وتظهر علامات البؤس على وجوه كل الأسرة بسبب عدم استقرار حياتهم وتنقلهم من مكان لآخر، بعد أن أصيب عائل الأسرة السيد على أحمد مسعود الشهير بسيد سوستة بمرض كبدى، أوقفه عن العمل وجعل ابنته أسماء تتولى عمله "تصليح سوست السيارات" وهو عمل شاق لا يستطيع الرجل تحمله.
واشتهر ت أسماء بالمنطقة وذاع سيطها بين السائقين بإصلاحها سوست السيارات بكفاءة عالية معتمدة على خبرة والدها.
اليوم السابع التقت أسماء وأسرتها لنقل مأساة الأسرة للرأى العام والمسئولين، عسى أن يحدوا لهم حلاً.
بداية
بداية يقول الأب السيد على أحمد مسعود 54 سنة: "أنا انجبت عفاف وأسماء ومحمد، وكنت وما زلت أفضل صناعى سوست سيارات بالمنطقة رغم مرضى وتولى وأسماء ابنتى إدارة الورشة، وهى تعمل معى ومنذ كان عندها 7 سنوات".
وأضاف متنهدًا: "المرض كسرنى وكانت أسرتى تعيش فى أمان منعمة لكن الحاجة جعلتنى أوافق على عمل بنتى عمل الرجال وأتحسر كلما أراها تحت السيارات تفك السوست وتقوم بطرقها بالشاكوش، وحاولت منعها مرات عديدة لكنها رفضت وأصرت على أن تستمر الورشة مفتوحة لتدر دخلاً يعيننا على الحياة بدلاً من أن نتسول أنا وأسرتى".
قصة أسماء
"كان نفسى أكمل تعليمى مثل أقرانى لولا الحاجة وفقر أسرتى خاصة بعد إصابة والدى بمرض الكبد اللعين"، بهذه الكلمات الحزينة بدأت أسماء السيد على أحمد مسعود 23 سنة فى رواية قصتها فى العمل "مصلحة سوست سيارات"، بورشة والدها المريض .
وأسردت والدموع تذرف من عينيها: "بدأت أساعد والدى فى صنعة إصلاح سوست السيارات وعمرى 7 سنوات، وكنت لا أبالى من شىء وعندما مرض والدى وأصبح طريح الفراش ويحتاج إلى من يعوله لم يكن أمامى خيار آخر سوى أن أدير عمل الورشة كى أحصل على مصاريف الأسرة وعلاج والدى".
واستطردت أسماء: "كنت انكسف من زميلاتى البنات وأنا فى المدرسة بالمرحلة الإعدادية لأنهم كثيرًا ما كانوا يطاردننى بكلمات معناها أنى رجل وأعمل عمل الرجال لكنى كنت أبكى وأتركهم والتزم بالفصل".
وقررت عدم الذهاب إلى المدرسة بعد أن ظلت زميلة لى وأنا بالصف الثالث الإعدادى تعايرنى وتسبنى بعملى حتى خرجت عن شعورى، وأوسعتها ضربًا وتركت المدرسة ولم أعود لها مرة أخرى".
وقالت بانفعال: "أنا مش عاوزة أتزوج خالص.. أنا أتخطبت مرتين، الخطيب الأول بعد قراءة الفاتحة بيوم جاء وأعلن فسخ الخطوبة بدون ذكر أسباب وكانت صدمة كبيرة لى وللأسرة وظللت أعانى نفسيًا جراء هذه الفعلة، إلى أن جاء خطيب آخر وتفاهمنا والبسنى الشبكة وأحسست بفرحة لا أستطيع وصفها، لكن القدر لم يمهلنى فترة أشعر خلالها بالفرح مثل باقى البنات، وحضر خطيبى للورشة وعندما شاهدنى أسفل سيارة أحل سوستها تمهيدا لإصلاحها قرر فسخ الخطوبة فورًا وقتها، مما أصابنى بحسرة كبيرة داخلى، ودخلت فى حالة نفسية يرسى لها بشكل لا يوصف وتغلب على إحساس انى ليس لى حق فى الفرح والسعادة كباقى أقرانى الذين تزوجوا وأنجبوا ويعيشون حياة طبيعية وجميلة واضطرت أعيش بمأساتى واكتم كل أهاتى داخلى دون أن يشعر بى أحد فوالدى ليس بيده شىء ووالدتى تعانى الحرمان وشقيقتى تزوجت والتزمت بيت زوجها وشقيقى يعمل أرزقى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة