"اليوم السابع" فى ساحة القلعة عند المدخل الرئيسى، حيث انتشر الباعة الجائلون بالرغم من محاولة إخلاء الساحة منهم، بتعليمات مشددة من هانى المسيرى، محافظ الإسكندرية، ووصل الامر إلى أن قام رئيس حى الجمرك السابق اللواء أحمد أبو طالب بتعيين شركة حراسة خاصة لمنع الباعة الجائلين من دخول ساحة القلعة، عقب شعور هانى المسيرى، محافظ الإسكندرية، بالحرج فى زيارة وفد أعضاء مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية والذى كان يضم عددًا من رؤساء دول وشخصيات عامة بارزة.
أما الممشى فقد انتشرت به المقاهى والخيول، مما أدى إلى تشوه المشهد السياحى والذى من المفترض أن ينعش السياحة بعروس البحر المتوسط.
أحمد سيد محمد، أحد المصطافين الوافدين إلى الإسكندرية لقضاء فصل الصيف قال، إنه عند زيارته لعروس البحر المتوسط حرص على زيارة القلعة التى تعد من أشهر المزارات، ولكنه فوجئ بتلوث المنطقة والممشى بمخلفات المقاهى والباعة الجائلين، مستنكرًا ارتفاع أسعار تذاكر دخول القلعة.
وقالت فاطمة أحمد محمد من مواطنى الإسكندرية، إن القلعة هى أهم المناطق السياحية التى يلجأ إليها مواطنو الإسكندرية لقضاء أمسية جميلة فى الهواء الطلق والمنعش، خاصة فى ظل الموجة الحارة التى تمر بها البلاد وارتفاع درجات الحرارة، إلا أن انتشار القمامة والسلوكيات الخاطئة من الباعة الجائلين وزوار المدينة جعلت تلك الزيارات أقل من المعتاد.
من جانبه، قال محمد متولى، مدير عام إدارة الآثار الإسلامية والقبطية بالإسكندرية والساحل الشمالى، إن وزارة الآثار تهتم بالقلعة لأنها عنوان الإسكندرية، وأهم مزار سياحى للسائح الأجنبى، موضحًا أن وزارة الآثار تولى اهتمامًا خاصًا بالقلعة وأن اختصاص الإدارة بمبنى القلعة بعد بوابة الرسوم أما الساحة الخارجية والممشى فمن اختصاص المحافظة والحى.
وأضاف، الإدارة شاركت فى حملة إزالة كبرى للباعة الجائلين ولنظافة الساحة والممشى حرصًا على المشهد العام خاصة أمام السائح الأجنبى، حيث تمت إعادة إحلال وتجديد أعمدة الإنارة ووضع صناديق القمامة، إلا أنه عقب انتهاء الحملة عاد الباعة الجائلون مرة أخرى وهى مسئولية حى الجمرك والمحافظة.
وحول ارتفاع أسعار تذاكر دخول القلعة قال، إنه بالفعل تقرر مؤخرًا زيادة أسعار تذاكر الدخول إلى 5 جنيهات للطالب المصرى و10 جنيهات للزائر المصرى و15 جنيها للطالب الأجنبى و30 جنيها للسائح الأجنبى، مؤكدًا أن تلك الزيارة عادت فى شكل خدمات على المكان الأثرى، حيث تم التعاقد مع شركة نظافة متخصصة للعمل على نظافة القلعة من الداخل وخاصة دورات المياه، بقوة عمل 20 عاملًا، بالإضافة إلى وجود إدارات متخصصة داخل مبنى القلعة تعمل على خدمة الزائرين والسائحين.
من جانبه، قال اللواء خالد فوزى، رئيس حى الجمرك، إن مجلس أمناء القلعة بحث سبل تجميل ميدان القلعة خاصة مع تهدم أجزاء خارجية منه، مشيرًا إلى أنه تمت الموافقة بالفعل من هانى المسيرى، محافظ الإسكندرية، على مشروع تطوير ساحة القلعة والتى تتضمن صيانة للساحة من خلال مكتب استشارى متخصص، كما سيتم تصميم باكيات بشكل حضارى للباعة الجائلين وتحديد منطقة أسفل الممشى فقط لتواجدهم، مشيرًا إلى أن الدكتور محمد شاكر، من كلية الفنون الجميلة، والمصمم للجداريات بالساحة، هو من سيتولى أعمال الصيانة والترميم.
يذكر أن القلعة أنشأها الملك الأشرف أبو النصر قايتباى المحمودى سنة 882 هـ / 1477 م مكان منار الإسكندرية القديم عند الطرف الشرقى لجزيرة فاروس فى أواخر دولة المماليك، وهى عبارة عن بناء مستقل طوله 60 مترًا، وعرْضه 50 مترًا، وسُمْك أسواره 4.5 متر.
وتعرض هذا المنار للتصدع إثر زلزال عام 702 هـ أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون الذى أمر بترميمه إلا أنه بعد ذلك بعدة سنوات تهدمت أجزاؤه سنة 777 هـ / 1375 م.
وعندما زار السلطان قايتباى مدينة الإسكندرية سنة 882 هـ / 1477 م توجه إلى موقع المنار القديم وأمر أن يبنى على أساسه القديم برجا عرف فيما بعد باسم قلعة أو طابية قايتباى وتم الانتهاء من البناء بعد عامين من تاريخ الإنشاء.
