د. عبد العظيم رمضان يكتب: المؤامرة الكبرى

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015 04:00 م
د. عبد العظيم رمضان يكتب: المؤامرة الكبرى ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهى الجزار من ذبح الأضحية ووقف صاحبنا بجانبها وأمسك بالسكين وكأنه ذبحها، وقال لصاحبه "صورنى كأنى بادبح" وبعدها خرجت الصورة على شبكات التواصل الاجتماعى ليحصد الإعجابات، ألم يسأل نفسه هل ضحّى لأجل متابعيه على الفيس بوك أم لأجل الله؟

***
أوقف طابور الطواف حول الكعبة واعترض الطائفين وعطل السائرين لأخذ تلك "السيلفى" الشهيرة مع الكعبة، ونشرها فى التو واللحظة على مواقع التواصل الاجتماعى وكأن العمرة لا تكتمل إلا بهذه الصورة فى عصر الهاتف ذى الكاميرتين، وفى عصر الإنترنت والفضاء الإلكترونى المفتوح.

***
كل من زار مكة يعلم مدى صعوبة تقبيل الحجر الأسعد، ويعلم أنه إن دخل بلباس الإحرام فغالبا سيخرج بدونه، وأن أى إمرأة تدخل بغطاء الرأس فإنها ستخرج بدونه أيضا، وأن محاولة الاقتراب من الحجر الأسعد هى محاولة فاشلة على الأرجح، ولكن يكفيك شرف المحاولة، العيب أن التدافع على الحجر الأسعد شديد، والكل يريد تقبيله مرة واثنتين وعشرة وألف، ولا يلتزم أحد بالدور، ولا بالتعليمات فتجد من جاء من النهاية متخطيا العشرات حول الكعبة ومتدافعا معهم ليقبله قبلهم، لا أعلم لماذا تذكرت هذا بعد أحداث منى الأخيرة، رحم الله الحجيج.

***
وبمناسبة الزحام والتدافع، فقط قليل من المراقبة لأى صف سيارات فى مصر (أو بشر) فى طريق مزدوج، أو (ممر مزدوج) ستجد أن السيارات تأتى من الخلف لتكون صفا ثانيا، ثم صفا ثالثا، وهكذا دائما كنت أعتقد أنها نوع من "الغباء" بحيث إنهم يسدون الطريق على القادم، لكن بقليل من التأمل فى الوضع اكتشفت أنها أنانية مغلفة بالفهلوة، فحتى يسير الطريق سيضطر من ينظم المرور إلى أن يعبر المخالف أولا وبهذا يكون من سار فى الحارة المخصصة له آخر العابرين.

***
أخبرنى قريب أنهم عندما رغبوا فى بناء طابقا إضافيا لمنزلهم، طلب منهم موظفو المحليات فى منطقتهم رشوة كبيرة جدا، وعندما حاول "الفصال"، قال له الموظف: "يا دكتور إحنا بنعاملك بما يرضى الله وإحنا فى أيام مفترجة، العامود بـ500 جنيه"

***
الحرم المكى حوله مجموعة من المولات والمطاعم التى جعلت المنطقة من أكبر المناطق التجارية فى العالم، خاصة وأنه يزورها سنويا الملايين من الناس، لكن المشكلة أن المسلمون جعلوا ساحة الحرم من الخارج عبارة عن منتزه، تجد فيه بقايا الأطعمة، والأكياس والمناديل والأكواب الورقية، والزجاجات البلاستيكية، والمخلفات التى استخدمها هؤلاء، أبسط قواعد احترام قدسية المكان تقتضى أن تلقى بهذا فى المكان المخصص له، لكن هذا لا يحدث فى كثير من الأحيان.

***
نحتاج أن نسير على شئ من الأخلاق و النظام والالتزام الداخلى قبل أن نلقى اللوم الظروف وقبل أن نروج للمؤامرة الكونية علينا فأكبر مؤامرة أن تكون أخلاقنا وسلوكياتنا معول هدم فى حياتنا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة