يخرج أتباع ومؤيدي الفريق أحمد شفيق يرفضون الواقع المرير بأن الرجل "هرب" من مصر فى توقيت هو الأخطر الذى تمر به البلاد ، عكس استاذه وقدوته الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك الذى رفض كل النصائح والرجاء بضرورة السفر ومغادرة البلاد ، وقرر أن يواجه مصيره بكل قوة ورباط الجأش.
"شفيق" ركب الطائرة عقب إعلان رسوبه أمام محمد مرسى ، وقرر الهجرة لدولة الإمارات الشقيقة، وبدأ مرحلة النضال من الخارج، وفارق شاسع أن تناضل كمشجع فى المدرجات، وأن تناضل وتقاتل فى أرض الميدان بفروسية، متحملا كل المتاعب والمصاعب.
ومنذ خروجه من مصر، ويوما بعد يوم يثبت أحمد شفيق أنه بطل من ورق ، وبعيد كل البعد عما يظنه فى نفسه من فروسية و شجاعة وبطولة ، فالمتابع لمواقفه منذ "واقعة الخروج" تحت ستار إنه سيؤدى العمرة، يكتشف بسهولة مدى عشق الرجل للسلطة ، أى سلطة ، الوزارة ، رئاسة الحكومة ، رئاسة الجمهورية ، رئاسة حزب ، زعيم كتلة خيالية فى البرلمان، ليس مهما أن يكون الفريق صالحا لتولى كل هذه المناصب أو غيرها ، فهذا ما لا يفكر فيه الفريق إطلاقا ، كما لا يجرؤ أى من مساعدوه على مصارحته بالحقيقة
كل ما يفكر فيه شفيق ، أنه بطل خارق يستحق مكانة غير مسبوقة فى بلده ،وأنه كان الأولى برئاسة الجمهورية فى حياة حسنى مبارك عام 2005 ، وأنه أيضا كان الأولى بالرئاسة بدلا من محمد مرسى ، وأن مشروعيته هذه من وجهة نظره ممتدة إلى كل العصور التالية على "مرسى" ، ليس مهما أن المصريين الذين ثاروا عليه وهو رئيس وزراء وأطلقوا حملات السخرية من تصريحاته على مواقع التواصل الاجتماعى ، هم أنفسهم من ثاروا على مرسى عندما بغى وتجبر وحاول أخونة البلاد وبيعها بالقطعة لكل من هب ودب .
لا يرى شفيق هذه المشاهد ، ولا يستوعبها ، كما لا يستوعب أن عموم المصريين البسطاء يربطون بينه وبين النظام القديم التى قامت ضده ثورة 25 يناير ، وبالتالى فهم يرفضونه شكلا وموضوعا ، ولأنه لا يرى ولا يسمع لا يقرأ المشهد من حوله ، ولأنه لا يريد تصديق أنه خارج الزمن وخارج حسابات المصريين وخارج المرحلة السياسية برمتها ، يحاول تثبيت الزمن عند اللحظة التى ترشح فيها لرئاسة الجمهورية أمام المعزول محمد مرسى، وبالمنطق نفسه يرى أنه مادام المصريون أسقطوا مرسى غريمه فى الانتخابات فبالضرورة أن يأتى هو إلى مقعد السلطة.
لا يرى شفيق أن مياها كثيرة جرت فى نهر السياسة وأن ثورة كبرى حدثت فى 30 يونيو لها شرعيتها وأن انتخابات رئاسية جرت تحت سمع وبصر ومراقبة العالم الذى شهد لها بالنزاهة والشفافية ، لا ، لا يرى كل ذلك ويحاول أن يبحث لنفسه عن دور الزعيم الملهم الذى تنتظره الجماهير ، وهو يفعل ذلك منذ عامين بالتصريحات العنترية والتلميحات التى تثير فضول الصحفيين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى لكنها لا تحرك شيئا من اهتمام الناس ولا تضيف أى شيئ للحياة السياسية فى مصر
شفيق مثله مثل البرادعى تماما ، فإذا كان البرادعى يتصور أنه بتغريداته الغامضة يزلزل الحياة السياسية فى مصر وأن رجاله فى الحزب الذى أسسه يستعدون لتشكيل حكومة الظل ، فإن شفيق يتصور أنه بتصريحاته الملخبطة المفرطة فى غرابتها ، سيحدث ثورة سياسية فى البلاد ، بينما هى تصريحات لا تدل إلا على نوع نادر من العظمة غير المبررة التى لا يراها إلا صاحبها ، وهى بالضرورة ستظل صيحات فى الفراغ .
موضوعات متعلقة:
سيف اليزل يرد على "شفيق": أطالبه بالمنافسة الشريفة بعيدًا عن الإسفاف
عدد الردود 0
بواسطة:
lwv
احمد باشا شفيق