توقف قليلا وأنهى مسلسل الخيال العلمى سريعًا لأن لحظة الاصطدام بالواقع قد حان وقتها، حاول أن تتمالك أعصابك وتمسك ببقايا الطعام التى مازالت تسكن معدتك المسكينة قبل أن تدقق النظر داخل محال الجزارة وأماكن الذبح والسلخ وحتى فتارين العرض.
فالاستعجاب أو الاندهاش كلمات فقدت قدرتها على التعبير عن المشاهد الحصرية التى ستلاحقك وتأتيك من حيث لا تدرى، والمشكلة هنا أن أبطال العرض لا يدركون الوظائف الطبيعية لأيديهم وأقدامهم بل إن جاز التعبير لا يفرقون فى أى غرض يستخدمون أى عضو.
فلا مكان للاستغراب إذا رأيت رجلًا يقطع رأس الجاموس العملاق بواسطة قدمه أو حتى إذا لفت انتباهك سيجارة تستقر فى يد جزار لديه إصرار على أن يدفع بقطعة اللحم المعروضة للبيع إلى التدخين السلبى، ولا تندهش إذا رأيت مجموعة من السلاخين ينظفون "الكوارع" أو أرجل الجاموس والخراف من الشعر ثم يلقونها فى الأرض وكأنها أرضية الحجاز، وفى النهاية بعد هذه السلسلة من المهازل أصبح أمر طبيعى أن تجد الجزار يبل إصبعه بواسطة فمه حتى يقلب اللحم المفروم فى الماكينة التى أمامه وكأنه يقلب كراسة.
جزار يبل إصبعه ليقلب اللحم المفروم
تقطيع اللحم على حس التدخين السلبى
استخدام الأقدام للحصول على لحمة الرأس
الرؤوس على الأرض
وكأنها أرض غرفة عمليات معقمة
كبدة يا هانم كبدة يا مدام
نظف وقطع وارمى على الأرض
بلبوص وسط أدغال اللحوم
الدخان على بعد سنتيمترات من اللحم