ويأتى كتاب "لصوص الدول: لماذا يهدد الفساد الأمن العالمى" للكاتبة الأمريكية سارة شايز الباحثة فى برنامج الديمقراطية وسيادة القانون وبرنامج جنوب آسيا فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، والخبيرة فى قضايا الاختلاس ومكافحة الفساد، ليوفر وسيلة رائعة لرؤية أعمق لأسباب هذا الاضطراب، لكل من أربكهم الحال الذى وصل إليه العالم، كما يقدم سلسلة من المقترحات السياسية التى تجعلنا نتمكن من مواجهته.
وتذكر "سارة شايز" فى كتابها أنه يمكن تقسيم الفساد إلى قسمين، الأول هو الفساد العادى أو الشائع، وهو موجود فى كل البلدان، ورغم أنه يطرح مخاطر أمنية، فإنها غالباً ما تكون ذات تأثير متواضع، أمّا الثانى فهو الفساد الذى يسرى داخل النظام السياسى ذاته، ويستولى على أدوات عمل الحكومة الأساسية، مما يؤدى إلى تطويع موارد الدولة لخدمة المصالح المادية للنخبة الحاكمة، وفقاً لصحيفة الجارديان البريطانية.
وتتحدث شايز عن البلدان التى تحتوى على النوع الثانى من الفساد وهى تلك الدول التى تعانى الفساد المنظّم نسبياً، وغالباً ما تحتوى هذه الدول على شبكة أو شبكات من حكم اللصوص، حيث تسيطر تلك الشبكات على وظائف الحكومة المهمة، وتحاول تطويع أدوات القوة الرسمية وغير الرسمية لمصلحتها، من خلال استمالة السطلة القضائية لمصلحتها، لضمان الإفلات من العقوبات القانونية، وأهم ما يميز تلك الشبكات إضفاء المشروعية على أنشطتها الفاسدة من خلال استصدار تشريعات محددة من السلطة التشريعية، تخدم مصالحها.
وتقول "سارة " فى كتابها أنها شهدت بنفسها فى أفغانستان، كيف أن انتهاكات بعض الموظفين الحكوميين فى أدنى المستويات أدت أحياناً إلى عزوف المواطنين عن التعاون مع الحكومة، وتبدأ بقصة نور، الذى اعتدى ضابط شرطة على شقيقه لأنه رفض دفع رشوة، مما جعله يقسم بأنه لو شاهد أحداً يزرع قنبلة على جانب الطريق، ورأى سيارة شرطة مقبلة، سيتركهم ولن يحذرهم.
وتؤكد الكاتبة، أن تزوير الانتخابات الأفغانية فى عام 2009 أدى إلى عزوف بعض المواطنين بشكل كبير عن المشاركة فى العملية الانتخابية، إلى درجة أن التصويت ربما عزز تأييد التمرد، واعتبرت أن الحكومة الأفغانية السابقة يمكن فهمها بدرجة أفضل ليس باعتبارها حكومة ناحجة ولكن كشبكة مصالح شخصية متكاملة الأركان، لم ينصب غضب "شايز" فقط على بعض المسؤولين الذين تصفهم بأنهم فاسدون، لكنه طال أيضاً من ساعدوهم ومكنوهم فى الغرب.
موضوعات متعلقة..
- مشاعر الحج تتجلى فى عدسات 20 مصورًا سعوديًا ومصريًا بـ"ساقية الصاوى"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة