أيام وليالى طويلى وصلت لشهور وسنين ونحن بين خيارين أحدهما فى داخلنا والثانى يحاولون إقناعنا به كل يوم وفى كل لحظة وفى كل صحيفة وفى داخل كل مجلة، والمؤكد أيضًا أن النقاش يدور فى كل الإذاعات ومن الضرورى أن تكون ايضًا وأكثر وأوسع وأشمل على شاشات التليفزيون وفى كل البرامج حتى وصلت إلى برامج الرياضة والطبيخ ففى كل لحظة تتحفنا النخبة بكلام عن الهدوء وعن الصبر وعن الظروف التى تمر بها البلاد وصعوبة المرحلة ولاتتخلوا عن جزء كبير من إهانة كل من له رأى يخالف أو حتى يتفق مع التحفظ ولكن ينقلب هذا الهدوء وهذه النصائح فى الجزء الثانى من المقالة أو من الحلقه التليفزيونية ينقلب فجأة إلى صراخ وعويل وانتقادات ولا نبتعد عن التخوين وفى أوقات كثيرة إلى الإهانة وينفعل الضيف ويسكب المذيع الزيت على النار بين الضيفين لتزداد الأمور اشتعالًا وهنا يختلف الضيوف ويختلف أيضًا المشاهدين وتختلف رؤية الاتفاق التى عرضوها فى أولى الحلقات وكيف أنه من الضرورى أن نتفق ولكنه هو نفسه يبعثنا على الاختلاف ولو كان اختلافًا صادقًا ما تحدثت ولكنه اختلاف يملؤه الأكاذيب من الطرفين، فهذا يؤيد كلامه بقصاصة من جريدة، وذاك يؤكد كلامه بجزء من حديث تليفزيونى قديم ونحتار من نصدق هذا أو ذاك وما هو دور المذيع أو الكاتب سوى أنه يستمع للأكاذيب ولايطالب بتوضيح صحتها ووصل بنا الحال إلى تشويه الأسرة المصرية والكارثة هو لجوء الطرفين للقضاء وتهديد ووعيد فأين إذًا الحصة أو المحاضرة المقررة على المصريين يوميًا عن الهدوء والوطن وصعوبة المرحلة والوطنية، ولكن السؤال الأهم، الذى يطرح نفسه ماهى الحلقة ولا أريد حلقات وما هى المقالة ولا أريد مقالات التى وصلنا فيها لاتفاق واحد فقط فكيف تطلب من الشعب الهدوء وأنت تُشعل النار وتجعل من الاختلاف مادة إعلامية لزيادته وليس لإنهائه.. أحببنا السيسى أكثر منكم وتحاولون أن تقنعونا أنكم السبب فى عشقنا له.. نتمنى نجاح الدولة وتحاولوا إقناعنا بأنكم تجبرونا لتنجح الدولة كل المشروعات والأفكار قدمها الشعب ولم يقدمها الإعلام فقط.. تريدون تحويلنا لبغبغانات لتقتنعوا أنكم تغيرون المسارات ولكن الشعب فى كل مرة يؤكد أنه المُعلم.. تطالبوننا بما لاتفعلوه تقنعوننا بأنكم تقنعوننا نصبر على بلدنا فى الظروف الصعبة دون أن يُعلمنا احد الصبر وأودعنا مدخراتنا لشق قناة السويس دون مزايدة ونودع شهداءنا كل لحظة برضاء كامل، لأنهم فداء مصر ومستعدون للتضحية لأننا عشنا فيها ولها لا تطلبوا منا ما لا تفعلوه ولكننا نطلب منكم أن تفعلوا ما تطلبوه لأن هذا هو الفارق الكبير بين نخبة الهدوء وهدوء النخبة.
اللواء مجدى الزغبى يكتب: نخبة الهدوء وهدوء النخبة
الإثنين، 03 أغسطس 2015 12:06 م
صوة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة