ليس جديدًا علينا نحن المصريين أن نستيقظ من نومنا على واقع جرائم الاحتلال الصهيونى، الذى يقبع على صدورنا منذ ما يقرب من قرن من الزمن عندما أعطى من لا يملك وعدًا لمن لا يستحق "وعد بلفور الصادر فى 2 نوفمبر 1917" عندما أصدر وزير خارجية بريطانيا آرثر جميس بلفور وعدًا للصهاينة بتأسيس وطن لهم على أرض فلسطين العربية حتى يكون غصة فى حلق وظهر العرب وضامن لعدم استقرار المنطقة العربية والسيطرة على ثرواتها، بالإضافة إلى التخلص من يهود روسيا وأوروبا الشرقية كانت المنطقة العربية تتارجح بين يد الأتراك من ناحية والقوى الغربية من ناحية أخرى للفوز بالكعكة الكبيرة.
منذ ذلك الوقت لم تتوقف عمليات القتل والتعذيب والاغتصاب للعرض والأرض التى قامت بها ميليشيا ابناء صهيون "سلطات الاحتلال، المستوطنين" فى حق العرب بوجه عام والفلسطنين بشكل خاص ولكن تصبح واقعة حرق الطفل الرضيع على دوابشة البالغ من العمر عام ونصف وصمة عار وفضيحة تكشف مدى تزييف الاحتلال الصهيونى للواقع، الذى يعيشه الفلسطينيون، بالإضافة إلى التغاضى المتعمد من قبل منظمات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان لهذه الجريمة البشعة وآلاف سبقتها فى الوقت الذى يقيمون فيه الدنيا ولا يقعدوها بسبب عدم وجود تكييف فى زنانة مجرم أو ثلاجة داخل السجون المصرية.
استشهد الرضيع على أثر قيام مجموعة إرهابية صهيونية تسللت إلى منزله فجرا تحت حماية ممن ينعت بسلطة الاحتلال إلى قرية دوما بنابلس فى الضفة الغربية ومعهم زجاجات حارقة قذفوها على منزله اثناء نومه فى حضن أسرته مما ادى لاحتراق المنزل وإصابة سعد الدوابشة والده وريهام والدته وأحمد شقيقه بحروق بالغة منعتهم من المشاركة فى تشييع جثمان الشهيد كونهم مازالوا متواجدين تحت الأجهزة الطبية فى مستشفيات إسرائيل بين الحياة أو الموت نظرًا لشدة الحروق التى تعرضوا لها.
يرتع نحو نصف مليون من قطعان المستوطنين الصهاينة فى أكثر من 100 مستوطنة بالضفة الغربية فقط بالمخالفة للقانون الدولى الذى يعتبر المستوطنات المقامة على الأراضى الفلسطينية المحتلة غير قانونية ومع هذا لا سمع لدى حقوق الإنسان ولا بصر كونها مشغولة بزعزعة أمن واستقرار ما تبقى من الدول العربية التى تعتبر شبه أمانة بحجة الحرية والديمقراطية الكاذبتان بهدف تأمين سير العمليات الإرهابية فى مختلف البلدان الفلسطينية.
حرق الإنسان وهو على قيد الحياة ليس بجديد على الاحتلال الصهيونى أو مستوطنيه الذين يوفر لهم الحماية الكاملة فى التنكيل بشعب فلسطين وقتلهم مع تأكيده لهم بعدم الملاحقة القانونية وهذا ظهر جليا فى واقعة خطف وحرق الطفل محمد أبو خضير على يد المستوطنين من حى شعفاط بالقدس فى الثانى من يوليو لعام 2014 على مجموعة إرهابية أخرى من المستوطنين فى سيارة وهو خارج لصلاة الفجر ومن ثم قاموا بتعذيبه وطعنه عدة طعنات نافذه وقبل خروج روحه اضرموا فيه النيران ليلقى ربه شهيدًا ويفطر على موائد الصدقين بالفردوس الأعلى.
الميليشيات الصهيونية التى تراقب كل شبر من الأرض المحتلة ادعت أن كاميرا المراقبة لم توضح صور المعتدين أثناء الخطف على الرغم من وجود العشرات من شهود العيان الذين حددوا أوصاف المستوطنين المتطرفين وعددهم ولون السيارة استخدموها فى الحادث ليفلت الجناة من المحاسبة القانونية كغيرهم من المئات فى الحوادث المماثلة وهو ما سوف يحدث فى واقعة الرضيع على دوابشة وأسرته لتبقى حقيقة واحدة وهى أن لا حل للمعاناة الفلسطينية إلا بتوحيد الصف العربى حكومة وشعبًا وجعل القضية الفلسطينية مع محاربة الإرهاب فى مقدمة هموم الشأن العربى والعمل على القضاء عليهما معًا.
أيمن رمضان يكتب: الرضيع على الدوابشة يفضح منظمات حقوق الإنسان
الإثنين، 03 أغسطس 2015 07:13 م
ورقة وقلم