د. حسن صادق هيكل يكتب: السعادة المنشودة

الخميس، 17 سبتمبر 2015 04:00 م
د. حسن صادق هيكل يكتب: السعادة المنشودة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن مفهوم ومعيار ومقياس السعادة يختلف من شخص إلى شخص أخر ومن مجتمع إلى مجتمع أخر ومن ثقافة إلى ثقافة أخرى ومن أمة إلى أمة أخرى وذلك باختلاف العقيدة والدين والمجتمع والمستوى المعيشى والتعليمى وأسلوب التنشئة وغيرها وهذا ما يجعل عدم وجود ميزان أو مقياس موحد للسعادة لدى جميع البشر، كما أن الشعور بحالة السعادة مرتبط بالإيمان والقرب من الله جل فى علاه كما يرتبط بقوامة وتقوى وخشوع ورضا واطمئنان وسماحة وسلام وسلامة وتهذيب النفس البشرية، كما أن الشعور بالراحة والاطمئنان تأتى من خلال الرضا بما هو لك والقناعة بما أتاك وما تملكه والزهد فيما هو للآخرين، كما أن أسباب الضيق والتعاسة ترجع إلى الشعور بالعجز فى تحقيق الآمال والطموحات، كما ترجع إلى ارتفاع سقف الطموحات مع العجز وقلة الإمكانيات.

وترجع ظاهرة الضيق والتعاسة إلى انتشار ظاهرة البطالة والتفرقة والتمييز والطبقية والعنصرية وتفشى ظاهرة الحقد والكبر والحسد وغياب الوعى الدينى وعدم الرضا والقناعة وغمط الناس والاستعلاء عليهم وانتشار ظاهرة الصراعات البينية، كما ترجع إلى الشعور بالضعف والتهميش والإقصاء وقلة الحيلة والهوان على الناس وتملك الخصوم زمام الأمور، كما أن اكثر المجتمعات العربية يعيشون حالة من اليأس والبؤس والإحباط وفقدان الأمل وغيرها وذلك نظراً لانتشار حالة الصراعات المسلحة والاضطراب والتصارع السياسى والعداء الطائفى والانقسام الاجتماعى والتدهور الاقتصادى وغيرها، علماً بأن مقاييس ومعايير جميع الدراسات المحلية والعالمية الموضوعة لتقييم السعادة ليست دقيقة فى تقييم وتصنيف السعادة لكونها قد أهملت العامل الدينى والثقافى والتاريخى والقيمى وغيرها.

إن الدول العربية قد تراجعت فى مقاييس السعادة نظراً لانتشار الثورات والاحتجاجات والصراعات البينية وكذا غياب جميع مظاهر الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية وكذا انتشار مظاهر الصراعات الطائفية والمذهبية وكذا انتشار مظاهر الفقر والأمية والبطالة وغياب الرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية وغيرها، علماً بأن السعادة الكاملة هى أمل بعيد المنال، كما أن السعادة الحقيقية هى فى سلام وصفاء ونقاء النفس البشرية وكذا فى إسعاد الآخرين، كما أن الشعور بالسعادة لا يمكن قياسه أو إدراكه أو معرفته إلا بالشعور بالأحزان والآلام، كما أن تحقيق الأهداف والطموحات والأحلام والآمال والشهرة والحصول على المناصب والأموال والبنين وغيرها قد يكون هو نوعاً من التوفيق والنجاح والرزق قد يلازمه هموم وألام وأحزان ومشقة وعناء وغيرها قد تتعارض بعضها أو جميعها مع مظاهر السعادة الحقيقية المنشودة.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ابوتلفيعه

سيفونير للساعده واراحه الابديه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة