«مزيكا المهرجانات» تنتشر وتتوغل بين الشباب..مطربوها يرقصون بالسلاح ويخلعون ملابسهم للتعبير عن فرحتهم..كلامها بالعامية ومالوش دعوة بالشعر الغنائى.. وألحانها شبه بعضها لكنها ناجحة ومطلوبة

السبت، 26 سبتمبر 2015 01:50 م
«مزيكا المهرجانات» تنتشر وتتوغل بين الشباب..مطربوها يرقصون بالسلاح ويخلعون ملابسهم للتعبير عن فرحتهم..كلامها بالعامية ومالوش دعوة بالشعر الغنائى.. وألحانها شبه بعضها لكنها ناجحة ومطلوبة مزيكا المهرجانات تنتشر وتتوغل بين الشباب
أعد الملف - أحمد أبواليزيد - نور الأجهورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«فرتكة، سكسكة، تتدق، أعورك، البلى اللى فى جيبى، السن التؤيبى، لط وعجن، يابت هاتى بوسة وانا أديكى المحفظة، أرنبنا فى منور أنور، الوسادة الخالية تعبت منى يا غالية»، هذه عينة من كلمات أو مفردات الأغانى التى يرقص عليها أصحاب أغانى المهرجانات.

نختلف أو نتفق على أغانى المهرجانات، لكننا لا ننكر وجودها ونجاحها عند قاعدة عريضة من الناس، وهؤلاء الناس يمثلون الملايين الذين يسكنون ويعيشون فى شوارع مصر وحواريها من شرقها لغربها، وشمالها وجنوبها. انتشار أغانى المهرجانات ونجاحها يؤكده عاملان مهمان، أولهما سماع هذه الأغانى فى الشوارع والكافيهات المتوسطة والمراكب النيلية، والعامل الثانى هو «اليوتيوب» الذى يؤكد بشكل منطقى ارتفاع معدل الاستماع لهذه الأغانى التى يزداد عدد مستمعيها ومشاهديها يومًا بعد يوم، ليس ذلك فقط بل المفارقة أن هذه النوعية من الأغنيات التى تعبر عن طبقة بعينها أصبحت هى الأغانى المفضلة فى أفراح الشرائح الأعلى اجتماعيًا.

وفى هذا الملف ومن خلال هذه السطور أردنا فقط أن نرصد هذه الظاهرة قدر المستطاع من جانب أسماء كبيرة، وعلامات فى عالم الموسيقى دون أن نكون مع أو ضد هذه المهرجانات.

اليوم السابع -9 -2015

حميد الشاعرى: أوكا وأورتيجا «مكسرين الدنيا».. والموسيقى حرية


عن ظاهرة أغانى المهرجانات يقول المطرب والموزع الموسيقى الشهير حميد الشاعرى: «يمثل أوكا وأورتيجا حالة مكسرة الدنيا وعملوا حالة خاصة» وينقلان نبض الشارع، حيث كنت فى أحد الأفراح بالإسكندرية، وموسيقاهما هزت مشاعرى، ووقفت ورقصت معهما، وأرى أن الانتقادات التى وجهت إليهما ليست فى محلها، لأن موسيقى الـ«تكنو» معروفة عالمياً باسم «أمريكان راب»، ومغنو الراب حققوا أعلى مبيعات على مستوى العالم، وأقول لمن ينتقدهما، الموسيقى حرية، وإذا لم تعجبك موسيقى أوكا وأورتيجا لا تسمعهما، فضلا عن أن أوكا وأورتيجا لم يكونا أول الناقلين لنبض الشارع، فمثلا أغنية مثل «كوز المحبة انخرم، إدينى بنطة لحام» نقلت مصطلحات الحداد وكلماته المستوحاة من أدواته التى يستخدمها بصورة يومية.

الشاعر الغنائى نادر عبدالله: المهرجانات ظاهرة وقتية وليس كل نجاح «يحترم»


يرى الشاعر الغنائى نادر عبدالله أن الفنون دائما انعكاس لثقافة الوقت من حيث اللغة والشكل والمضمون، وما يسمى بأغانى المهرجان حاليا مثال واضح وصريح على ذلك فى وجود تعليم متدنى وثقافة افتراضية من خلال عوالم افتراضية، وظهور نوع من الجهالة الحديثة، ألا وهى جهالة المثقفين، ومع انهيار الذوق الفنى العام الذى بات عاجزا عن إشباع رغبات المتلقى من الفن الحلال، كان من الطبيعى شيوع أغانى المهرجان التى استحوذت على إعجاب الكثير من الناس و كأنها «حاجة حرشة فى وسط الأكل».


اليوم السابع -9 -2015

ويضيف نادر: لكن أغانى المهرجانات ما هى إلا ظاهرة و قتية ستختفى فى الوقت الذى يتعافى فيه الذوق العام من الحالة المرضية التى أصابته، فمن الجحود إنكار النجاح الطاغى لتلك الظاهرة، ومن السذاجة أن نرى أن كل نجاح يحترم، ونفس الحال ينطبق على الأعمال الدرامية، إذ إن الغلبة حاليا لما يجوز تسميته بأفلام المهرجان ومسلسلات المهرجان، مع كامل احترامى للمهرجانات الكبرى.

