الأزهر يناظر داعش وبوكو حرام بـ8 لغات.. مرصد التكفير بالمشيخة يواجه الثقافة الذكورية فى شرق آسيا ومنظرى جماعات التشدد بلغاتهم.. والإفتاء تهدم 59 منبرا تكفيريا عن بعد وتبث رسائل الوسطية بـ13 لغة

السبت، 22 أغسطس 2015 01:07 ص
الأزهر يناظر داعش وبوكو حرام بـ8 لغات.. مرصد التكفير بالمشيخة يواجه الثقافة الذكورية فى شرق آسيا ومنظرى جماعات التشدد بلغاتهم.. والإفتاء تهدم 59 منبرا تكفيريا عن بعد وتبث رسائل الوسطية بـ13 لغة الأزهر الشريف
كتب إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تقف المؤسسات الدينية المصرية مكتوفة الأيدى فى مواجهة وباء التشدد الذى أصاب بؤر متعددة فى العالم، برزت فى رأسه داعش التى اعتمدت على التكفير كمنهج تتبعه لتستبيح القتل والتفجير وإشعال وتفتيت الأوطان وتدميرها، بل دخلت على خط المواجهة لتصحيح الخطاب الدينى المشوه لدى جماعات العنف بخطاب على نصاب الوسطية.

دار الإفتاء تطلق مرصدا للفتاوى الشاذة والتكفيرية


بدأت دار الإفتاء المصرية المواجهة بإطلاق مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، الذى يواجه الفكر المنحرف برصد فتاوى داعش وبوكو حرام وشبيهاتها من جماعات التشدد، والمواقع الفكرية الإلكترونية الخاصة بها التى تعد منابر التكفير عن بعد، والتى بلغت 59 موقع ومنبر تكفيرى، وتحليلها والرد عليها باللغتين العربية والإنجليزية.

إبراهيم نجم: مرصد دار الإفتاء عمل علمى مهنى منظم له هدف وطنى ودينى


ويقول الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية الإعلامى، إن مرصد دار الإفتاء عمل علمى ومهنى منظم له هدف وطنى ودينى، لرصد أعداء الإنسانية والحضارات والأديان، والذين يصورون الهمجية الجاهلية التى تلبس الحق بالباطل وتحمل الإسلام ما لا يحتمل.

وأضاف نجم، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن المرصد يضم نخبة علمية وفكرية تعمل على مدار الساعة لمراقبة وترجمة 59 موقعا تكفيريا متشددا حول العالم، وكتب رسائل لمنظرى التكفير، مع تحليل التوجهات المغلوطة وتحويل بوصلة التكفير لدى هؤلاء، مع تباحث الرد عليها فورا والتوعية بغلو التكفيريين حفاظا على الأنفس والأديان والحضارات.

وتابع "فيما تقوم وزارة الأوقاف المصرية، ولجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع للوزارة، بترجمة الإصدارات المتشددة حول العالم والرد عليها بشكل مباشر بـ13 لغة حية فى صورة رسائل مترجمة توجهها عبر موقع وزارة الأوقاف الرسمى، ورسائل بنفس المحتوى لجهات متخصصة فى دول صديقة ومتعاونة لنشرها فى الصحف وإصداراتها الرقمية لتحقيق انتشار عالمى للوسطية فى مواجهة التشدد".

أحمد عجيبة: الأوقاف قررت مواجهة التشدد الفكرى فى عقر داره


ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد على عجيبة أمين عام المجلس الأعلى للشئون التابع لوزارة الأوقاف والمشرف على ترجمة رسائل الوزارة، أن المجلس شكل لجنة مكبرة للترجمة والنشر مكونة من كبار أساتذة متخصصين فى الأدب واللغات والشريعة الإسلامية والترجمة من كليات الجامعة الإسلامية من جامعة الأزهر ومن كلية الألسن بجامعة عين شمس والعديد من الجامعات الأخرى لمواجهة تضليل جماعات التشدد.

وأضاف عجيبة، أن الأوقاف قررت مواجهة التشدد الفكرى فى عقر داره، والتوعية بزيف منهجه فى المجتمعات حتى لا يحقق انتشارا فكريا، وذلك بمواجهات فكرية عن بعد، للرد بشكل مباشر وموضعى لقضايا ذات مثار خلاف، مثل الخلافة والحاكمية، والولاية والاجتهاد الفقهى والجهاد وعلاقة الإسلام بما يدس عليه من عنف وتشدد، مؤكدا أن العام المقبل سوف يشهد توسعا فى تشكيل اللجان المتخصصة فى هذا الجانب للتغلب على الفكر الشاذ.

وفى السياق ذاته، دخلت مشيخة الأزهر ساحة المعركة بقوة، حيث أسست مرصد للتكفير أيضا بمشيخة الأزهر، وأسندت الإشراف عليه للدكتور أسامة نبيل رئيس قسم اللغة الفرنسية السابق بجامعة الأزهر، وتم تشكيل غرفة عمليات كبرى ولجنة شرعية للعمل على المرصد تضم عدد من كبار المتخصصين بالأزهر، منهم الدكتور سامى مندور رئيس قسم اللغة الفرنسية بجامعة الأزهر، والدكتور كمال بريقع رئيس قسم اللغة الإنجليزية والدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، والدكتورة ريهام عبد الله سلام أستاذ اللغة الأوردية بجامعة الأزهر، ومجموعة من المدرسين المساعدين بجامعة الأزهر مع لجنة شرعية مكونة من عدد من المتخصصين لرصد فتاوى التكفير والكتابات الفكرية والرد عليها بنفس لغة كتابها بـ8 لغات عالمية حية.

ريهام عبد الله سلام: التميز السلبى ضد المرأة والتطرف الدينى كلاهما شذوذ


ومن جانبها، قالت الدكتورة ريهام عبد الله سلام أستاذ اللغة الأوردية بجامعة الأزهر وعضو مرصد التكفير بالأزهر، أن أكثر الأمور الملفتة فى عملها أنها تعمل على مجتمعات تعانى من ثقافة عنصرية ذكورية خاصة فى الهند والباكستان وبنجلادش وكاشمير حيث تعتبر المرأة عنصرا متدنيا.

وأضافت أستاذ الأوردية بالأزهر، أنها كانت عضوا فى قافلة السلام بالهند والتى أرسلها الأزهر الشريف، وهى المرة الأولى التى يتم الدفع فيها بعنصر نسائى، وبالرغم من الإستقبال الجيد لها فى الهند إلا أن النساء هناك يعانين من تميز سلبى مقيت يضر بقيمة وكرامة المرأة هناك، وهو الأمر الذى لا يقل خطورة عن الفكر المتطرف دينيا فكلاهما شذوذ.

وأشارت أستاذ الأوردية بالأزهر، إلى أن كتابات داعش ليست وحدها الأمر الذى يمثل خطورة، ففى مجتمعات متعددة ومنها محيط المتحدثين باللغة الأوردية تجد كتابات فكرية مكتوبة بعناية لمنظرى التشدد تكاد تقنعك بمنطقها لاعتمادها على محاور عقلية تقنع المشوشين والعامة وتحتاج إلى فهم جيد وقوة للرد عليها وإبطال مفعولها وهو ما يقوم به مرصد الأزهر حيث يتمتع بخاصية الرد مكتوب ومنشور من خلال موقع الأزهر ومن خلال بعثات السلام إلى هناك.

فيما أكد الدكتور سامى مندور عضو المرصد ورئيس قسم اللغة الفرنسية والدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن المرصد بدأ يفتح أفق حوار جيدة فى دول رائدة وعلى رأسها فرنسا والتى تمثل مجتمعا مثقفا أوروبيا متحضرا، فبرغم تأثر سمعة المسلمين هناك بحادثة شارلى إبيدو إلا أن الأزهر مازال يستقبل على الرحب والسعة، وهو ما يسهل مهمة الأزهر، ويفتح باب التواصل الحضارى، مضيفا أن مرصد التكفير بالمشيخة يتواصل مع مراكز بحثية فى فرنسا ولكن بتريث لكونها مؤسسات دولية كبرى تقدر قيمة الكلمة، مؤكدا أن انطلاقة المرصد تنبئ بكل خير وسوف تشهد المرحلة المقبلة أفقا من التعاون وتقارب فكرى كبير وسط ترحيب الجهات الفرنسية بالتعاون مع الأزهر الذى يستعينون به لكبح جماع العنف والتشدد.

بينما أكد الدكتور كمال بريقع أستاذ الدراسات الإسلامية والأدب الإنجليزى بجامعة الأزهر وعضو المرصد، أن بريطانيا بلد الحريات بلد واعد فى التعاون مع الأزهر، ويشهد توسع كبير فى الحريات الدينية وممارسة الشعائر، مضيفا أن عمائم الأزهر تستقبل بحفاوة فى بريطانيا رغم التخوفات.

أسامة نبيل: مرصد التكفير بالأزهر ليس أداة حرب مع العالم الخارجى والمتشددين بل حلقة وصل


الدكتور أسامة نبيل المشرف على مرصد التكفير بالأزهر الشريف ورئيس قسم اللغة الفرنسية السابق بجامعة الأزهر، أعتبر أن مرصد التكفير بالأزهر، ليس أداة حرب مع العالم الخارجى والمتشددين فى العالم أو الحكومات بل حلقة وصل، ووسيلة لتصحيح الخطاب الدينى الذى أضرت به جماعات التشدد، مضيفا أنه لا يستهدف أشخاص بل يناظر الفكر بالفكر لاكتساب وسطيين مسالمين لتحقيق أمن وسلام عالمى ينتهجه الأزهر منذ أسس.

وأضاف نبيل، أن مشيخة الأزهر تدعم المرصد بقوة وتنتظر منه المزيد، مضيفا أن المشيخة بحثت عن أفضل المتخصصين الوسطين للتواصل مع العالم، لافتا إلى أن قيادات المشيخة وعلى رأسهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يولى المرصد اهتماما كبيرا حيث يعتبره أحد أهم أدوات تصحيح الخطاب الدينى وسط لغط المتشددين الذين يدفعون بالمغلوط لإلباس الحق بالباطل، لافتا إلى تعاون كبير بين هيئات ومؤسسات متخصصة عالميا لمواجهة التشدد ثقة فى الأزهر ومنهجه وتأميننا للمجتمعات المختلفة.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة