أوجاع الجنوب.. أسرار "حرائق الجان" فى 3 قرى بمحافظة قنا.. "الشيخ سالم" تشتعل بطريقة مجهولة والأهالى يتهمون الجن.. ولقاء تحت الأرض بين عائلتين بـ"العويضات" بحثا عن الآثار

الإثنين، 24 أغسطس 2015 11:11 ص
أوجاع الجنوب.. أسرار "حرائق الجان" فى 3 قرى بمحافظة قنا.. "الشيخ سالم" تشتعل بطريقة مجهولة والأهالى يتهمون الجن.. ولقاء تحت الأرض بين عائلتين بـ"العويضات" بحثا عن الآثار جانب من الحريق
كتب: آية نبيل - صفاء عاشور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى...



البداية مع الدجل، ففى أحد الفنادق ذات النجوم الثلاث بمحافظة قنا يظهر رجل فى الخمسين من عمره، تبدو على وجهه علامات الورع والتقوى، وينطق لسانه بلغة أهل المغرب، ليوهم الشيخ المبجل إدارة الفندق بأنه حضر خصيصًا بهاتف من بلاده البعيدة لزيارة قرية بعينها، فيرشده العاملون بالفندق إلى القرية.

هناك فى القرية التى هتف لها الهاتف المزعوم، يعثر الرجل على ضحيته، إنه أحد السكان من ميسورى الحال، والذى يقنعه صاحب اللهجة المغربية بأنه إذا ما حفر أسفل منزله فسيتمكن من استخراج كنز واحد من أهم ملوك الفراعنة، وتحقيق ثراء لم يحلم به يومًا، فيوافق الرجل البسيط على استضافة الشيخ المغربى على نفقته، إضافة إلى تحمل نفقات رجل أو اثنين لإتمام عملية الحفر.

المشهد السابق تكرر سرده خلال جولة «اليوم السابع» بمحافظة قنا، والتى استمرت أربعة أيام، تم خلالها زيارة عدد من القرى، للتعرف على سر انتشار الخرافة، والتى تمثلت فى ثلاثة أسباب، أولها الجهل وغياب الثقافة الدينية، وثانيها فشل المسؤولين، خاصة المحليات، فى تفسير عدد من الظواهر، ومنها الحرائق المتكررة، وثالثها غياب رقابة الأمن ومفتشى الآثار داخل القرى التى تقع فوق كنوز من الآثار، وتركها عرضة للنهب والسلب.

«اليوم السابع» تعرض تجربة معايشة كاملة للخرافات المنتشرة بأربع قرى بالمحافظة، هى «الشيخ سالم»، و«الكوم الأحمر»، و«العويضات»، وأخيرًا قرية «مشهور»، حيث القرين هو المتهم الأول فى الحرائق المتكررة، وانقطاع الإنجاب أو تأخره مرجعه الأعمال السفلية التى تدسها النساء لبعضهن.

حرائق «الشيخ سالم»


فى العام السابق شهدت قرية «الشيخ سالم» ظاهرة غريبة، إذ بدأت سلسلة من الحرائق الغامضة تشب فى البيوت، وتشعل فضول الأهالى، حول السبب وراء ذلك، خاصة أن هناك عددًا منهم معروف عنهم الحفر أسفل بيوتهم، بحثًا عن الآثار، وما يتطلبه ذلك من حضور أحد الدجالين، لتحديد مكان الحفر، والاستعانة بجن سفلى لسرعة إيجاد الأثر.

ورغم صدور تقرير حكومى وقتها يثبت أن السبب وراء الحرائق هو الماس الكهربائى، فإن الاهالى مازلوا على اقتناعهم بأن السبب هو الجن.

تقول إيمان جاد الله، إحدى سكان القرية: «النار هنا تشتعل من تلقاء نفسها بسبب استحضار الجن لاستخراج الآثار»، مضيفة أن الكهرباء بالقرية دائمة الانقطاع، ومياه المجارى تغرق الشوارع، والفقر يملأ البيوت، مما يدفع الأهالى إلى البحث أسفل منازلهم، طمعًا فى تغيير حياتهم، كما تمتلأ القرية بالشيوخ الدجالين الذين يدعون حل جميع المشاكل مقابل بضعة جنيهات.

وخلال وجود «اليوم السابع» بالقرية، بدأت النيران فى الاشتعال بعدد من البيوت، وعند إطفائها كانت تنتقل من بيت إلى آخر، لتكون النتيجة اشتعال 7 بيوت متفرقة، وكانت الحرائق تشتعل فى أسطح البيوت، وسرعان ما تنتقل إلى حظائر الماشية، فتقضى على ما بها من حيوانات بالكامل، وكانت صرخات النساء تتعالى حزنًا على المواشى التى تفحمت تمامًا فى الحريق.

عربات المطافئ لم تحضر إلا بعد نصف ساعة من اندلاع الحريق، رغم أن المسافة بين القرية والوحدة المحلية التابعة لها فى قرية الكوم الأحمر لا تتعدى الربع ساعة، وقد رصدت «اليوم السابع» لجوء عربات المطافئ تلك إلى إحدى ترع الرى، لملء خزاناتها بالمياه، بسبب عدم وجود «حنفية» عمومية بالقرية، رغم اشتعال سلسلة من الحرائق هناك بين الحين والآخر.

يقول أحد المزارعين بالقرية إن الأهالى طالبوا الوحدة المحلية أكثر من مرة بعمل «حنفية» عمومية لاستخدامها فى إطفاء الحرائق المفاجئة، ولكن دون جدوى، فرغم الاهتمام الإعلامى الشديد الذى لاقته القرية خلال العام الماضى، بسبب سلسلة الحرائق، فإن شيئًا فى القرية لم يتغير.. لا يستطيع الرجل أن يجزم إذا ما كان سبب اشتعال النيران هو وجود كائنات سفلية أم لا، فهذا أمر علمه عند الله وحده.

ويؤكد أن مسؤولى الوحدة المحلية أكدوا للأهالى أن قرب الأسلاك من أسطح البيوت سبب أساسى فى اشتعال النيران بالمنازل، خاصة خلال فصل الصيف، لكنّ أحدًا من سكان القرية لا يكاد يصدق مثل ذلك القول، خاصة أن الحرائق أحيانًا ما تحدث وقت انقطاع الكهرباء.

«طبيب الوحدة الصحية غائب دائمًا، ونضطر إلى نقل المصابين إلى مستشفى فرشوط العام لإنقاذهم عند انتشار الحرائق»، هكذا يؤكد عبدالناصر، أحد سكان القرية، الذى كان شاهد عيان على الحرائق التى اندلعت بالقرية. ويؤكد عبدالناصر أنه عند بدء الحريق، تنتشر النيران فى المنزل بسرعة غريبة، وتأكل الماشية، وتكاد أن تتسبب فى مقتل سكان البيت المنكوب.

ويقول أحمد حماد: «اللى بيحفر هو اللى بيجيب الجن»، مضيفًا أنه خلال الحرائق التى نشبت عام 2013 لم يقم أحد بتعريف الأهالى بأسباب الحريق الحقيقية، ولم يقدموا لهم التعويضات المناسبة، كما لم يتم عرض التقرير العلمى عليهم، والذى يؤكد أن السبب هو الماس الكهربائى، مما جعل شائعات الجن والعفاريت تنتشر دون رادع.


اليوم السابع -8 -2015


أسامة محمود، رئيس الوحدة المحلية للكوم الأحمر التابعة لها قرية «الشيخ سالم»، أكد أن أسباب الحريق لا تخرج عن الماس الكهربائى، فالبيوت قريبة من أسلاك الكهرباء، ويصر أهلها على تخزين مخلفات قصب السكر فوقها، لاستخدامها كوقود فى الأفران البلدية، فى حين أن الأسلاك تنقصها المادة العازلة اللازمة، ونحتاج إلى 5 كيلومتر من السلوك العازلة الجديدة لتغيير الأسلاك الحالية، بتكلفة تصل إلى 2 مليون جنيه، مضيفًا: «طالبنا المحافظة بتوفير ذلك المبلغ منذ صدور التقرير فى العام الماضى».


اليوم السابع -8 -2015


أما عن عدم وجود عربات مطافئ بالقرية، رغم تكرار الحوادث بها، فقد أكد رئيس الوحدة المحلية أن عربات المطافئ مقرها الأساسى يكون فى الوحدة المحلية بالكوم الأحمر، وأن هناك عجزًا فى السائقين والعمالة المدربة ورجال المطافئ، وقد طالبت الوحدة المحلية المحافظة بتوفير اللازم، ولكن لم يتم الرد على تلك المطالب بعد.

ولم يكن الوضع أفضل حالًا فى قرية الكوم الأحمر، التابعة لمركز فرشوط، حيث تنتشر الخرافة وتنقص الخدمات تمامًا، حتى أن محطة المياه هناك صدر لها قرار بالإغلاق منذ ثلاث سنوات، بسبب تلوث إحدى آبارها، ولكنها مازالت تعمل حتى كتابة هذا التحقيق، مما اضطر الأهالى إلى شراء المياه، والعودة إلى استخدام مياه «الطرمبات»، والتى أحيانًا ما تختلط بمياه الصرف الصحى، كما أكد لنا محمد عبدالكريم، مدير المدرسة الابتدائية بالقرية.

الخرافة فى قرية مشهور


لم تكن أميرة قد أتمت شهرها الرابع فى دراسة الطب البشرى، بجامعة الأقصر، حتى أتتها مكالمة غاضبة من عائلتها، تطالبها بسرعة العودة إلى قريتها مشهور، بمحافظة قنا، وترك دراستها، فقد انتشر بين أهالى القرية كلام يمس سمعة العائلة، بسبب موافقتها على ترك أميرة تدرس خارج المحافظة، لم تستطع أميرة تمالك نفسها من البكاء، وبصوت مبحوح رجت عائلتها الانتظار، حى تتم فصلها الدراسى الأول، ولكن دون جدوى، فالأمر قد صدر، وعلى أميرة الطاعة والامتثال.

وأميرة هو اسم مستعار، لإحدى الفتيات التى التقت بهم «اليوم السابع» فى قرية مشهور، حيث لم يشفع تفوقها الدراسى لها لكسر التقاليد المتزمتة لعائلتها، التى أصرت على تركها دراستها فى كلية الطب، لتعود إلى بيتها، فى انتظار العريس، كسائر صديقتها من الطبقة «ميسورة الحال» بالقرية.

أميرة حكت فى أسى كيف أنها حين عادت إلى القرية فوجئت بواقع قريتها الذى تحكمه الخرافة، وبخاصة بالنسبة للنساء، اللاتى يوجه لهن اللوم دائما، فى جميع مصائب الأسر والعائلات، مما يدفع النسوة إلى اللجوء للدجل والخرافة، فى محاولة لإيجاد حلول سحرية للأمراض وتأخر الإنجاب والزواج.

تقول أميرة إن قرية مشهور تتفوق فى الحيل المستندة إلى الخرافة، التى يزعم أهلها، أنها تساعد فى سرعة الإنجاب والزواج، فالنساء اللاتى لا يستطعن الذهاب إلى الأطباء، وشراء الدواء، بسبب ضيق ذات اليد، يلجئن إلى الدحرجة حول المعابد، وصعود سلالم المئذنة بالعكس، وفتح قبور الأطفال الموتى، هذا إضافة إلى اللجوء لضريح الشيخ أبوحطب.

وضريح الشيخ أبوحطب عبارة عن غرفة مبنية من الطوب، مغلقة، ويظهر منها أغصان ضخمة لشجرة عجوز، كان يسكن بجانبها شيخ صالح، صاحب كرامات، دفن أسفلها، وأقيم له ضريح، خادمة الضريح هى وحدها من تملك مفتاح الضريح، بعد أن تركت لها العائلة التى كانت ترعى الضريح فيما مضى المفتاح، بعد تعرض أحد أفرادها للذبح، واضطرارهم إلى الرحيل عن القرية وبيع ممتلكاتهم.

تقول سيدة، خادمة الضريح، إن شجرة الشيخ أبوحطب تمتد إلى آخر الدنيا، وتستطيع بركته أن تشفى جميع الأمراض والعلل، وحينما أردنا الاستفسار بشكل أعمق حول تاريخ الشيخ وسيرته، لم تملك سيدة جوابا مقنعا، علما بأنه لم نجد أى ذكر تاريخى لضريح الشيخ، رغم تواجده بالقرى منذ ألف عام.

الضريح من الداخل تكسوه طبقات من أقمشة الستان الأخضر، تقول سيدة إنها هدية من مريدى الشيخ له، وتروى سيدة أنه كان هناك مائدة دائرية الشكل قصيرة أشبه للطبلية البلدى، وكان يتم وضع الأضاحى عليها التى توزع على الفقراء فى الجمعة من كل أسبوع، فى موعد المولد الأسبوعى للضريح، إلا أن مظاهر الاحتفال تلك كادت أن تختفى، بعد رحيل العائلة التى كانت تقوم برعايته، فضلا عن رفض اتباع التيار السلفى بالقرية إقامة الأضاحى بجانب الضريح.

أهالى قرية مشهور، لديهم قناعة كاملة بصدق الخرافات الخاصة بكرامات الضريح المجهول، ولا تستطيع أن تجادلهم فى شك يتسرب إليك، بمجرد مشاهدة الضريح، فى أن أسفل الأغطية صخرة ضخمة، وليس ضريحا، وأن تحت القبة لا يوجد شيخ.

الشيخ المغربى فى العويضات


لماذا لا تتحول قرية العويضات، التابعة إلى مركز قفط، إلى متحف مفتوح، سؤال يراودك بمجرد الوصول إلى القرية، التى تكثر بها الأسوار، تحمى أراضى تابعة لوزارة الآثار، ولا يوجد بها مرشدون أثريون، رغم أهميتها، كما تؤكد لنا رحاب، مديرة موقع المعبد الكبير بالقرية، والتى فشلت فى إعطائنا معلومة تاريخية واحدة عنه، لأنها تشرف على الموقع من الناحية الإدارية فقط، ولا فكرة لديها عن الجانب الأثرى.

مسعود أبوالحسن، تاجر أسماك بالقرية، أكد أن عددا من المنازل تعرضت للانهيار، بسبب حفر الأهالى أسفلها، لكن الأمر أشبه بالخدعة والوهم، مضيفا «فى ناس كتير بتحفر ومش هتلاقى حاجة.. ولو فى آثار مكنش ده يبقى حال القرية»، وحكى مسعود عددا من الحوادث، التى تعرض خلالها الأهالى للخداع، من قبل دجالين، طمعا فى الثراء السريع.

وقد سبق لعائلتين فى القرية أن حفرتا أسفل منزلهما، حتى التقيا فى النهاية، وكان يفصل بين العائلتين أربعة بيوت، ويتناقل الأهالى الحكاية السابقة بسخرية، دون أن يفقدوا حلم العثور على أثر أسفل منازلهم، ويؤكد أهالى القرية أن الشيوخ القادرين على الكشف عن الآثار أسفل المنزل غالبا ما يأتون من محافظات الوجه البحرى، أو من الأقصر، أما الشيوخ المغاربة، فهم الأقدر على إيجاد الآثار، والكشف عنها، لكن سعرهم غالٍ ولا يقدر عليهم سوى العائلات الميسورة.


اليوم السابع -8 -2015


الدولة لا تهتم بتنمية قرية العويضات، ومدها بالخدمات اللازمة ولا بتشغيل الشباب بدل من الحفر أسفل منازلهم، خاصة أن أغلب الشباب المتعلم هناك، يحلمون بترك القرية، فور حصولهم على الثانوية العامة، وعدم العودة إليها مرة أخرى، كما أكد محمود، طالب الثانوية العامة المتفوق، الذى يقضى عشرات من الساعات يوميا على شبكة التواصل الاجتماعى، ويحلم بالعمل فى الغردقة أو الاستقرار فى العاصمة.

دكتور أسامة محمد، طبيب بإحدى الصيدليات، أكد عثور عدد من الأهالى بالفعل على قطع أثرية، مكنتهم من استئجار محلات وهمية بمركز قنا، للتغطية على ثرائهم السريع مضيفا أن هناك فنادق بعينها تكون معدة لاستقبال هؤلاء الشيوخ المدعين، وتراعى أمورا بعينها لتسهيل إقامة هؤلاء الدجالين، وتكاد تلك الفنادق الاعتماد على هؤلاء، فى تحقيق مكسبها واستمرارها.


اليوم السابع -8 -2015


استبعاد الجن السفلى


دائما ما كان لإمام المسجد فى القرى الريفية مكانة خاصة عند السكان الفقراء، وبخاصة فى محافظة قنا، فهو الأزهرى حامل كتاب الله، الذى لا ينطق إلا بالحق فى عرفهم، وقد كشفت الجولة التى قامت بها «اليوم السابع» فى القرى التى تؤمن بالخرافة، وتحيل الحوادث والحرائق لأفعال الجن، أن وجود الإمام فى مثل تلك القرية، كان يعد ضمانة أساسية لعدم لجوء الأهالى إلى الدجالين والمشعوذين، فقراءة القرآن على من يظن به مس، من قبل إمام المسجد، كافية لتحسين حاله، وزوال أعراض المس الظاهرة.

الشيخ القرشى، نقيب نقابة الأئمة بقنا، أكد أن هناك أهمية بالغة من الممكن أن يلعبها الإمام الأزهرى فى القضاء على الجهل الدينى لدى أهالى القرى الفقراء، وبخاصة القرى النائية، التى تصبح بيئة خصبة للإرهاب والتطرف والخرافة، إلا أن هذا الدور يعوقه قلة عدد الأئمة بالنسبة لمحافظة قنا.

وأضاف: «يصر المسؤولون دائما على تبرير حدوث الحرائق التى تشتعل بين الحين والأخر فى القرى الفقيرة بالمحافظة، كونها حدثت بسبب ماس كهربائى، متسائلا: لماذا يتم استبعاد الجن، بحجة الخوف من انتشار الخرافة، رغم أن هناك أدلة فى القرآن الكريم والسنة تؤكد ثبوت إيذاء الجن للإنس، بدليل أننا دائما ما نستعيذ من الخبث والخبائث قبل دخولنا للحمام فى كل مرة، سنة عن رسولنا الكريم».

وتابع «لا أعنى هنا أن السبب هو الجن بالضرورة، لكنى أتمنى على الجهات الأمنية والمسؤولين طرح كل الاحتمالات، ودحضها واحدة بعد الأخرى بطرق علمية، دون المصادرة على أحدها قبل بحث ودراسة، لأن تجاهل ذلك يؤدى إلى انتشار الجهل والخرافة، ووقوع الأهالى ضحية فى يد الدجالين وكل من يتكسب من الجهل والخرافة».

واستكمل حديثه قائلاً: «قبل الحديث عن هذا ينبغى الإشارة إلى أننا نعانى فى قنا من نقص شديد فى الأئمة، فلدينا 4 آلاف مسجد و2000 إمام فقط، مما يعنى أن هناك نقصا يصل إلى النصف فى عدد المساجد، وأن هناك مساجد يسيطر عليها غير المتخصصين ويشاركون فى نشر الخرافة والأفكار الخاطئة وقد رصدت بنفسى قرى كاملة ينتشر بها الخرافة والجهل بسبب عدم وجود إمام أزهرى، فوق منابر مساجدها».

مضيفا: «هناك أيضا أمر آخر يجب مراعاته، هو أن الأئمة فى حاجة ماسة إلى تحسين أوضاعهم المادية، فهناك أمة يضطرون إلى الالتحاق بأعمال إضافية لتحسين دخلهم، كبائعى فول وطعمية وكسائقى توك توك، وهو أمر يقلل من هيبة الإمام لدى رجل الشارع».

وأوضح أن توحيد الخطب الدينية يحتاج إلى تعديل من قبل وزارة الأوقاف أيضا، خاصة بالنسبة لمحافظة قنا، حيث إن كل قرية بالمحافظة لديها خصوصيتها، ومشكلاتها التى تحتاج إلى مناقشتها من قبل الأئمة، مضيفا: «هناك قرى مشكلتها الرئيسية هى الثأر، وأخرى تكثر فيها الخرافة والاستعانة بالدجالين والمشعوذين، وتوحيد الخطبة فى هذه الحالة لن يفيد».

وقال إن الأئمة العاملين حاليا إضافة إلى ضرورة انخراطهم فى اجتهادات مؤسسة الأزهر، الخاصة بتطوير الخطاب الدينى، يحتاجون لمدهم بوسائل الاتصال الحديثة، فمثلا هناك 58 ألف إمام على مستوى الجمهورية، 8 آلاف منهم فقط على معرفة بالتعامل مع وسائل الاتصال الاجتماعى، والتكنولوجيا الحديثة.



اليوم السابع -8 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة