«اليوم السابع» أجرت حوارا مع محمد محسن على هامش مسرحية «ليلة من ألف ليلة» التى يشارك فى بطولتها مع النجم الكبير يحيى الفخرانى، وتعرض حاليا على خشبة المسرح القومى.
هل توقعت نجاح مسرحية «ليلة من ألف ليلة» وما هى كواليس العمل مع النجم يحيى الفخرانى؟
- تجربتى فى المسرح من أهم الأشياء التى حدثت لى فى حياتى، فعندما أستيقظ أتمنى أن تسرع الساعات حتى أذهب للمسرح، وبعد الانتهاء من المسرحية لا أريد أن أترك المسرح وأذهب، وأعتبر المسرح القومى مدرسة آتى إليها يوميا لكى أتعلم شيئا جديدا، وفى كل يوم أجرب إحساسا مختلفا فى الغناء والتمثيل، وأنا سعيد جدا بحجم النجاح الذى حققه العرض المسرحى، لدرجة أن التذاكر مباعة لعدة أيام مقبلة، فضلاً عن الوقوف بجانب دكتور يحيى الفخرانى على نفس الخشبة، وهو الأمر الذى لم أكن أتخيل حدوثه أبدا، حيث كنت أحضر له مسرحيات وعروضا عندما كنت فى المرحلة الثانوية والجامعية ووقتها لم يخطر ببالى أننى سوف أمثل أو أغنى معه، وعندما عرض علىّ دور الخليفة لم أتردد لحظة، لأن المسرحية بها كل العناصر التى تكلمت عنها، فهى عمل من التراث نعيد إحياءه من جديد، ونعيد إحياء المسرح القومى، ونجعل الناس تأتى مرة أخرى إلى المسرح، وأعمل وسط فريق عمل عظيم جدا، والرواية نفسها التى كتبها بيرم التونسى قصة رائعة، والملحن أحمد صدقى قدم ألحانا ليست موجودة فى أيامنا هذه، وللحق دكتور يحيى الفخرانى يحب الانضباط والدقة فى العمل ليخرج فى أفضل صورة للجمهور.
وماذا عن رد فعل الجمهور معك فى المسرح؟
- تفاعل الجمهور مختلف تماما عن تفاعله معى فى الحفلات العادية، فالمسرح شىء مهم، وتفاعل الجمهور معه إيجابى ولم أجد به سلبيات ولكنى أبحث عن السلبيات التى يراها الجمهور لكى أصلحها وأُحسّن من أدائى، فقليلا ما نجد مسرحا غنائيا فى الوقت الحالى، ولكن رجوع الناس للمسرح مرة أخرى يثبت الجهد الكبير الذى بذله المسرح القومى من أجل ذلك.
يربط الكثيرون بينك وبين فنان الشعب «سيد درويش»، ويرجع هذا لتغنيك بأعماله دائما، كيف كانت بدايتك معه؟
- كانت بدايتى مع سيد درويش عندما دخلت الجامعة وبدأ وعيى يتفتح من خلال قراءتى ومشاركتى للأسر الطلابية والأنشطة الجامعية، فكنت أستمع لسيد درويش والشيخ إمام وزكريا أحمد وسيد مكاوى الذين كانوا يشكلون مدرسة المشايخ فى التلحين، فلفت نظرى أنهم يأخذون اللحن من الكلمة وأنهم طوال الوقت لديهم مضمون فى الأعمال التى يقدمونها، وكنت أحرص دائما بجانب الأغانى الجديدة التى أقدمها أن أتغنى ببعض الأعمال التراثية الخاصة بسيد درويش فى الحفلات، كما أننى أعتبر بداياتنا كانت متشابهة، فكلانا عاصر أجواء الثورة، أنا بدأت تقريبا قبل ثورة يناير وكان يبدو فى الأفق بوادر ثورة أو شىء ما سيحدث، وهو لمع مع ثورة 19.
ولماذا سيد درويش تحديدًا؟
- لأننى أشعر أنه ظُلم تاريخيا، فالأجيال التى من سنى والأجيال الجديدة لم نستمع إلى «درويش» فى المدرسة أو الراديو أو التليفزيون، فكثير من الشباب لا يعلمون أنه هو من لحن نشيد «بلادى»، وهذه كارثة، كما أننى أرى أنه نواة الموسيقى وأصل كل الأعمال التى تم تقديمها فيما بعد، فالعديد من الفنانين الذين جاءوا من بعده أمثال عبدالوهاب وأم كلثوم وحليم وفريد الأطرش وكارم محمود، قد استمدوا ألحانهم منه، فهو صاحب المدرسة التعبيرية فى الألحان، حيث نقل الموضوع من القالب القديم فى الموسيقى وجعله يصبح تعبيريا، وهناك الكثير من الأغانى له غير المعروفة، ودرويش غنى لكل طوائف الشعب مثل الحشاشين والعربجية والشيالين، ولذلك سُمى فنان الشعب.
هل كان سيد درويش مجرد مرحلة فى مشوارك الفنى وانتهت؟
- من المستحيل أن أعتبره مجرد مرحلة، فليس هناك حفلة أغنى بها إلا وبها أغنيات لسيد درويش، فأنا تعلمت منه ومن ألحانه الكثير، وتطبعت بطباعه والاختيارات التى أختارها تكون عصرية وملائمة للعصر الذى نعيشه وتكون على نفس النهج والطريق الذى سار عليه.
هل خشيت من طغيان شخصية «درويش» عليك، خاصةً أن البعض خاض تلك التجربة من قبل ولم يُعرف إلا بسيد درويش؟
- لا.. لم أخش من طغيان شخصية درويش علىّ ولا أن يربطنى الناس به، بل على العكس أشعر بالسعادة لأننى قدمت أعمالا له، وفكرة أنه يطغى علىّ لم تحدث وإلا لم أكن أستطيع أن أقدم أعمالا أخرى أو أقف على خشبة المسرح القومى مع دكتور يحيى الفخرانى.
ماذا عن ألبومك الجديد؟
- الألبوم تأخر صدوره بسبب انشغالى بالمسرحية، ولكنى شارفت على الانتهاء منه وسيتم طرحه نهاية العام، ولن أقدم فيه شيئا من التراث القديم، وأتعاون فيه مع الشعراء مصطفى إبراهيم ونصر الدين ناجى، والملحنين أحمد جنيدى وأحمد فرحات وأسامة الهندى.