غرائب كلمات أغنيات المهرجان اتحاد القمة غنوا «فرتكة فرتكة ع الطبلة وع السكسكة».. و«شبيك لبيك» قالوا «طلع سلاحك متكامل»



من كلمات أغانى المهرجانات الغريبة والجديدة على الأذن مهرجان «فرتكة فرتكة» الذى يغنيه كل من فيلو وتونى وحودة ناصر من ألبوم «الضجة»، وتقول كلماته «ارفع إيدك فوق لو مضايق هتروق.. القمة جت هتذيع إوعاك فى العكس تسوق، فرتكة فرتكة ع الطبلة وع السكسكة.. فرتكة فرتكة تخطيط ومع التكتكة، فرتكة فرتكة راجعين نعمل دربكة.. غرقنى فى شبر الميه صحينى فتحلى عنيه، هديك هديك وهكارك وارجع تانى أقول ده شويه.. ماهو مش واحد هيشارك ويشيلك من تحت إديا، باسم اتحاد القمة مع علم إسكندرية».

ومن مهرجان «مفيش صاحب بيتصاحب» لأولاد سليم اللبانين هناك كلمات «دنية موانى على الملأ قلوبنا فيها بتنحرق.. غلبان وعايش فى الغلا، تعظيم سلام من غير كلام عزبة محسن ناس تمام، مفيش صاحب بيتصاحب مفيش راجل بقى راجل، هنتعامل ويتعامل طلع سلاحك متكامل، هتعورنى أعورك هنبوظلك منظرك».

وفى جزء آخر «تعظيم سلام من غير كلام عزبة محسن ناس تمام.. رجاله على حق مش صوت وبق لو هتصيع عندنا تتدق، إحنا رجاله منهيبوش منخافوش منكشوش.. وقت الجد إحنا نصد أى حد ماسك خرطوش، الناس تعبانة قرفانة من العيشة طهقانة.. نعمل إيه ولا إيه دا الخسيس أصبح فيها بيه، دا المكتوب على الجبين هنرضو بيه ونمشوه.. بدمع العين على الخدين اللى مايصلى معانا عالزين»

وفى مهرجان «دلع البنات» غنى أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا «ركبالى العربية دلع بنات، ماشية فى الأميرية دلع بنات، عملالى أجنبية دلع بنات، كلة دلع بنات دلع بنات»

الموزع الموسيقى أحمد إبراهيم: «مستواها متدنى والـ«هاى كلاس» هم اللى ساعدوا على انتشارها»



بتوع المهرجانات صدقوا أنفسهم بعد ما اعتمدت عليهم العائلات الكبرى فى إحياء الحفلات باعتبارهم «إيفيه» وموضة.

اليوم السابع -9 -2015

قال الموزع الموسيقى أحمد إبراهيم: إن أغانى المهرجانات هى عبارة عن مستوى متدنى من الشعبى، والناس الـ«هاى كلاس» والمتعلمون هم الذين ساعدوا على انتشارها، لأنهم يدعون ويستقطبون من يغنون هذه المهرجانات فى أفراحهم وحفلاتهم على أساس أنهم «إفيه» وموضة، وبالتالى أصحاب المهرجانات يصدقون أنفسهم، وأصبحوا مطلوبين وأصبحت الأغانى الأصلية يتم استخدامها فى هذه المهرجانات بشكل غريب دون محاسبة، وهنا السؤال: هل هؤلاء الناس يتبعون النقابة أو جمعية المؤلفين والملحنين؟ هل هؤلاء ينطبق عليهم الإبداع؟ مثل الراقصات اللائى ليس لهن علاقة بفن الرقص، مثل التى يتم تقديمها على أنها فنانة يعنى أصبحت مثلها مثل شيرين وإليسا وأصالة وغيرهن، مع كامل الاحترام لشخصهن فأنا أتحدث فنيا.

وأضاف إبراهيم لـ«اليوم السابع»: «الناس عايزة تشتغل ولو مشينا بمبدأ الزبون عايز كده، فالناس عايزة مخدرات، وهنا دور االنقابة، فهل المسؤولون يستطيعون أن يمنعوا ذلك؟ هؤلاء الناس توغلوا وانتشروا، وهذه الطبقة «زعلانة» لأنها لم تؤخذ بعين الاعتبار، وتم تهميشها فى تعليمها ومسكنها وشربها، فهل الدولة اهتمت بهم!! لذلك ستجد الإجابة فى أن هؤلاء ظهروا بدون طموح، فهُم أرادوا أن يخلقوا كيانا لهم لأنهم مهمشين، وبدأوا يقدمون أشياء ترضى الناس «اللى فوق»، وأقصى شىء يمكننا قوله إننا لا يعجبنا فنهم، وأعود وأقول كيف يغنى هؤلاء ويأخذون تصريحا، الناس دى بتكبر كل يوم مثل «ألتراس جمهور الكورة»، ولن يستطيع أحد أن يوقفهم، لأن لديهم جمهورا، وقد أصبحت صناعة وهنا الخطورة.
هؤلاء الناس لا يسرقون لكنهم يقدمون بضاعة فاسدة تحت مسمى فن.

أغانى المهرجانات «مُحرمة» على إذاعة «شعبى إف إم»


رغم النجاح الكبير الذى حققته أغانى المهرجانات فى الشارع، فإنها مازالت ممنوعة من الإذاعة على المحطات التابعة للتليفزيون المصرى، لأنها تتضمن ألفاظا غير لائقة لا يجوز إذاعتها على محطات مملوكة للدولة، حتى بعد ما أعلن اتحاد الإذاعة والتليفزيون عن إطلاق محطة إذاعية متخصصة فى الأغانى الشعبية وهى «شعبى إف إم»، ظن بعدها أصحاب المهرجانات وعشاقها أن المحطة الجديدة ستتيح فرصة لإذاعة أغانى المهرجانات، إلا أن تصريحات المسؤولين أحبطت هذه الأحلام، حيث أكد عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن فكرة إنشاء الإذاعة هى مواجهة المضمون غير الهادف الذى تبثه القنوات والإذاعات الخاصة، ومنها أغانى المهرجانات التى تتضمن ألفاظا غير لائقة، كما أوضح أن الأغانى الشعبية هنا المقصود بها أغانى كبار المطربين منهم أحمد عدوية، وخضرة محمد خضر، وبدرية السيد، وليلى نظمى، وفاطمة عيد، التى كان يلحنها ويكتبها كبار الملحنين والشعراء أمثال محمد عبدالوهاب، وعبدالرحمن الأبنودى، وحسين السيد، ومحمد الموجى، وغيرهم من الملحنين الكبار العظماء.

من جانبه أكد خالد فتوح رئيس محطة «شعبى إف إم» لـ«اليوم السابع» أن إنشاء إذاعة للأغانى الشعبية جاء من منطلق أننا نمتلك تراثاً من الغناء الشعبى لكبار المطربين يصل إلى حوالى 85 ألف أغنية، والسبب الآخر لإطلاق هذه الإذاعة محاربة الإسفاف فى الغناء الشعبى الذى تبثه بعض الفضائيات الخاصة بهذا الفن، والارتقاء بذوق المستمعين ومحبى الأغنيات الشعبية، خاصة أن إطلاق هذه الإذاعة لم يكلف اتحاد الإذاعة والتليفزيون أية أعباء مالية، لوجود الأرشيف الإذاعى الذى يحتوى على كنوز إذاعية لكبار المطربين الشعبيين، فنحن لدينا 85 ألف أغنية شعبية و450 برنامجاً إذاعيا شعبيا يحتوى على الكثير من التراث الشعبى المصرى ويوثق بشكل أكثر من رائع لهذه المادة النادرة، لذا تم إطلاق الإذاعة على تردد «95 إف. إم» وتمت إذاعة السيرة الهلالية للشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى بغناء جابر أبوحسين، والغرض من وراء ذلك إعادة عرش الأغنية الشعبية بمصر، كما أكد فتوح أنه ليس ضد الأغانى الشعبية القديمة، ولكنه يرفض إذاعة المهرجانات، حيث قال: إنه لا يمانع فى إذاعة الأغانى الجديدة، ولكن الجيد منها فقط، الذى لا يتعارض مع قيم ومبادئ الشعب المصرى.

السينما تؤرخ أغانى المهرجانات


استعانت بعض الأفلام السينمائية بأغانى المهرجانات، مما يعد توثيقًا لهذه الأغانى فى السينما، حيث استخدمها «السبكية» فى أفلامهم، ففى فيلم «عبده موتة» غنى أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا مع محمد رمضان «أيوه أيوه»، وحققت الأغنية نجاحًا كبيرًا، ومهرجان «أنا أصلا جامد» من نفس الفيلم، وغناه أيضًا أوكا وأورتيجا، وأغنية مهرجان «مش هروح مش هتيجى» من فيلم «عش البلبل» وغناه السادات وفيفتى بالاشتراك مع سعد الصغير، ومهرجان «قلب الأسد» من فيلم «قلب الأسد» وغناه المدفعجية والجزار مع بطل الفيلم محمد رمضان الذى غنى أيضًا «أديك فى الأرض تفحر»، وأغنية «حارة عجيبة» من فيلم «الألمانى» وغناها شحتة كاريكا، كما غنت النجمة يسرا والفنانة مى عز الدين أغنية مهرجان فى فيلم «جيم أوفر» وكانت بعنوان «حقى برقبتى»، وغنى عمرو سعد «مع السلامة يا فلوس» وهى أغنية مهرجان وكان ذلك فى مسلسل «خرم إبره».


اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة