"Everest"..صراع الإنسان ضد الطبيعة يجبر أبطال الفيلم على دخول "الثلاجة"

يعرض حاليا فى دور السينما المصرية فيلم المغامرات والتشويق الأجنبى everest المأخوذ عن قصة حقيقية وقعت عام 1996 حيث تدور أحداثه حول مجموعة من هواة تسلق الجبال تحدوا الظروف المناخية والطبيعة لتسلق قمة جبل إفرست وسط عاصفة ثلجية شديدة جعلت رحلتهم إلى أعلى قمة فى العالم تتحول إلى كابوس وصراع للبقاء على قيد الحياة.

وينتمى الفيلم إلى نوعية الأعمال التى لا يدور الصراع فيها بين البشر بعضهم البعض، بل بين الإنسان والطبيعة وهو الأمر الذى تؤكده جملة حوارية تأتى على لسان أحد الأبطال فى بداية الفيلم التى جاءت بطيئة ومملة إلى حد كبير لا تتناسب مع فيلم يصنف على أنه مغامرات وإثارة، حيث ينتظر الجمهور أكثر من نصف ساعة حتى تبدأ الأحداث فى التصاعد تدريجيا، ليبدأ صراع الانسان مع الطبيعة، فكل فرد من الذين يحاولون الصعود على أعلى قمة جبل فى العالم لديه دوافع مختلفة، وآخرون يفعلون ذلك بلا دافع واضح، بل لمجرد أنهم يرغبون فى ذلك.

مخرج الفيلم بالتسار كورماكور يؤكد أن أصعب تحدٍ واجهه بهذا الفيلم هو قيامه بالكثير من البحث والمقابلات مع كل الأشخاص المتعلقين بالقصة، ومع الكثير ممن صعدوا الجبل والمتسلقين لمحاولة فهم عقلياتهم، حتى إنه صعد الجبل أكثر من مرة، وحرص المخرج على إيجاد ممثلين ذوى مواهب مثالية ليستطيعوا التعامل مع هذا الكم من مشاعر الخوف وجعل الجمهور يتفاعل مع كل لحظة حتى ولو كانت "صمت".

وحول تصوير الفيلم على سفوح جبل إيفريست أشار بالتسار إلى أنهم حرصوا على تدريب الممثلين للتصوير فى درجة حرارة 30 تحت الصفر، لمدة 12 أو 14 ساعة فى اليوم لمدة 6 أسابيع، داخل ثلاجة عملاقةـ وكنت أقول للممثلين: إذا شعرت بالأسف على نفسك فما عليك إلا أن تتذكر ما مر به الأشخاص الحقيقيون، لأن كل ما سنقدمه لن يكون له قيمه إذا لم ننقل الصراع الحقيقى الذى عاشه الضحايا الأصليون.

وتعد النصف ساعة الأخيرة من الفيلم هى الأكثر إثارة والتى تشهد موت الضحايا واحدا تلو الآخر عقب هجوم عاصفة ثلجية شديدة، ويجسد النجم الاسترالى جيسون كلارك فى الفيلم دور "روب هول" المحب للجبال والأماكن البرية والذى كان يعشق أن يأخذ الناس لاكتشاف هذه الأماكن ومساعدتهم على رؤية ما رأه وتحقيق أحلامهم، أما الممثل جيك جيلينهول فيقدم دور سكوت فيتشر المتسلق الأمريكى والمرشد لتسلق الجبال ويعد أول أمريكى وصل إلى قمة ستو، حيث يقول: أعتقد أن فكرة تسلق جبل إفرست مثيرة جدا، والفيلم يطرح تساؤلات داخل كل واحد منا حول ماذا نريد من حياتنا؟ وما الذى يعطى لحياتنا معنى.

بينما يجسد جوش برولين النجم الحاصل على الأوسكار دور "بيك ويذرز" الطبيب من تكساس الذى نجا من الموت لكن فقد ذراعه الأيمن، حيث يقول أنه جذبه للفيلم الجبل نفسه، فإفرست هو بطل الرواية الكبير وخصم لنفسه فى ذات الوقت، وجسدت ناوكو مورى دور "ياسوكو نامبا" ثانى امرأة يابانية تصل إلى جميع القمم السبع فى العالم بما فى ذلك إفرست.