كثيراً من الأشياء نقبلها من الآخرين ومن أقرب الناس لنا من غير دليل أو برهان على صحتها أو جودتها، فنثق فى كلام من حولنا ونصدقه بسهولة دون أن نتعرف على تفاصيل الأشياء التى تساعدنا فى تكوين رؤية واضحة، على أساسها يكون وجهة نظرك، وإن كان كلام من حولنا صحيحاً ولكن أين دورك أنت فى تحرى المصداقية؟، فما نصدره من أحكام يكون وفقا لأفكارنا ومشاعرنا الشخصية وليس على أدلة وبراهين، مما يجعلنا نحصد نتائج غير مرغوب فيها.
فإذا أردنا أن نقتنع بشىء ما أو نصدقه فعلينا أن نصدق الشخص مصدر المعلومة وخاصة إذا كان من أهل الثقة والذى يدعم كلامه دائمًا بالأدلة، فنحن لسنا فى حاجة إلى التجريب طالما عندنا ما يدعم موقفنا ووجهة نظرنا لذلك لا مانع من ثقة الأشخاص الموثوق من خبرتهم لمكانتهم الفكرية والعلمية والحياتية حتى وإن كنت لا تعرفه شخصياً ولكن ثقتك فيما يكتبه ويدعمه من أدلة.
قد تدخل أى مكان للتسوق فيساعدك أحد الأشخاص وتثق فيه فيجبرك بدون وعى منك إلى أن تشترى أشياء لست فى حاجة إليها وقد لا تستخدمها بالمرة، لذلك أحرص قبل الذهاب إلى أى مكان للتسوق أن تحدد ما تريد شراءه والتزم بها، فتوفر على نفسك التوتر والحيرة والوقت والجهد والمال.
وكثيرا ما نجد التكرار يؤثر بطريقة فعالة وكبيرة جداً فينا إذا ما تم بصورة كافية ومبهرة، وقد لا يكون تكرار عشوائى ولكنه يختلف تبعاً لما نمر به من مواقف، فيكون تأثيره قوى علينا فى أخذ القرار فيما نراه صالح أو غير صالح من الأشياء، وهناك من لا يقتنعون بسهولة لقوة حجتهم وخلفيتهم الثقافية وإذا حدث واقتنعوا بالتكرار يكون اقتناع تام، وهناك من يقتنع بسهولة وبقليل من المعلومات البسيطة وبدون تكرار بصورة ملحة ومستمرة.
والكثير منا أيضاً يتم إقناعه عن طريق الإعلانات لما يحدثه الصوت والصورة من تأثير قوى وفعال من أجل الوصول إلى هدف معين، لذلك يجب أن تدرك أن الإعلان خداع فليس كل ما تسمعه وتراه حقيقى فقد لا يكون المنتج بنفس الجودة التى تراها وتشاهدها، وهناك من يتم إقناعه عن طريق الشيء المكتوب كالصحف والمجلات وهناك من يعتمد على كلام الناس، فبشيء من تثقيف الذات والبحث والتنقيب وعدم التسرع فسوف تدرك وترى الكثير من الأشياء التى كانت غائبة عندك وبسبب قصور معرفتك وجهلك بالشىء كنت أداة سهلة فى يد الآخرين مما كان سهل التلاعب بك دون أن تشعر.
لذلك لا تغض بصرك وسمعك وعقلك عن الدليل وخاصة إذا كان واضحاً فلا تترك الأمر لمشاعرك وانفعالاتك، لأننا من داخلنا نرغب فى استسهال الأمر وأخذه ببساطة فنصدق ما يخبرنا به الآخرين أو المقربين لنا بدون وعى وإدراك ونوافق على شراء أشياء لمجرد اقتراح من الآخرين ونقنع أنفسنا بذلك مما قد تكون العواقب وخيمة وفى النهاية لا تلومنا إلا نفسك وليس الآخرين.
عصام كرم الطوخى يكتب: حتى لا تصبح العواقب وخيمة
الأحد، 27 سبتمبر 2015 10:04 ص
"يتناقشان"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة