بالصور .. أطفال من الضياع وطريق المخدرات لحلبة الملاكمة.. الأندية ومراكز الشباب رفضتهم لفقرهم..وأبطال التسعينيات يدربونهم فى الشارع ووسط أكوام الزبالة.. حبل مشدود على سيارة مهملة "طريق النجاة"

الإثنين، 24 أغسطس 2015 09:15 م
بالصور .. أطفال من الضياع وطريق المخدرات لحلبة الملاكمة.. الأندية ومراكز الشباب رفضتهم لفقرهم..وأبطال التسعينيات يدربونهم فى الشارع ووسط أكوام الزبالة.. حبل مشدود على سيارة مهملة "طريق النجاة" فريق الأطفال لاعبى الملائكة
الإسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"صاحب الفكرة": لجأت لذلك حرصًا على الأطفال ولاستيعاب طاقتهم ونطالب بإنشاء مركز شباب


الأهالى لا يستطيعون تكبد 75 جنيهًا شهريًا.. اللاعبون: الملاكمة كل حياتنا ونتمنى مكانا نلعب فيه



وسط ظلام حالك فى إحدى عشوائيات الإسكندرية، أقام أحد أبطال مصر فى التسعينيات فى لعبة الملاكمة، حلبة ملاكمة بأبسط الإمكانيات، كانت هى الشمعة التى أضاءت الظلام الحالك لأطفال المنطقة وشبابها وكانت طوق النجاة لهم من الانحراف والضياع والانخراط فى طريق تجارة المخدرات.
اليوم السابع -8 -2015

حبال بسيطة تمتد ما بين سيارة قديمة مهملة وبين سيارة أخرى يمتلكها بطل الملاكمة السابق، ولها خلفية من أكوام الزبالة، شكلت حلبة ملاكمة أصبحت فيما بعد هى كل حياة هؤلاء الأطفال وأملهم الذى يتطلعون إليه، وحافزهم للنجاح والتقدم فى استذكار دروسهم وسرعة الانتهاء من واجباتهم المدرسية ليتمكنوا من ممارسة لعبتهم التى يعشقونها، وأصبح هؤلاء الأطفال يمارسون اللعبة داخل وخارج الحلبة، حتى فى منازلهم بأدوات بسيطة اشتراها لهم البطل السابق، لتصبح تلك الأدوات أملهم فى مستقبل الأبطال وحصد الميداليات التى يحلمون بها من الآن .
اليوم السابع -8 -2015

ففى منطقة شارع 20 بحجر النواتية، المشهورة بتجارة المخدرات شرق الإسكندرية، أقام الكابتن محمد عبد الحفيظ بطل مصر عام 1992 و1993 فى لعبة الملاكمة، والحاصل على المركز الثانى على مستوى الجمهورية وأول على القوات المسلحة، حلبة ملاكمة، لاستيعاب طاقة شباب من السهل أن ينحرف الأطفال فى سن مبكرة وقد يسلكون الطريق الخاطئ، فهى منطقة يتربى شبابها وأطفالها على تعلم العنف، من كثرة المشاجرات التى تندلع فى المنطقة يوميا، وسرعان ما انضم إليه أبطال مصر فى نفس اللعبة فى فترة التسعينات والسبعينات لتقديم يد العون وتدريب هؤلاء الأطفال تبرعا منهم بذلك لحبهم فى تلك اللعبة .

"صاحب الفكرة": لجأت لذلك حرصًا على الأطفال ولاستيعاب طاقتهم


"اليوم السابع" التقى "محمد عبد الحفيظ السيد"، متبنى الأطفال وصاحب فكرة حلبة الملاكمة وقال إنه يعشق لعبة الملاكمة، وجاءت الفكرة فى شهر أغسطس الماضى 2014 عندما شعر بطاقة كبرى داخل الأطفال ولكن لا يتم توجيهها التوجية السليم، ولجأت لتلك الفكرة لاستيعاب طاقة الأطفال والشباب التى توجه إلى العنف وتستهلك فى المشاجرات العنيفة التى تندلع يوميا بالشارع وبالمنطقة ككل".

وأضاف مدرب الملاكمة: "منذ ذلك الحين وأنا أحاول دمجهم فى الأندية أو مراكز الشباب المحيطة بالمنطقة، إلا أنى فشلت فى ذلك، بعد أن رفضتهم الأندية الكبرى لفقرهم، ولم تستوعبهم مراكز الشباب لنفس السبب ولضعف إمكانيات تلك الأندية فى دعم الشباب الفقراء ".

واستطرد قائلا "توجهت بهم إلى مركز شباب الظاهرية القريب من المنطقة، فوجدت أن الطفل قد يكبد أهله حوالى 75 جنيها شهريا من اشتراك للمركز بالإضافة إلى الملابس والمصروفات الأخرى، وهم جميعا من أسر فقيرة، ولدى 3 أشقاء يلعبون معى من أسرة واحدة مما قد يكبد تلك الأسرة ما لا يقل عن 250 جنيها شهريا اشتراكات فقط وهو فوق طاقة الأسر الفقيرة بالمنطقة .

وأشار محمد عبد الحفيظ السيد مدرب الملاكمة، إلى أنه توجه إلى تدريبهم حوالى 4 أشهر بنادى الشركة العربية، وقد أبدى الأطفال تفوقا كبيرا فى اللعبة، ثم طالب النادى كل فرد بـ 50 جنيها شهريا، مما أوقف التدريب لفترة قائلا: "شعرت بأنى خذلت الأطفال بعد وعدهم باللعب فى مباريات جادة خلال شهرين".

وبعد فشل المساعى لإلحاق هؤلاء الأطفال فى أندية أو مراكز شبابية لجأت إلى قطعة أرض فضاء يحيط بها أكوام القمامة وهى أمام محطة الصرف الصحى القديمة والمغلقة منذ أكثر من 25 عاما، وأقمت حلبة ملاكمة بشد الحبال بإمكانيات بسيطة وقمت بشراء بعض ملابس اللعبة من قفازات وواقٍ للرأس للأطفال للتدريب، حرصا عليهم وتحقيقا لوعدى لهم".

وأضاف "عبد الحفيظ" كدت أن أبيع سيارة نصف نقل أمتلكها حتى أتمكن من الإنفاق على هؤلاء الأطفال نظرا لتعلقهم بلعبة الملاكمة وإصرارهم على مواصلة اللعب بالرغم من رفض الأندية لهم بسبب فقرهم، وقال "توجهت بهم إلى أحد مراكز الشباب رفضهم بسبب أنهم حفاة ويرتدون "الشباشب" ورفض قبولهم، ثم توجهت إلى آخر فاستمر فى المماطلة 3 أشهر وأخيرا قال لى " ليس لدى دعم لـ 50 طفلا وأنا لا يصلنى إلى النادى سوى دعم 8 آلاف جنيه شهريا وهذا المبلغ لا يكفى هؤلاء الأطفال".

وطالب عبد الحفيظ، المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء ووزير الشباب بالنظر إلى حال هؤلاء الأطفال ومد يد العون وانتشالهم من الضياع، بإنشاء مركز شباب يستوعب أطفال المنطقة بدلا من محطة الصرف الصحى المهملة والمغلقة منذ 25 عاما والتى تحولت إلى مقلب قمامة كبير، وقال "نحن على استعداد لتوفير المدربين بالمجان ونحتاج فقط إلى مركز شباب وساحة للعب وباشتراكات تناسب المستوى الاجتماعى لأهالى المنطقة".

وأضاف: "لا يمكن الاشتراك لهم فى مركز شباب آخر حيث إن أقرب مركز شباب هو الظاهرية أو أمبروزو وهو يبعد عن المنطقة ساعتين، ويتسبب فى إهدار وقت الطفل خاصة أن بعضا منهم طلاب يتلقون العلم فى مراحل التعليم الأساسية المختلفة، مما قد يؤثر على استكمال اللاعب لطريقة فى الوصول إلى مباريات كبرى داخل مصر وخارجها .

وقال: "لدى أكثر من 50 طفلا إذا تم تقديم الرعاية اللازمة لهم، سنجد منهم أبطالا فى اللعبة يحصدون ميداليات لمصر فى المحافل الدولية، خاصة أن المعروف فى مصر أن أبطال اأرلعاب الفردية يخرجون من العشوائيات، وهؤلاء الأطفال يحتاجون لفرصة ورعاية".

أحمد حمدى، 17 عامًا، من شباب المنطقة ويعمل فى شركة الحديد والصلب، قال لـ "اليوم السابع" كنت أتدرب منذ فترة بمركز شباب الظاهرية، إلا أنى تركت المركز منذ فترة لأنى لم أجد الرعاية الكافية، إلا أن الكابتن عبد الحفيظ أقنعنى بممارسة اللعبة مرة أخرى وانتظمت معه منذ حوالى 4 أشهر وأتمنى إقامة مركز شباب لاستيعاب طاقة الأطفال والشباب من المنطقة بعيدًا عن المعارك والمشاجرات اليومية التى تندلع يوما ".
اليوم السابع -8 -2015

اللاعبون: الملاكمة هى كل حياتنا ونتمنى مكانا نلعب فيه


مؤمن إبراهيم، 16 عاما، من شباب المنطقة وطالب فى الثانوية العامة، قال: " أعشق لعبة الملاكمة، وأتمنى من المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء إقامة نادى بالشارع بدلا من محطة الصرف القديمة حتى نجد مكانًا لتلقى التدريب وممارسة اللعبة .

نادر محمود، 15 عاما، طالب فى الصف الأول الثانوى، قال " أمارس اللعبة منذ 5 أشهر، أحب لعبة الملاكمة وأمارسها حتى فى المنزل، واللعب جعلنى أسعى لتحسين المستوى الدراسى لى بالمدرسة"، وأضاف " ما جذبنى إلى ممارسة اللعبة هو أن الكابتن عبد الحفيظ يهتم بنا ويقوم بالتدريب الرائع لنا ويقدم كل الدعم والتشجيع، وأطالب بمركز شباب لنا بدلا من اللعب وسط أكوام الزبالة".

مصطفى محمود، 15 عامًا، فى الصف الأول الثانوى، قال " أمارس اللعبة منذ 4 أشهر، وأتمنى أن أجد مكانًا أستطيع ممارسة لعبة الملاكمة فيه".
اليوم السابع -8 -2015
الكابتن عادل مسعود عبدالله، أحد المدربين المتبرعين لتدريب الأطفال، حاصل على بطولة الجمهورية مرتين، بطولة الشباب وبطولة الدرجة الثانية، فى عام 1990 و1995 وحاصل على 13 شهادة تقدير على مستوى الإسكندرية، قال لـ "اليوم السابع" اكتشفنا موهبة الأطفال فى اللعبة خاصة أن لعبة الملاكمة تحتاج إلى الجرأة، فجاءت فكرة استيعاب طاقة هؤلاء الشباب داخل حلبة الملاكمة، والأطفال يريدون ممارسة اللعبة ليلا ونهارا، وأضاف "هؤلاء هم من يفرزون أبطال مصر ولابد من الاهتمام بهم "، قائلا: " منذ بدأنا اللعب وانضم إلينا أكثر من 60 طفلا، وهم يحتاجون الرعاية والاهتمام وأنا أترك عملى وعائلتى للوقوف بجوار هؤلاء الأطفال وتدريبهم، وطالب بإنشاء مركز شباب لاستيعاب هؤلاء الأطفال وتفريغ طاقة العنف بداخلهم".
اليوم السابع -8 -2015

الكابتن البرنس عبد الحليم، كابتن منتخب مصر للملاكمة فى الثمنينات، ورئيس جهاز الملاكمة بالنادى الأوليمبى سابقا، وحاصل على بطولات داخل مصر وخارجها وحاصل أيضا على أحد أوسمة الرياضة من الرئيس أنور السادات، وأحد الداعمين للفكرة قال لـ"اليوم السابع": هؤلاء المدربون الذين يتبنون الأطفال هم أبنائى وأنا من قمت بتدريبهم وهم حريصون على مستقبل هؤلاء الأطفال".

وأضاف البرنس:"للأسف مستوى اللعبة انحدر وأصبحت مصر عاجزة عن تخريج لاعبين قادرين على حصد ميداليات دولية لمصر، بسبب تولى المراكز لبعض الإداريين الذين لم يمارسوا اللعبة بأنفسهم وليس لهم تاريخ بالرياضة، وأصبح تولى المراكز القيادية بالأندية بالوساطة والمحسوبية .

وطالب "البرنس" بالاهتمام والارتقاء باللعبة من خلال استغلال خبرة أبطال اللعبة والحاصلين على ميداليات وبطولات فى التدريب، كما طالب بإنشاء مركز شباب للأطفال لإنقاذهم من الضياع .
اليوم السابع -8 -2015

الشباب والرياضة: تشكيل لجنة لمعاينة المكان تمهيدًا لتخصيصها


الدكتور محسن مرسى، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالإسكندرية، قال لـ"اليوم السابع، إن مكتبه مفتوح لمقابلة هؤلاء الأطفال فى أى وقت، وبحث مطلبهم وتشكيل لجنة لمعاينة المنطقة والمحطة المغلقة، تمهيدا للتقدم بطلب إلى محافظ الإسكندرية لتخصيص المكان الملائم لهم لبناء مركز الشباب .
اليوم السابع -8 -2015

وأشار إلى أن أقرب مركز شباب لمنطقة حجر النواتية هو مركز شباب السيوف والظاهرية، وأن إيجار الملعب لا يتعدى 50 جنيها وهناك تخصيص ساعتين مجانا أسبوعيا لرواد المركز، وأكد أن العضوية للطفل لا تتجاوز 12 جنيها فى العام، مبديا استعداده الكامل لدعم هؤلاء الأطفال.

من جانبه، قال اللواء يسرى هنرى رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية، إن المحطة المغلقة هى من الأصول التابعة للشركة ولا يمكن التصرف بها إلا بعد العودة إلى الجمعية العمومية، ومراجعة خطة التشغيل الجديدة، وأوضح أن المحطة تم إغلاقها بسبب مشروع قديم كان من المزمع تنفيذه وتم إلغاؤه، وأشار لـ"اليوم السابع" إلى أن الشركة بصدد مراجعة الموقف القانونى لتلك المحطة لتبين وضعها الحالى .

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة