أمر المستشار طارق أبو زايد المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة الكلية، بإحالة ترزى متهم بقتل زوجته وأولاده وإشعال النيران بهم فى مصر القديمة إلى الجنايات.
كانت البداية عندما تربى "عماد.م" وسط عائلة، متدينة، لها ثلاثة أشقاء كان هو أكبرهم، تعلم مهنة الخياطة منذ صغره، حتى احترفها وأصبح "ترزى حريمى" وعندما أراد أن يتزوج، ويحقق ركنا مهما من أركان ديانته، لجأ إلى المجنى عليها "سعاد.ب" الفتاة المراهقة الصغيرة، وبمجرد أن تقابلا شعر بحنين إليها، وارتاح لها، ووافق الأهل على الخطبة حتى إتمامها، وبدأ كل منهما يوصف حبه واشتياقه وتقبله للطرف الآخر حتى تزوجا عام 1994، وظلا فترة ليست بقليلة ينتظران مولودهما الأول، وبسبب تأخر الإنجاب توجه الاثنان إلى الطبيب وبإجراء التحاليل تبين عقم الزوج، وبدأ طريقا طويلا مع العلاج والأدوية.
وفجأة تغيرت المعاملة، وبدأت الزوجة دائمًا تلمح أن حياتها ناقصة وأنها ملت من هذا الوضع وبعد شهرين سافر إلى خدمته العسكرية وبعودته أخبرته الزوجة أنها "حامل" وبعد مرور عدة أيام وجدها فى وضع مخل مع شقيقه الأصغر.
وبدأ يعتقد أن الطفل ليس من صلبه، كما أنه لم يرِد أن يفضح نفسه فى المنطقة بجريمة زوجته، فظل وراءها حتى اعترفت له أنها لم تصن عرضه وخانته مع أقرب الناس له عدة مرات، وأن الطفل ليس نجله وطالبها أن تذهب للكنيسة وتعترف حتى يرحمها الله، فرفضت وتعهدت بعدم الخيانة مرة أخرى، وأرادت أن يسامحها ويفتح صفحة جديدة معها.
وتوجه الزوج إلى الطبيب المعالج وأخبره أن مشكلة الإنجاب انتهت وعقب مرور خمس سنوات أخبرته أنها حامل فى طفلته "مريم"، وهنا اطمأن أن سلوكها تغير للأحسن، وبعد ثلاث سنوات رزق بالطفلة الثانية "ميرنا"، لكن فجأة الخائنة بدأت تتردد على زيارة والدتها، فبدأ يشك مرة ثانية فى سلوكها لأنها كانت تتهرب من وجودها بالمنزل وترفض معاشرته، حتى جاءت الكارثة الكبرى عندما اختفت حافظة نقوده، وبدأ يضرب نجله "مينا" الذى صرخ له قائلًا "مش أنا لوحدى اللى كنت فى الأوضة عم مكرم جارنا كان نايم هنا".
لم يعد الزوج قادرا على تحمل خيانتها خاصة بعدما كبرت نجلته "مريم" ووجد أنها تشبه أولاد جارهم "أكرم" فى الملامح والطباع، مما جعله يتعدى على الزوجة بالضرب وأحضر أشقاءها ووالداتها حتى يجبروها على الاعتراف أمام الكنيسة ليحدث الطلاق، لكن هذا لم يفلح ودون جدوى.
استمرت المشاحنات بينهما حتى أصيبت الزوجة بسرطان فى الدم وجعلها فى حالة إعياء مستمرة، وأصبحت فى أيامها الأخيرة، بدأت تصارحه بكشف حسابها الأسود، وتخبره أنها خانته مع أشقائه الثلاثة، ومع جارها التى استمرت معه فى علاقة غير شرعية طوال فترة الزواج، وأن الأولاد الثلاثة ليسوا أبناءه، نزل اعتراف الزوجة بالخيانة عليه كالصاعقة، وبدأت كل خيوط الأمل تتهاون وتتساقط أمامه، ومن هنا بدأ يخطط للتخلص منها حتى تلقى العميد أمجد إبراهيم ، مأمور قسم مصر القديمة بلاغًا يفيد بنشوب حريق داخل غرفة نوم بإحدى شقق منطقة مصر القديمة، وتسبب بوقوع متوفين بالشقة.
انتقل على الفور المقدم طارق الوتيدى، رئيس مباحث مصر القديمة، ومعاونوه الرائد تركى عبد الحكيم، محمد فؤاد، كريم عبد المنعم، إلى مكان البلاغ فعثروا على جثة "سعاد.ب.ج"، 37 سنة، مصابة بعدة طعنات متفرقة فى الجسم، وابنتيها "مريم.ع.م" 10 سنوات مصابة بـ4 طعنات فى الجسد، و"ميرنا.ع.م" 7 سنوات مصابة بـ4 طعنات فى جسدها، فتم استدعاء سيارات إسعاف ونقلهن للمشرحة لإجراء عملية التشريح.
بسؤال نجل السيدة المجنى عليها اتهم والده "ع.م.م" بارتكاب الواقعة، لكونه دائم التشاجر مع والدته، لشكه فى سلوكها، تم تحرير المحضر رقم 7808 لسنة 2014 إدارى مصر القديمة، وإخطار النيابة للتحقيق.
انتقل المستشار شريف أشرف، مدير نيابة حوادث جنوب القاهرة، لمناظرة جثث المجنى عليهم، فتبين أن الزوج المتهم ذبح زوجته ووجه لها عدة طعنات بالرقبة والجانب الأيمن والجهاز التناسلى، ثم ألقى بها على الأرض، وتوجه إلى غرفة الطفلتين ووجه لهما عدة طعنات فى أماكن قاتلة، وقيدهما إلى غرفة الأم وأشعل النيران بهما، حتى تفحموا ولقوا مصرعهم.
فأمر المستشار أحمد عبد العزيز، رئيس نيابة حوادث جنوب القاهرة، بندب الطب الشرعى، لتشريح الجثث والتصريح بدفنهم وسرعة ضبط وإحضار المتهم.
نجح اللواء نائل ثروت، مساعد فرقة جنوب القاهرة، من ضبط المتهم وبعرضه على النيابة اعترف بارتكابه الواقعة قائلًا: "لم أتمالك نفسى بسماع خيانتها واعترافاتها، وتأكدت أنها لم تصن عرضى، فلم أجد جزاء لها إلا الموت، فولعت فيها بجاز علشان أنتقم لرجولتى، عقب إصابتها بمرض السرطان فى الدم، أكدت أن الأولاد ليسوا من صلبى وطلبت مغفرتى، فوافقت وطلبت معاشرتها فوافقت على مضض، وعقب ذلك توجهت إلى المطبخ، وأحضرت سكينا وقتلتها هى وأطفالها وأشعلت النار فيهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة