وإلى نص الحوار:
لنبدأ من تجربتك الإبداعية الفنية بورش "كاريرا" بريشة فنانة أخبرينا عنها!
هى تجربة مختلفة جمعت بين الفن والعشق ولا أبالغ عندما أقول إن مشاركتى فى معرض موناكو للرسم على السيارات لفتت أنظار العالم تجاه الفن المتحرك، بالمرة الأولى فى حياتى الفنية تمتد أناملى بالفرشاه إلى سيارتى التى أحبها، وأعشقها لتضيف إليها لمسات جمالية حازت إعجاب ما يقارب 12 مليون زائر لمونديال باريس الدولى للسيارات، وبلمسة إبداعية قمت بتغيير لون الطلاء إلى مزيج من الألوان لتصبح الـ"بورش كاريرا 911" لوحة فنية من الفن التعبيرى، فكانت السيارة العربية الوحيدة المشاركة فى المهرجان، وهو ما دفع الإعلام الفرنسى للاهتمام بهذا العمل الفنى، وظهرت السيارة على أغلفة مجلات السيارات العاليمة وهو الأمر الذى دفع شركة بورش للاتفاق معى على تصميم سيارات بورش القادمة فى الموديلات العالمية، وشهد المهرجان حرص المشاركين والزوار على التقاط الصور مع السيارة العربية الوحيدة المشاركة فى أروقة المهرجان، وشاركنى فرحة هذا النجاح زوجى المخرج السينمائى خالد يوسف، كما تلقيت عروضاً عدة من الزائرين لبيع السيارة، أو تأجيرها لتظهر فى فيلم سينمائى، ووضعت إدارة المعرض اسمى ضمن أبرز المشاركين فى المونديال، وهى المرة الأولى التى أشارك فى معرض فن تشكيلى على السيارات، هذا الفن الجديد الذى من المتوقع إن يحدث طفرة فى عالم السيارات وألوانها، حيث أضفت لمساتى الفنية إلى ألوان السيارة لأكسر بهذا الإبداع ما اعتدنا عليه من جمود ورتابة فى ألوان السيارات، وأثبت إن جميع مجالات الحياة قابلة لإدخال الجمال عليها حتى لو كانت "سيارة"، وقد استوحيت فى هذا التصميم عدداً من رسوماتى التشكيلية المتميزة مستخدمة ألوان الدوكو الخاصة بالسيارات التى تجف خلال ثلاث ثوان، وهنا تكمن الصعوبة، وهو ما نال استحسان وإعجاب رواد المعرض والمشاركين من دول العالم المختلفة، وقدر المشاركين فى المعرض قيمة السيارة بمليون يورو بعد الرسم، فى حين كانت تبلغ قبله 200 ألف يورو فقط.
لنعد إلى بداية المشوار مع الرسم؟
يعود اهتمامى بالرسم منذ صغر سنى، فوالدتى خريجة كلية الفنون الجميلة، فقد فتحت عينى على الدنيا لأجد نفسى فى مرسم ومازال لدى من ذلك العالم لوحة، وأنا فى الثالثة من عمرى وكان الرسم هو وسيلتى الوحيدة التى أعبر فيها عن آلامى وأفراحى، فحين كنت أتألم أهرول وأنا مغمضة العينين باحثة عن باب الرسم لأفرغ عذاباتى هناك على ورق الرسم فى تلك الفترة كنت أرسم والدتى كوردة، فحضورها كان يبعث فى هذا الإحساس الجميل وهى ليست مبالغة شكلية، فهى ناعمة ورقية وحضورها كان يعطر مناخاتى الفنية.
إلى أى مدرسة فنية تنتمين؟
من المفترض أننى سريالية، فأنا أرسم فى ظل هذه المدرسة على الرغم من أنه لا يمكن الادعاء بأن أى عمل يخلو من تأثيرات المدراس الأخرى، وهذا يقودنى إلى القول إن لى أسلوبى الخاص، وهذه مدرستى الخاصة، ولا أريد إن أعرف إلى أى مدرسة وإلى أى مذهب فنى أنتمى.
كيف ترسمين صورتك الحياتية والفنية؟
أرسم دنيا مليئة بالإبحار تجاه الأبعد، عيونى كاميرات متخصصة بالتقاط التفاصيل المتغيرة فى إحساس الناس وأشكالهم وأصواتهم، أرسك نبضات قلبى، إما متوثبة بالغضب أو منتظمة بالشجن، ودون إطار، حياتى الفنية تشبه صندوق الدنيا، فى كل يوم أفتح غطاء الصندوق الفنى، أبحث عن خبطة فرشاة مختلفة، وعن درجة لون لم تصادفها عيناى من قبل، وبين الحياة والفن التشكيلى أحاول إن أنقش اسمى بمفهوم متأصل ومتجدد وله قيمة.
ما الذى يستفزك للرسم وما الوقت الأنسب له؟
حين يلح العقل، ويحن القلب للون، وحين تشتاق أناملى للمس الفرشاة، حالة "فضفضة" بوح فى خزائن اللون، لأن شفاه اللون لا تثرثر إلا بما تريد أنت إن تقوله وتوصله، قد تفشى مثلا للون سر غضبك، فيخرج متوهجا، متوثبا، يعطى الانطباع ولا يحكى الحكاية، على عكس الكتابة فى بعض الأحيان، ففى الكتابة إذا كان الإنسان يريد إن يدارى شيئا ما، فالقارئ المثقف هو من يقرأ ما بين السطور، والمعتمل فى الأعماق، هناك علاقة تكاتفية، شديدة الخصوصية بين عقل الفنان ونبضه ووريد اليد الذى يتصل بالأنامل، فحين أغصب مثلا انهزم، ويختصر بداخلى الفرح، تعلن وقتها الحالة المزاجية العصيان، لكن حين أندهش أو أتوقف عند مضمون إنسان أو اتجاه أو قضية أو حتى زهرة شقت الصخر ولعت الصلافة، وقتها أشحن ببطاريات إحساس تلقائية، أغوص وقتها فى جزيرة بيضاء تدعى اللوحة.
أرسم بحد الحياة، بمفهومى أنا، رجل وإمرأة، ميلاد وموت، تدفق وانهزام، أما عن خطوطى فهى حادة بحجم اندفاع انفعالى، ومتصلة كترتيب أوراق شخص حريص، وقوية كإلحاح القراءة عندى، أما ألوانى، فأنا أدعى إن أغير مفهوم اللون.
وماذا تقولين عن الفن التشكيلى السعودى المعاصر؟
نحن مجتمع يملك حقوق الكلمة، وتاريخ المعنى، وماضى التشبيه، والفن التشكيلى هو من أجمل اللغات التى زارت أمسيات هذا البلد الجميل الآمن، الفن التشكيلى السعودى يحتاج إلى الكثير:أكاديميات فنية، النقد الموجه المدروس البعيد عن الانطباعات الشخصية، وسائل إعلام متخصصة ثقافية فنية لا يمتلكها للأسف الشديد أغلب الفنانين.
هل تشعرين بتآلف مع بعض الألوان؟ ما هى؟
نعم، الأزرق حكاية جميلة بأصالة الليل، ورواية بعمق البحر، وقصة بجم امتداد السماء، وأخيرا اقتربت من اللون الأخضر لأنى أشارك النخيل حزنه.
دراستك لـ"علم الجريمة" و"علم النفس" هل كان لهما تأثير فى أعمالك ورؤيتك؟
حين بدأت دروس الماجيستير فى علم النفس، كان الدافع نفسيا، كنت أود إن أعرف لماذا يكون هناك إنسان نشأ اجتماعيا مغمورا بفيض من الحنان والدفء، ثم يقذف بالآخرين فى جحيم القسوة؟ ولكنى عندما انتهيت من دراستى ونلت درجة الماجستير، وجدت أننى لم أزدد إلا جهلا فى تصنيف أولئك الناس، ومع ذلك هناك انعكاس لكل ذلك على لوحاتى.
موضوعات متعلقة..
- لوحات الفنانة السعودية شاليمار شربتلى تتحول إلى ماركة تى شيرتات عالمية
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر
الفنانة شاليمار