د. ماجد كمال بدروس يكتب: مُذلَون مُهاَنون

الخميس، 17 سبتمبر 2015 09:00 م
د. ماجد كمال بدروس يكتب: مُذلَون مُهاَنون ورقه وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لستُ هنا اتحدت عن رائِعة الاديبُ الروسى دوستويفسكى فى روايته العالمية مُذلَون ُمهاَنون ولكِننى وجدت عنوان الرواية يرنُ فى ذهنى كأفضَل وصف لحَال الأطباء فى مِصر.

نعم نحن مُذلون مُهانون وأكثر من ذلك بِكثير لا يكادُ يمُر يوم لا تطالعنا فيه الصُحفِ أو الفديوهات المصورة وهى تحمل اقصى مشاهد الذُل للطبيب المصرى وللأسف الشديد تاتى تلك التصرفات الغوغائية من بشر المُفترض أنهم ذوى شأن أو ذوى عقلية راقية - افتراضيا - وأحيانا اطباء ايضا مثلنا لكنهم إداريين إصابتهم لعنة اللؤلؤة السوداء كما فى فيلم قراصنة الكاريبى فصاروا لا يشعرون بشىء من العار بسب تصرفاتهم المتعجرفة، صاروا أموات أحياء بلا أحاسيس.

المساكين


إنهم الأطباء وليسوا مساكين دوستويفسكى، يتعرض الطبيب المصرى لكثير من الضُغوط الشديدة الكفيلة بتحويل حياته إلى جحيم على مدار يوم العمل الشاقى المُضنى ليس فكريا فقط فى سبيل التشخيص والعلاج ولكن جسديا ايضا مجهود حَركى وعضلى مئات الحالات يوميا تتوافد على المُستَشفَيات صباحا فى العيادات الخارجية والمئات ايضا صباحا ومساء على اقسام الاستقبال والطوارئ ويجب عليك كطبيب أن تهتم بكل حالة شخصيا وتتابع وتشرح للأهل الوضع وتوفر للحالة مكان سواء فى الرعاية المركزة أو القسم الداخلى أو حتى تحولها إلى مشفى آخر كل هذا بالإضافة إلى عدم وجود ساعات عمل مُحددة ثابتة وكل شىء خاضع للشىء المطاطى المدعو حاجة العمل التى اصبحت شعار كل مسئول صارت المهمة اصعب بكثير من مهام توم كروز اصبحت مُستحيلة فعليا لن يستطيع إيثان هانت - توم كروز - أو حتى جيسون بورن - مات ديمون - إنجازُها.

البؤساء


كُل هذا ويخرج علينا شخص برُتبة محافظ ليُهن طبيب امام الكاميرات والصحفيين بتعالى وغرور واضح كل هذا لاجل انه وضع يده فى جيب البالطو - أى ولله بس كده - وغيرها الكثير من المواقف المُشينة فى معاملة الاطباء وليس بالضرورة أن يكون الذل والمهانة مباشر كتلك الواقعة بل هناك إهانات غير مباشر كالجولات المُفاجئة - ايوة مفاجئة رغم وجود الصحفيين والمصورين - التى يقوم بها أعضاء الحكومة للتفتيش على المستشفيات وقرارات الإقالة العشوائية التى تنم عن غباء منقطع النظير باعتبار أن الازمة تكمُن فى الشخص ذاته واعتبار الإقالة الحل الأمثل، ولا ننسى دموع المسئولين فى اروقة معهد القلب القومى. انهم بالفعل بؤساء لكن على عكس بؤساء فيكتور هوجو فان هؤلاء بؤساء فكريا.

الجريمة والعقاب


تلك الجريمة التى ترتكب فى حق الاطباء لن يتم السكوت عليها كثيرا أن تحت الرماد وميض يوشك أن يشتعل إننا هادئون وسنقوم بعملنا رغم تلك الظروف لا رسالتنا تفوف المجد فى علاه نشعر بالام المرضى نداويهم نخفف عنهم بل ونحمل همومهم لكن بداخل كل طبيب منا هانيبال ليكتر - انتونى هوبكنز - كما فى صمت الحملان نستطيع أن نفعل الكثير ولكننا لا نريد لحوم البشر حتى وان جلب لنا الاوسكار.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة