نقلا عن العدد اليومى...
دائما ما تحمل تجارب المخرج هانى خليفة فى السينما بصمات خاصة، فرغم قلتها إلا أنها تترك أثرا لدى الجمهور، وهو ما حدث فى فيلمه «سهر الليالى» الذى حقق نجاحا كبيرا وقت عرضه، ومسلسل «الجامعة» وأيضا مع تجربته الجديدة «سكر مر» التى تعرض حاليا فى دور السينما، ويقوم ببطولتها 10 نجوم وتحمل طريقة سرد مختلفة وكثيرا من مشاهد الفلاش باك، وهو الأمر الذى اعتبره هانى خليفة فى حواره لـ«اليوم السابع» بمثابة التحدى الذى خاضه فور قراءته للسيناريو الذى كتبه محمد عبدالعاطى، كما عبر عن غضبه من طريقة تعامل جهاز الرقابة مع الإبداع فى عصر لا يجوز أن يشهد ذلك التعنت، وكشف عن الأسباب التى تمنعه من السير على درب المخرج داود عبدالسيد، وسر وجود مشاهد لأحداث سياسية وقعت فى مصر عقب ثورة 25 يناير.
- البعض يرى أنك تفضل إخراج الأعمال الفنية ذات طابع البطولة الجماعية مثل أفلام «سهر الليالى» و«سكر مر» ومسلسل «الجامعة»؟
الأمر ليس كذلك على الإطلاق، فقبل فيلم «سكر مر» كان هناك مشروع فيلم آخر بطولة فردية لكنه لم يكتمل، وعندما عرض على المؤلف محمد عبدالعاطى سيناريو «سكر مر» تحمست له بشدة، وإذا لم أقم بإخراجه كان سيتولى المسؤولية مخرج آخر، بمعنى أننى لا أنتظر البطولة الجماعية بشكل محدد، لكن البعض يضع تحليلات واعتقادات من عنده، وهم أحرار فى اعتقاده.
- لماذا توجد مشاهد حقيقية للقطات تليفزيونية توصف الأحداث السياسية التى مرت بها مصر منذ عام 2011 ضمن أحداث الفيلم؟
لم أجر تعديلات على السيناريو، وصورته كما هو، وكانت هذه اللمحات السياسية موجود فى السيناريو الذى كتبه محمد عبدالعاطى، والمقصود بها أن نوضح أنه كما توجد «لخبطة» فى مشاعر وحياة أبطال الفيلم كانت هناك «لخبطة» سياسية فى هذه الفترة وأثرت بشكل كبير على حياتنا الاجتماعية والعاطفية.
- ألم تخف من أن تؤثر مشاهد «الفلاش باك» الكثيرة على الفيلم سلباً؟
هذا كان التحدى بالنسبة لى، وحاولت ألا أفقد المشاهد متعة تتابع الفيلم، وألا يتوه منى فى وسط الأحداث، فالسيناريو كان مجهدا بالنسبة لى فى قراءته ومحاولة تخيله لأنه ليس عملا عاديا وطريقة السرد مختلفة، وهو ما خلق حالة من التحدى بداخلى، وتساءلت: كيف سيكون الشكل الذى يخرج عليه هذا العمل؟ وكيف أحكى هذه القصة للمشاهد؟ ففى البداية كان هناك تعريف بشخصيات العمل والتعرف عليهم ثم الرجوع إلى الوراء لمعرفة كيف كانت حكايتهم ثم الانتقال إلى الأمام لرصد تطورات علاقاتهم، وحرصنا على أن نخلق حالة معينة تجعل المشاهد الذى يرى الفيلم لأول مرة يفهمه بطريقة ثم عندما يشاهده للمرة الثانية يفهمه بطريقة أكثر عمقا.
- كيف اخترت أبطال «سكر مر»؟
حرصت على أن أختار شخصيات عندما يراها المشاهد على الشاشة يصدقها، وأن يكون كل ممثل مقنعا فى الدور الذى يجسده، سواء فى الشكل أو السن، لذا كان اختيارى لأحمد الفيشاوى وهيثم أحمد زكى وعمر السعيد ونبيل عيسى وكريم فهمى وأيتن عامر وشيرى عادل وأمينة خليل وناهد السباعى وسارة شاهين.
- جميع شخصيات الفيلم من طبقة اجتماعية لا تعانى من مشاكل مادية.. هل قصدت ذلك؟
هم ليسوا فى مستوى مادى واحد، ولكن فى مناخ وبيئة واحدة، وإن كانت شخصية «على بسيونى» أقلهم ماديا لكن ليس بفارق كبير، وطبقا لأحداث الفيلم فإن الشخصيات جميعها تظهر فى ليلة رأس السنة وتفكر كل شخصية فى السنة المقبلة وهل ستكون مع نفس شريك الحياة أم لا وتحتفل بطريقتها الخاصة.
- عملت مع المخرج داود عبدالسيد وهو مخرج مؤلف.. فلماذا لم تسر على دربه قليلا لتخرج عملا من تأليفك؟
حاولت بالفعل أن أقوم بذلك وعملت على سيناريو من تأليفى لفترة، لكننى لم أكمله، ولم أصل لدرجة الرضاء التام عنه، ولم أحاول من قبل أن أكتب سيناريو مع زميل آخر، وكانت كل محاولاتى فى ذلك الإطار عبارة عن وجهة نظرى كمخرج فى السيناريو والتعديلات التى أريدها.
- ما تعليقك على حذف الرقابة لكلمة رأت أنها تحمل إيحاءات جنسية ضمن أحداث الفيلم؟
ليس لدى تعليق على ذلك سوى أننا فى عام 2015، وهذه الكلمة ليس بالضرورة لها معان إباحية، وموجودة فى أفلام عرضت العام الماضى ورغم إدراكى لتخوف موظفى الرقابة فإننى استغربت كثيرا من أن رئيس الرقابة خرج ليؤكد فى وسائل الإعلام قائلا: «أصريت على حذف كلمة فشخ»، فكيف تقول إنك منعتها بالفيلم وتصرح بها علنا فى وسائل الإعلام!، وأعتقد أنه كان هناك تربص غير مقصود بالفيلم لأننى مخرجه لوجود اعتقاد مسبق بأن هذا هو الرجل الذى سيثير القلق.
- لا يتعرض الفيلم لتفاصيل المشاكل بين الرجل والمرأة.. لماذا؟
بالفعل، ويأتى ذلك نظرا لسرعة الأحداث فنحن أمام 10 شخصيات تجمعهم علاقات عاطفية، ولا ندخل فى تفاصيل المشاكل بينهم، بل نأخذ الحالة العامة كاملة وليس مشكلة شخصين بالتحديد، وتبدو المشاكل متشابهة ما بين ملل وانفعالات حادة وتطور شخصيات من النقيض إلى النقيض، لكن هناك دقة تجعلك تستنتج ما وراء تلك المشاكل، فمثلا عندما نرى «سليم» الذى يجسده أحمد الفيشاوى وهو يصلى، فلم نوضح لماذا تغيرت حياته من عالم السهر والشرب إلى الالتزام بواجبات منزله والصلاة، لكننا عندما نربط ذلك بالحياة من حولنا نجد أن هناك نماذج مشابهة لتلك الشخصية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة