إسراء سيف تكتب: الحزن بيعدى.. والفرح كمان بيعدى

الأحد، 27 سبتمبر 2015 08:00 ص
إسراء سيف تكتب: الحزن بيعدى.. والفرح كمان بيعدى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كبرنا ولم تعد البلالين تكفى لإسعادنا... وتندثر مسكناتنا بالتدريج مثلما اندثر اللعب بفانوس رمضان أبو شمعة، وكل الأشياء البسيطة المبهجة التى رسمت على قلوبنا فيما مضى الكثير من السعادة. كبرنا وكبرت معنا مشاكلنا، وأحلامنا، وطالما تناسبت الأحلام والمشاكل طرديا مع عدد ضحكاتنا الصافية، وقدرتنا على المُضى قدماً.

لقد حقاً هرمنا،وأصبحت آلامنا تفوق احتمالاتنا جميعاً،وأتخذت الوحدة ملاذاً فى صدورنا..

ولكن السؤال هنا هل حقاً تفاجئنا بهذا الأمر؟!.أعتقد أن بعضنا تفاجأ بهذه المعلومة، وربما عندما تخرجنا فى الجامعة،وبدأنا رحلة البحث عن عمل،والانغماس فى الحياة العملية،وعندما اصطدمنا بالواقع،وحاولنا التأقلم معه.

ولكن ماذا بعد المفاجأة؟!....ربما إذا استطعنا التخفيف من آلام أحدنا الآخر لاختلفت حياتنا كثيراً، ولكن مشكلتنا أن كلاً منا يجرى فى طريقه وحده منتظراً أن يشعر به الآخرون!.الغريب فى الأمر أننا أصبحنا نعبر عن مشاعرنا هذه ونواجهها ولكن فى حياتنا الافتراضية، فيمر اليوم عادياً جداً، وتتصفح من حين لآخر صفحتك على الفيس بوك عن طريق موابيلك حتى تنفرد بــلاب توبك العتيق ليلاً فتخرج ولو البعض من مكبوتاتك على بروفايلك، وهذا يوصلنا أننا جميعاً نحتاج للمشاركة فيما يتعلق بمشاعرنا أياً كان نوعها.(ورقة فى عرض البحر مكتوب عليها انقذونى...هيبتا)

ولمن لم يقرأ رواية هيبتا فهذه الجملة كتبها بطل الرواية بعد يومٍ قضاه مع حبيبته ملىء بالتوترات العاطفية،وبسبب ما عاناه فى حياته بأجملها كتب هذه العبارة على حسابه الشخصى بالفيس بوك عندما انفرد بنفسه ليلاً، فطالما كان الليل ما يخرج ما نتناساه بالنهار

وسؤال آخر يطرح نفسه هل ستظل مشاعرنا كلها مسجونة بعالمنا الافتراضى؟ أم يمكن أن نقلل من حجم أى مشكلة كانت نمر بها؟! فبعد عملية تفكير عميقة مع نفسى طويلة توصلت لبعض نقاط يمكننا جميعاً استخدامها فى هذه المرحلة التى نمر بها بشكل ربما وجدناه مفاجئا :

- كن على يقين أنك لست وحدك من تمر بكل هذه المشاعر أياً كانت مهما عظمت ابتلاءاتك .

- كن متأكداً أنك مازلت قادراً على العطاء ، فحاول دائماً على الأقل التعبير عن حبك لمن حولك، فمن قال فاقد الشىء لا يعطيه ليس بالضرورة مُحقاً، فأحياناً فاقد الشىء هو أكثر من يشعر بفاقديه ولذلك يصبح قادراً أن يعطيه، فالعطاء له متعة خاصة وله ثواب أيضاً خاص، فادخال السرور على من يمرون بنفس المرحلة من أصدقائك سيسبب لك سعادة بنكهات مختلفة.

- أخرج من عالمك ااإفتراضى، وجرب أشياء جديدة كنت تحلم بفعلها فى الماضى، أو حتى أيام الطفولة_ولم لا؟_حاول التعبير عما يجول بخاطرك أولاً بأول لمن هم أهل للثقة، وإن كنت من الشخصيات الكتومة فيكفى شخصٌ واحد، وقلم وورقة!

-قال لى صديق يوماً "اتعودى إن الحزن بيعدى....والفرح كمان بيعدى"، استوقفتنى هذه الجملة وكلما مررت بأزمة تأملتها كثيراً، فهذا فعلاً حال الدنيا، فتأكد أيها القارئ أن الحزن بيعدى، والفرح بيعدى...بس إحنا دايماً اللى بإيدينا يعدى إزاى!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة