السر الغامض وراء انخفاض التلوث
استخدم الباحثون بيانات الأقمار الصناعية لتتبع كيف تغيرت انبعاثات ثانى أكسيد النيتروجين مع مرور الوقت فى الشرق الأوسط، وباستخدام هذه البيانات، وتم تقييم مستويات ثانى أكسيد النيتروجين بالتزامن مع التغيرات الاجتماعية والسياسية التى تحدث فى ذلك الوقت.
ففى القاهرة، على سبيل المثال، انبعاثات ثانى أكسيد النيتروجين نمت بمعدل يتراوح بين 5٪ و7٪ سنويا فى السنوات الخمس حتى عام 2010، فالثورة المصرية فى ذلك العام جلبت معها نقص فى الوقود وأحدثت العديد من المشاكل الاقتصادية للأسر مما أدى إلى انخفاض مستويات النيتروجين، وفى طهران انخفضت معدلات الانبعاثات بعد أن شددت الأمم المتحدة العقوبات فى 2010.
تفاصيل الدراسة الجديدة
وفقا لما نشر على مجلة times الأمريكية، فإن مستويات ثانى أكسيد النيتروجين والغازات السامة التى تنتجها محركات السيارات ومحطات توليد الكهرباء تساهم بشدة فى تغير المناخ، وفى السنوات الأولى الألفينيات مستويات هذه الغازات نما بسرعة فى مدن مثل دمشق وحلب وطهران والقاهرة، ولكن بعد العقد الثانى انخفضت المستويات بشكل ملحوظ، ويقول الباحثون إن الاضطرابات وثورات الربيع العربى انعكست على الوضع الاقتصادى، وهو ما أدى إلى هذا الانخفاض فى معدلات تلوث الهواء.
وقال Jos Lelieveld مؤلف الدراسة وأستاذ فى معهد ماكس بلانك للكيمياء، فى مؤتمر عبر الهاتف للصحفيين أن الشرق الأوسط يحدث بها الكثير من المشاكل السياسية والاضطرابات والنزاعات المسلحة، ونحن نجد أن الجغرافيا السياسية والصراع المسلح فى منطقة الشرق الأوسط أحدث تغييرا جذريا انبعاثات تلوث الهواء".
استثناءات فى النظرية
لاحظ الباحثون وجود بعض الاستثناءات لهذا الاتجاه، حيث انخفضت مستويات ثانى أكسيد النيتروجين فى الرياض على الرغم من الاستقرار النسبى فى المملكة العربية السعودية، وهذا يرجع إلى وجود تشريعات تهدف إلى الحد من التلوث.
وتشير النتائج إلى أنه قد يكون من الصعب توقع بدقة تأثير الإنسان على تغير المناخ والبيئة دون النظر التغيرات المجتمعية غير متوقعة على المدى القصير.