ماذا قالت الأبحاث الحديثة عن أضرار الموبايلات؟
وكشفت دراسة حديثة نشرت خلال الشهر الجارى بمجلة "Electromagnetic Biology and Medicine"، وأشرف عليها باحثون دوليون من أمريكا والبرازيل وفنلندا وأوكرانيا، أن استخدام الموبايل بمعدل 20 دقيقة فى اليوم لمدة 5 سنوات يرفع فرص الإصابة بسرطان المخ بمعدل 3 أضعاف، وترتفع فرص الإصابة بالمرض إلى 5 أضعاف حال استخدام الموبايل 60 دقيقة يوميًا، وذلك بسبب دورها فى حدوث الجهد التأكسدى وتلف الحمض النووى DNA.
السمنة
وكشفت دراسة أخرى أشرف عليها باحثون من أمريكا ونشرت منذ عام تقريبًا بمجلة "Sleep"، أن التعرض للضوء المنبعث بالهواتف المحمولة يعزز الشعور بالجوع ويرفع فرص الإصابة بالسمنة وفرط الوزن، كما أنه يسبب الأرق.
كما كشفت دراسة بريطانية نشرت منذ أيام بمجلة "Computers In Human Behaviour" أن الإفراط فى استخدام الموبايلات لساعات طويلة يضعف الذاكرة ويقلل التركيز ويسبب النسيان.
وفى السياق ذاته، أكد باحثو جامعة ولاية مين الأمريكية، أن الهواتف الذكية تسبب تشتت التركيز والانتباه حتى إذا كنا لا نستخدمها، لأن الإنسان قد يتوقع استقبال مكالمة أو رسالة فى أى وقت خاصة حال استخدامات تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعى، ومن ثم يصبح الشخص متوترًا.
ولذا يكمن الحل من وجهة نظرهم فى إبعاد الهواتف المحمولة عن أنظارنا حال عدم حاجتنا إليها حتى نحد من تلك الأحاسيس السلبية.
رأى الأطباء فى أضرار الموبايلات
ومن جانبه، أشار الدكتور حسام إبراهيم، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة بنها، إلى أن النتائج التى ربطت بين الهواتف الذكية وأورام المخ غير صحيحة تمامًا، وحسب الدراسات والأبحاث الطبية الثابتة فلا يتسبب الموبايل فى الإصابة بسرطان المخ، ويؤكد ذلك تقرير منظمة الصحة العالمية "who" الذى صدر منذ أعوام وأشار أنه لا يسبب السرطان، مشددًا على أنه لتصديق أى نتائج علمية مخالفة لمعتقداتنا الطبية الثابتة فيجب أن تكون منشورة فى مجلة ذات مصداقية ولها ثقل علمى.
وأشار إبراهيم فى الوقت نفسه إلى أن استخدام الهواتف المحمولة لفترات طويلة قد يؤثر على السمع والأعصاب ويسبب التوتر، حاله كحال الإفراط فى استخدام أى شىء، وأكد أن كل هذه الأضرار ناجمة عن استخدام الموبايل لساعات طويلة وليس لها أى علاقة بالموجات الكهرومغناطيسية التى تصدر من الموبايلات.
وأضاف إبراهيم أن الإسراف فى استخدام الموبايلات قد يسبب أيضًا تقليل التركيز، ويعرض حياة الإنسان للخطر ويرفع نسب الحوادث، بالإضافة إلى حدوث خلل فى العلاقات الاجتماعية القائمة على التواصل الفعلى.
وأما الدكتور صلاح عبد الخالق، أستاذ المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة عين شمس، فقد أشار إلى أن العلاقة بين استخدام الموبايلات والإصابة بسرطان المخ غير مؤكدة، ولم يتم حسمها بشكل مؤكد، وما زلنا فى حاجة إلى المزيد من الدراسات التأكيدية.
وتابع أن الهواتف المحمولة قد تسبب الإصابة بالسرطان والأورام ولكن حال وجود بعض العوامل الأخرى مثل الاستعداد الوراثى وتناول الأطعمة المرشوشة بالمبيدات والأطعمة المسرطنة والتعرض للإشعاع.
ولفت عبد الخالق فى الوقت نفسه إلى أن الموبايل قد يتسبب بالفعل فى زيادة مضاعفات مرضى الصرع وزيادة حدة التشنجات التى قد تصيبهم، كما أنها قد ترفع فرص الإصابة بالصرع إذا كان الشخص لديه استعداد وراثى ولديه أقارب مصابون بالمرض.
كيف نقى أنفسنا من أضرار الموبايلات؟
وأوصى عبد الخالق بترشيد استخدام الهواتف المحمولة والحد قدر الإمكان من إجراء المكالمات الصوتية، واستخدام الهاند فرى أثناء إجرائها للحد من أضرارها قدر الإمكان.
وكما كشف الطبيب الجراح العالمى الشهير الدكتور أوز عن مجموعة من النصائح الهامة للوقاية من أضرار الموبايلات وتقليلها إلى أقل درجة، وهى تشمل:
- إجراء المكالمات الصوتية باستخدام الهاندفرى أو مكبر الصوت، حيث ثبت أن ذلك يقلل من قدر الأشعة المنبعثة من الموبايل بمعدل 8 أضعاف.
- لا تحتفظ بالموبايل فى جيب البنطلون لأنه قد يسبب خشونة المفاصل ويحد من كثافة العظام، وقد يقلل الخصوبة أيضًا.
- ممنوع استخدام الأطفال الصغار للموبايل لأن سمك جمجمتهم صغير للغاية، ومن ثم تزداد أضرار الإشعاع عليهم.
- لا تتكلم فى هاتفك أثناء قيادة السيارة، لأن انتقال الشبكة والإشارة من برج محمول إلى آخر يتسبب فى أضرار خطيرة.
- تجنب أيضًا التحدث فى الهاتف إطلاقًا عندما تكون الإشارة ضعيفة لأن ذلك يزيد من قدر الإشعاعات المنبعثة.
- لا تضع اللاصقات المنتشرة والتى يزعم مصنعوها أنها تقلل أضرار الإشعاع لأنها نفسها تزيد من حدة الإشعاع.
- قلل من استخدامك سماعات الوايرلس وأنزعها بعد الانتهاء من إجراء المكالمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة