إبرام تاوضروس يكتب: التحالفات تهدر حق ذوى الإعاقة فى البرلمان‎ المقبل

من خلال ما شاهدته وعايشته منذ الإعلان عن قرب بدء الانتخبات البرلمانية 2015 فى المرة الأولى التى هى استكمال لخارطة الطريق وأنا أشاهد ما لم أكن أتوقعه أو أصدقه.

بعد 30 يونيو ظننت أن مصر تغيرت وتغير معها تفكيرنا وأصبح أكثر إيجابية وفرحت جداً بمشاركة للمرأة وذوى الإعاقة كما نص الدستور الحالى، ولكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور عندما تعاملت مع سياسيين وأحزاب وحركات سياسية، وسمعت من أصدقائى وعلمت بما حدث معهم .

فهؤلاء السياسيون معظمهم يهمهم شيئا واحدا وهو مصلحتهم الخاصة فقط، فوجدت تمثيل ذوى الإعاقة فى القوائم عبارة عن - كمالة عدد - ليس إلا ، كما هو الحال فى شركات القطاع الخاص فى تعاملهم مع نسبة الـ 5% من العاملين - مجرد تسم على ورق .

هذا هو حال التيارات وبعض الأحزاب والحركات السياسية التى استعدت لخوض المعركة الانتخابية، عند حاجتهم لشخص من ذوى الإعاقة فهم لا يبحثون عما يليق بهذا المنصب أو ما يكون جديرا به، أو يكون اختيارهم بناء على الكفاءة، فهم لا يبحثون عن فكر "لا" بل على العكس، هم يريدون شخصا لا يفقه أى شىء فى أى شىء يفرح ويهلل بهذا المنصب الذى لا يعلم عنه أى شىء، فهم يختارون شخصا - كمالة عدد - لتكملة أوراقهم .

ولا يبالى بأى شىء آخر ولا يقدر المجهود الذى يبذله شخص جاد يريد أن يمثل أخواته من ذوى الإعاقة فى البرلمان وأبناء بلده ليعبر عن معاناتهم ويشارك فى تشريع القوانين التى تأتى بثمارها والتى بها يسود العدل ويحصل كل ذى حق على حقه ويتم مراقبة تفعيل القوانين ويسود الحق والعدل والسلام فى مصرنا الحبيبة .

لم نصل إلى هذا الحد من التهميش والإهمال فقط بل وصل بنا الحال إلى أن يستهين مسئولو إحدى القوائم بشخص من ذوى الإعاقة وبعد أن تسلم منه الأوراق الخاصة بالترشح بما فيها الكشف الطبى -الذى يكلف حوالى ثلاثة آلاف جنيه - وبعد يومين أعلن له عن عدم وجود الملف الخاص به، نعم عندما سأله عن موقفه من القائمة الذى يقوم بإعدادها وهل سيكون بها أم لا كان الرد صاعقا _ أوراقك مش موجودة عندنا أصلا- فأضاعوا مجهوده وما عانى منه من ذهاب وإياب فى استكمال الأوراق المطلوبة من المحكمة ومن الشهر العقارى ومن المستشفى ومن مصاريف.

ومنا من تم وضعه فى القوائم الاحتياطية بالرغم من الاتفاق على القوائم الأساسية وأنا منهم، ناهيك عن عدم مشاركة أو دعوة أغلب ذوى الإعاقة فى اجتماعاتهم أو حفلاتهم أو مؤتمراتهم!!!
أين ضمائركم !!
أنتم تفعلون هذا قبل البدء فى الانتخابات البرلمانية من الأصل، فماذا أنتم فاعلون فى البرلمان !!!
أنتم تهدرون حقوق البسطاء فهل لكم أن تتحدثوا باسم الشعب فى البرلمان؟ أى شعب!! وعن أى شعب أنتم تمثلون؟!!
أنتم تمثلون أنفسكم وتبحثون عن إشباع رغباتكم ومخططاتكم.
استقيموا يرحمكم الله.