى صورة من الصور.

وأكد أن الحكومة تقدر جهد كل العاملين ولن تستطيع أن تحقق الآمال إلا بهم ومعهم يدا بيد، لافتا إلى أن كل شخص عليه دور هو أن ينقل هذه الرسالة إلى كل زملائه والعاملين معه، فلابد أن نعطيهم الأمل والحافز وأن يشعروا بالمسئولية وبأهمية الدور الذى يقومون به وهذا أمر حقيقى.

وقال إن هناك 6.5 مليون موظف بالجهاز الإدارى للدولة لو عملوا بالصورة المطلوبة وبذلوا أقصى جهد لتغييرت الكثير من الأمور، مشددا على حاجة مصر للتفانى فى العمل والعطاء فى المواقع.

وأشار إلى أننا نرسل رسالة الآن للعالم وهى أن مصر لا تنام، فهى تعمل ليل نهار لإنجاز مشروع قناة السويس الذى تحقق لأننا عملنا 24 ساعة يوميا على مدار 7 أيام، ولمدة عام متواصل، ولهذا نحن قادرون بالعمل فقط أن نحقق ما نريد.

وقال إنه لا بد أن نبتر ونحارب أى حالة فساد فهذه مسئولية الأجهزة الرقابية وهى كثيرة، حيث تقوم حاليا بدور وقائى رائع، لافتا إلى ضرورة أن ندخل مرحلة التنوير لنغير واقعنا للأفضل، ومن يحاول أن يقف أمامنا يجب أن نمنعه من عرقلة جهودنا.

ومن جانبه أكد هانى قدرى دميان وزير المالية أن تشريف رئيس مجلس الوزراء لاجتماع قيادات الوزارة ومصالحها التابعة إنما يعكس مدى تقدير الدولة لدور العاملين بالمالية، وما يبذلونه من جهد وعمل لتحصيل حقوق الخزانة العامة، وحماية المال العام، لافتا إلى أن الاجتماع استهدف التأكيد على رسالتين أساسيتين هما أن قيادات وكوادر المصالح الإيرادية من الجمارك والضرائب والضرائب العقارية مستمرون فى تحمل مسئوليتهم الملقاة على عاتقهم، والرسالة الثانية طمأنة الذين يعملون بجهد وعزيمة لتحقيق الحصيلة بان كل جهد لن يهدر .

وقال إننا ندرك أن العاملين بالضرائب والجمارك أكثر من تضرر فى زيادات أجورها من تطبيق قانون الخدمة المدنية الجديد، كما ندرك مدى الجهد الذى تبذلونه فى تحقيق إيرادات الدولة ونثق فى استمراركم فى بذل المزيد من الجهد والعمل لزيادة موارد الدولة وأن تعظيم الحصيلة سيقابل بعائد مجز للمجتهد فقط دون غيره.

وأشار الوزير إلى أن قانون الخدمة المدنية له أهمية قصوى فى استقرار الاقتصاد من خلال ضبط الأجور، لافتا إلى أن جملة الإيرادات العامة التى تحصلها المصالح الإيرادية للدولة لا تتجاوز مستوى 422 مليار جنيه، وهذه الحصيلة لا تغطى الأجور وفوائد الدين العام، حيث نحتاج لـ40 مليار جنيه أخرى حتى نغطى هذين البندين.

وقال إن هذه الحقيقة تبرز أهمية قانون الخدمة المدنية، مشيرا إلى أنه يعلم أن ما يقوم به العاملون بالمصالح الإيرادية من جهد يتخطى الواجب المفروض عليهم، ولكن نحتاج للمزيد من العمل لأن ما يقومون به سيسهم فى استغناء البلد عن الاستدانة والاقتراض.

ووجه الوزير كلامه للعاملين بالضرائب العامة والمبيعات والعقارية والجمارك حيث قال: أنا على ثقة من دوركم الوطنى العظيم وإنكم جميعا حريصون على البلد فأنتم لستم موظفين تؤدون عملا روتينيا بختم وتوقيع، وإنما لكم دور مهم فى بناء الوطن وفى توفير حصيلة تمثل حق الدولة وحق الوطن وحق المواطنين، واثق من قيامكم بهذا الدور على أكمل وجه وليس فقط بمقتضى الواجب الوظيفى ولكن بمنتهى الوطنية والحب والانتماء.

وقال إن الرسالة المهمة هى إننا بمزيد من العمل الجاد والجهد المتواصل ستكون هناك اثابة حقيقية والأهم من ذلك أنكم ستحققون لمصر المستقبل الأفضل.

وقال إنه ستكون هناك منظومة نعمل عليها لزيادة حصيلة ضرائب الدخل والمبيعات، وذلك من خلال استكمال خطوات ضريبة المبيعات والتأكيد على أهمية حصول المستهلك على الفاتورة الضريبية، وكذلك التعامل فى السوق التجارية بالفاتورة وتشجيع هذا الأمر بآليات عديدة كالحوافز ورد جزء من قيمة الضريبة المسددة سواء فى السلع أو الخدمات، وكذلك من خلال المسابقات بحيث يمكن أن يكون هناك آلاف الفائزين من هذه المسابقات فى حين إنه سيتم تغليظ العقوبات على المتهربين.