فى "تقريب البعيد"..عمار على حسن يؤكد: الإعلام بلا ثقافة

الأربعاء، 05 أغسطس 2015 11:00 م
فى "تقريب البعيد"..عمار على حسن يؤكد: الإعلام بلا ثقافة غلاف الكتاب
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لا يبدو أن ما بين الإعلام والثقافة من اتصال هو أمر خفى على أحد، سواء العابر السريع أو المتأمل المقيم، فقد بنت هذين المسارين عبر تاريخ طويل علاقة من التفاعل القوى، ترسخت أكثر من ثورة الاتصالات واقتصاديات المعرفة، التى حولت العالم بأسره إلى غرفة صغيرة، تزخر بسجال ثقافى بمعناه الواسع حول القيم والتصورات والإدراكات وطرائق العيش والمعارف الذاتية المتبادلة، وسجال عقائدى، زادت حدته مع وسائل الإعلام الجديد، وشبكات التواصل الاجتماعى التى لا تكف عن البث، بلا هوادة، وفى كل الاتجاهات، هذا ما يراه الكاتب والباحث عمار على حسن فى كتابه "تقريب البعيد" الصادر عن دار سما للنشر والتوزيع.

ويقول الدكتور عمار على حسن فى كتابه، أن الإعلام صار قوة جبارة فى صناعة التغيير، فإن عمل وفق تصور حر خلاق، لا يقتصر على الدعاية السياسية الرخيصة أو الترفيه الفارغ الذى يلهث وراء العابر الاستهلاكى، فبوسعه أن يسهم فى تعميق الثقافة والنهوض بالعملية التعليمية، ليس من خلال برامج هادفة تعزز المعرفة بشتى ألوانها، وتمكن الفرد من امتلاك مهارات التفكير والنقد والحوار.

ويوضح كتاب "تقريب البعيد" أن المشكلة فى الإدارات الحكومية فى كثير من الدول العربية تستعمل الإعلام فى الرد على خصومها أو شن حرب نفسية عليهم أو توجيه المجتمع وتكبيله، فإن انتبهت إلى توظيفها فى تعميق الوعى والتصدى للتطرف وتعزيز القدرة على الحوار وتفريغ الطاقات الغضبية بشكل علنى سلمى، سيكون هذا أجدى، ووقتها يمكن لهذه المواقع أن تلعب دوراً ثقافياً وتعليمياً حقيقياً.

وأكد كتاب "تقريب البعيد"، أن التعويل على الإعلام التقليدى أو الجديد، فى نشر الثقافة، فى قيمها ومقولاتها ومضامينها التى ترمى إلى الإرتقاء بالمعيشةمسألة تحتاج إلى اهتمام ورعاية، لم تحظ بها فى الماضى، لجهل أو غفلة أو على الأقل عدم دراية بأهمية الثقافة فى تمهيد للتطوير المادى، كما أن هذا الدور المنتظر او المأمول لا يجب أن يقف عند حدود تثقيف الإعلاميين الحاليين، الذين يعانى أغلبهم من ضحالة الفكر وضبابية فى الرؤية وانحياز إلى العابر والسطحى والسلطوى وما يعود عليهم بالنفع الذاتى، ولا حتى بدفع مثقفين ليقدموا البرامج أو يكونوا ضيوف دائمين فى برامج جاذبة، إنما بوجود استراتيجية لتعزيز الثقافة بمعناها العام والواسع، وهذا لم يعد مقبول لدى من يمتلكون اجهزة الإعلام، سواء كانت الدولة أو رجال الأعمال، فالأولى ليست معنية بزيادة الجرعة الثقافية، لأنها ترى أن تعميق الوعى لدى قطاع عريض من الناس قد ينبههم أكثر على حقوقهم المهضومة، ويدفعهم إلى الحركة فى سبيل تحصيلها، ومالكى الأموال يتوحدون مع الدولة فى هذا الاتجاه غير معنيين بتوعية الناس او النهوض باحوالهم الثقافية والمعرفية، حتى لا تتفتح أذهانهم على ما لهم من حقوق.

ويرى كتاب "تقريب البعيد"، أن على الوجه الآخر، يتحمل المثقفون انفسهم، جزءا من المسئولية، فقد فشلوا فى الغالب الأعم فى تقديم الثقافة بلغة يسيرة على الأفهام، فى مجتمعات تعانى من الأمية الأبجدية أصلاً، ناهيك عن الأمية الثقافية والسياسية والتقنية، كما انهم ضيقوا مفهوم الثقافة ليقصروه على الآداب والفنون والعلوم النظرية، ولم يتمكنوا حتى الآن من تقديم ثقافة تمشى على الأرض، وتعايش الناس، كل هذه عوامل جعلت إعلامنا بلا ثقافة، فى وقت نعول عليه فى أن يعبر بنا مشكلة تردى الوعى فى مجتمعنا، ولن فاقد الشىء لا يعطيه، فعلى الإعلاميين ان يثقفوا أو يفتح مالكو وسائل الإعلام الباب لأصحاب المعرفة ليصلوا إلى الناس.


موضوعات متعلقة..


استجابة لـ"اليوم السابع".. الأبنودى يحضر حفل افتتاح قناة السويس عبر صوت "هانى شاكر"








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة