أعتذر عن ملامح الضيق التى أرتسمت على وجهك الآن وكذلك عن الإحساس بالضيق من هذه الكلمات ولكن فى الحقيقة ترددت هذه العبارات على لسان الكثير ومازالت تتردد على ألسن من لايعرف أن النجاح والإنجاز هما الطريق وقناة السويس الجديدة هى أكبر دليل.
حقا إنه إنجاز فما يجب أن يتم فى سنوات نراه يتحقق أمامنا الآن بعد مرور سنة من بداية القرار بالنجاح.
فعلا هو قرار بالنجاح من بعد الاستعانة برب الأرض والسماء، ألم يحاول الكثير إحباط الهمم وقتل الأحلام والبكاء على الاطلال والاعتقاد بأنه لا خيار لهذه البلاد إلا البقاء فى الشقاء.. كلا وألف كلا بل ستكون هذه الأمة كما كانت قبل زمان مصدرة للعلم والعمل والاجتهاد ورائدة فى إصلاح الأحوال
"مصـر"
أنتِ الدرة الغالية التى تسكن القلوب والأروح"مصـر"
أنتِ الشمس المضيئة والقمر المنير حتى وإن أظلمت بالغيوم السماء فضوئك سيظل هو نبض الحياة.وهل سيمر هذا الإنجاز مرور الكرام بلا استفادة حقيقية واقعية ملموسة داخل كل إنسان؟
لا وربى سوف نستفيد ونتعلم ونجتهد بفضلك لنصل بأنفسنا ومصرنا لعنان السماء متوكلين على من لا يغفل ولا ينام وعاملين بيقين كيقين الأنبياء والأبطال بأنه لا تراجع ولا استسلام فنحن ومصرنا لن نقبل سوى برفع شعار الانتصار .
ولنلخص هذا النجاح والإنجاز فى استراتجيات أو خطوات ونستفيد على الصعيد الشخصى والمؤسسى سواء الإدارى أو المجتمعى ومن قبلها على الصعيد الدينى:
الاستراتجية الأولى "التوكل والاستعانة برب العباد " فكما قال سبحانه
{وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
"وكذلك قال{فَتَوَكَّلْ عَلَى الله أن الله يُحِبُّ المتوكلين}
.الاستراتجية الثانية " القرار ورؤية هدفك نصب عينيك "فلا يمكن أن يحقق الإنسان شيئا ما لم يره أمامه عينيه من البداية وكأنه تحقق فى النهاية، فالقائد فعل ذلك واستطاع أن يلهم شعبه وكذلك فريق العمل والإنجاز بأنه لا مستحيل وسيكون فخركم بفضل ربكم ثم بأنفاسكم وجهدكم هو أروع ما تنشدون من أجل مصركم، فالنجاح قرار ثم عمل.
الاستراتجية الثالثة "التخطيط والتنظيم والاجتهاد بذكاء" هناك حكمة تقول
(إذا فشلت فى التخطيط فأنك تخطط للفشل)
فلقد كانت الخطة محكمة والتنظيم أساس والتوجيه لا غنى عنه ولا توجيه بدون متابعة ولا نجاح إلا بجهد ذكى أى وباللغة العامية المصرية "شغل دماغك" فالجهد ليس قوة عضلية فقط بل هو جهد ذهنى وبدنى يجعلك لا تخطو للأمام إلا وأنت تعرف أين تضع قدمك وما الفائدة مما تفعل .الاستراتجية الرابعة "المرونة وتخطى العقبات والصعوبات" لا طريق نسير فيه دون أن نجد صعوبات تعكر الصفو أو تغير المزاج بل وربما تعطل هذه الصعوبات المسيرة وهنا نتذكر قول الرحمن
{لَقَد? خَلَق?نَا ال?إِنسَانَ فِى كَبَدٍ}
وهذا دليل على أن الصعوبات جزء لا يتجزاء من حياتنا البشرية وبالتالى فتجاوزها سيكون باستراتجيات المرونة وتعديل الأدوات وتطوير الأفكار من أجل تحقيق الهدف الذى لا يقبل النقاش.الاستراتجية الخامسة
"كل نجاح هو بداية لإنجاز جديد"
هذا هو التفكير الإيجابى فلقد انطلق قطار النجاح ولن يتوقف بإذن الرحمن فكل هدف تحقق سيفتح الطريق لإنجاز جديد .خمس استراتجيات هل تكفى لسرد قصة النجاح؟
بالطبع لا ولكنها وضعتنا على الطريق لنستخدمها فى حياتنا عامة ونبنى من خلالها قصص نجاحنا فلم يعد لليأس بيننا مكان وانظر حولك هل فاز فى هذه الحياة إلا من اتقى ثم عمل وأجتهد وأصر على النجاح فاجعل من الأن شعارك فى الحياة
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}
واعلم أن الأجر يلى العمل وليس العكس.وأختم بلمحة ولا أروع وجدتها من القائد قبل الفريق أنه لا أحد ينسب الفضل سوى لله ثم للجميع وهذا من اهم الدروس فى الحياة بأن تتصف بالتواضع عند تحقيق الأهداف والغايات، وهذا التواضع لا يلغى أبدًا الشعور بالفخر وبلذة الإنجاز.