اللاجئون إلى سويسرا: المثقفون السوريون فقط هم من يتم قبول لجوئهم.. مترجم يعمل بدائرة الهجرة السويسرية: معظم اللاجئين يفشلون فى الاندماج مع المجتمع وغالبية طلبات اللجوء يتم رفضها

الخميس، 10 سبتمبر 2015 10:30 ص
اللاجئون إلى سويسرا: المثقفون السوريون فقط هم من يتم قبول لجوئهم.. مترجم يعمل بدائرة الهجرة السويسرية: معظم اللاجئين يفشلون فى الاندماج مع المجتمع وغالبية طلبات اللجوء يتم رفضها اللاجئون
وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى..



*%99 من السوريين يحصلون على إقامة إنسانية بسويسرا لكنهم لا يحصلون على لجوء



لم يزل ملف الهجرة إلى أوروبا مفتوحا على اتساعه، ولم تزل صورة الطفل السورى «إيلان» فى أذهاننا، تدفعنا دفعا للكتابة فى هذا الملف الملتهب، ربما تتوقف آلة الحرب، ويعود اللاجئون إلى بيوتهم، ويعود المطرودون إلى منازلهم ومتاعهم التى هجروها، هذه المرة «اليوم السابع» حققت فى عملية الهجرة، وكيف تتم فى إحدى الدول التى لا تخضع للاتحاد الأوروبى؟ وتضرب بسياساته عرض الحائط بطبيعة الحال، وهى دولة سويسرا التى يبلغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة، وتستقبل بعض اللاجئين.

«اليوم السابع» تواصلت مع أحد المترجمين العرب الذين يعملون مع السلطات السويسرية فى الترجمة والتعامل مع اللاجئين العرب، وكشف الكثير من التفاصيل عن كيفية تعامل إدارة الهجرة السويسرية مع ملف السوريين، ولظروف عمله الدقيقة رفض الكشف عن اسمه وهويته، لكنه أمدنا بمعلومات مهمة عما يحدث مع طالبى اللجوء.

وحسب المترجم الذى تواصلنا معه عبر الإيميل، تعمل إدارة الهجرة السويسرية بقدر الإمكان على الاستعانة بمترجمين محترفين. فى حالة اللغة العربية، مثلا تقوم باختيار مترجمين لمناطق مختلفة لاختبار معرفتهم باللهجة المطلوبة. كما أن الإدارة تستعين بممتحنين محترفين لمعرفة مستوى المترجم فى اللغات المستعملة فى الاتحاد السويسرى. فى حالة الاستعانة بهؤلاء من قبل الإدارة يتم تقييمهم من المحققين بعد كل تحقيق، للوقوف على مستواهم وإعلامهم بوجود أى عيوب يمكنهم معالجتها فيما بعد.

وعن شروط اللجوء إلى سويسرا، وكيف تتم فى المعتاد وأبرز الحالات التى نجحت فى اللجوء ومنحتها السلطات موافقة، قال إن شروط الحصول على اللجوء فى سويسرا لا تختلف كثيرا عن البلدان الأوروبية مع وجود بعد الاختلافات البسيطة. هناك شروط لابد من توافرها فى طالب اللجوء للحصول عليه، منها وجود تهديد حقيقى من جهة أفراد أو جهات حكومية وغيرها يستحيل معها استقرار هذا الشخص فى أى مكان ببلده. هذه الأسباب لابد لها ألا تكون متغيرة بتغير الظروف فى هذا البلد، لا يتم النظر فى طلبات لجوء من تم أخذ بياناتهم فى دولة آمنة ثالثة أتوا منها، مثل البلدان الموقعة على معاهدة دبلن التى بمقتضاها تحمل مسؤولية كل من هذه الدول لكل من يتم القبض عليه وأخذ بياناته بها.

ولفت إلى أن هناك دولا يتم إعطاء مواطنيها اللجوء فى كل الدول الأوروبية بمجرد وصولهم إليها مثل إريتريا والتبت، مضيفا: بالنسبة لـ%99 من السوريين فلا توجد أسباب لإعطائهم اللجوء، لكنهم يحصلون على إقامة إنسانية تنتهى بتحسن الأوضاع بهذا البلد أو على الأقل فى بعض المناطق ذات الحكم الذاتى كالمناطق الكردية فى سوريا والعراق.

وتابع: أكثر من %90 من لاجئى حروب البلقان تم طردهم بعد انتهاء الحرب هناك، وهناك من يتم إعادتهم اليوم بعد انخراطهم التام، حتى بعد مرور 20 سنة.

وعن مدى استفادة سويسرا من اللاجئين السوريين أو غيرهم، ومدى نجاح خطط الاندماج، قال المصدر: الاستفادة من اللاجئين شبه معدومة لعدم معرفتهم باللغة أو بالتقاليد الأوروبية، أضف إلى ذلك تكاليف تأهيلهم ومعالجاتهم من الآثار النفسية والمجتمعية الناتجة عن الحروب أو الاضطهاد السياسى أو العرقى، وهناك خطط كثيرة ومحاولات متعددة لمساعدة الأجانب على الانخراط لا تؤتى إلا القليل من النتائج إلا بعد جيل أو جيلين على الأقل. والوحيدون القادرون على الانخراط بشكل سريع هم المثقفون وهم فى كل المجتمعات أقلية أو الأشخاص القادمون فرادى إلى هذه البلاد.

وعن أماكن إقامة اللاجئين فى سويسرا بعد قبول أوراقهم وبدء خطط إدماجهم، قال إنهم يقيمون فى معسكرات أعدت خصيصا لإيوائهم حتى يتم البت فى مصيرهم، فى حالة الاعتراف بهم كلاجئين أو إعطائهم إقامات إنسانية فعليهم ترك هذه المعسكرات إلى مساكن خاصة، حسب اختيارهم فى الكانتونات المحددة لهم من قبل السلطات، وعملية الإدماج والمساعدة المادية تستمر حتى الحصول على عمل وأجر كاف للإنفاق على المتطلبات الأساسية.

وعن قيمة الإعانات أو الرواتب الشهرية التى يتلقونها أثناء بحث ملفاتهم، قال: هناك نظام معقد لتحديد ما يحتاجه الفرد أو الأسرة من مساعدات. فاحتياجات الأفراد تحددها أعمارهم وحالتهم الصحية والعلمية ومقدرتهم على القيام بتوفير قسط من هذه الاحتياجات عن طريق العمل. وكل الأموال التى تساعد بها الدولة هؤلاء الأشخاص تستردها منهم فى حالة استقلالهم ماديا عن طريق أقساط تستقطع من دخولهم، مع عدم إضرارهم ماديا. والأموال التى يتم استردادها يتم استخدامها مرة أخرى فى مساعدة لاجئين جدد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة