أن الرئيس المصرى الزائر عبد الفتاح السيسى كان يهدف فى لقائه مع مجتمع رجال الأعمال والشركات الصينية إلى نقل رسالة إلى الشركاء الصينيين مفادها "أننا جادون وحريصون على إتمام المشروعات التى اتفق عليها الجانبان على أكمل وجه"،مؤكدا على أهمية مساهمة الصين بخبراتها واستثماراتها فى إقامة المشروعات المخطط إقامتها فى مصر والتى تصب أيضا فى إطار مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.
وجاءت هذه التأكيدات خلال لقائه بمجتمع رجال الأعمال والشركات الصينية الكبرى فى العاصمة الصينية بكين الذى شارك فيه نخبة كبيرة من مديرى الشركات والمؤسسات الصينية الكبرى التى تجرى أو ترغب فى إجراء تعاون مع مصر، مشيرا إلى أن اللقاء يؤكد خصوصية العلاقات المصرية - الصينية وحرص الجانبين على الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات رفيعة.
وأوضح السيسى أن هذا الجمع المتميز يمثل فرصة جيدة للتعرف بشكل مباشر على آخر التطورات الحاصلة فى المشروعات وكيفية تذليل العقبات التى تواجهها،لافتا إلى أن الاستثمار عمل مشترك ومصر ستقوم بالحد الأقصى المطلوب منها لتسهيل الإجراءات.
وأوضح الرئيس المصرى أن الصين تعد أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر وإن مصر تقدم مدخلا واسعا إلى أسواق الدول العربية والأفريقية والأوروبية التى ترتبط مصر معها باتفاقيات للتجارة الحرة، مؤكدا أن التوقيع على عدد من العقود والاتفاقيات خلال زيارته الحالية يمثل قيمة مضافة لما حققه الجانبان من نجاحات وإنجازات خلال الفترة القصيرة الماضية ويأتى فى مقدمتها تكنولوجيا المعلومات وتصنيع السيارات والبتروكيماويات، وكذا استكمال أعمال البنية التحتية لعدد من المشروعات.
تحديث الاقتصاد المصرى
وقال السيسى إن الدولة المصرية تحركت بخطى سريعة لتحديث اقتصادها، وقد جاء هذا التحرك لإنعاش الاقتصاد على أساس علمى مدروس ووفقا لرؤية عملية واضحة، مستشهدا بالأرقام الاقتصادية الصادرة مؤخرا حيث قد زاد الاستثمار الأجنبى المباشر إلى نحو 5.7 مليار دولار فى الفترة من إبريل 2014 حتى مارس 2015 وبلغ معدل النمو 4.1 % فى عام 2014/2015 ومن المتوقع أن يصل إلى 5.2 % فى العام المالى الحالى 2015/2016.
ورحب السيسى بمشاركة الجانب الصينى فى مشروعات كبرى ستقام فى مصر خلال الفترة المقبلة ومن بينها استصلاح مليون ونصف فدان وبناء العاصمة الإدارية الجديدة، وكذا مشروع تنمية منطقة قناة السويس بما يسهم فى تعميق العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين ويدفع العلاقات الاستثمارية إلى آفاق أرحب من خلال التشاور المستمر بين الجانبين والعمل الجاد لتحقيق الأهداف المشتركة.
وأوضح أن مصر بدأت إصلاحات هامة فى السياسة المالية وترشيد الدعم بالتوازى مع مخطط قومى للتنمية الوطنية وإطلاق عدد كبير من المشروعات العملاقة التى تعتبر قاطرة لإنعاش الاقتصاد المصرى، مؤكدا أن مشروع قناة السويس الجديدة لا يمثل سوى خطوة على طريق خطوات أخرى لإطلاق مشروعات عملاقة فى هذه المنطقة.
وفى الختام، أكد الرئيس أن الاستثمار الأجنبى المباشر يمثل مكونا رئيسيا فى التنمية الاقتصادية، وأن جذب الاستثمارات الأجنبية يأتى فى مقدمة أولويات الحكومة المصرية، معربا عن تطلعه للقاء الشركات الصينية والمستثمرين الصينيين فى مصر لتبادل الأفكار بشأن مشروعات جديدة وناجحة.
ومن جانبه، أكد وزير التجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة منير فخرى عبد النور، أن العلاقات بين مصر والصين خلال السنة المنصرمة شهدت طفرة كبيرة إذ ارتقت إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة إثر زيارة الرئيس السيسى للصين فى ديسمبر الماضى لذا شهد التعاون المصرى الصينى منذ ذلك التاريخ نموا كبيرا فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
فعلى الصعيد التجارى، ذكر فخرى أن حجم التبادل التجارى بين مصر والصين خلال عام 2014 ارتفع بنسبة 13% مقارنة بالسنة السابقة ليبلغ 11.6 مليار دولار أمريكى، ومن المتوقع فى ضوء الأرقام المسجلة خلال النصف الأول من السنة أن يشهد فى العام الجارى 2015 زيادة نسبتها 15%، معربا عن ترحيب مصر بهذا النمو فى العلاقات التجارية.
ومن الناحية الاستثمارية، بلغ عدد الشركات الصينية المستثمرة فى مصر 1123 شركة فى قطاعات البترول والصناعة وتكنولوجيا المعلومات.
ومن الجانب الصينى، أعرب الكثير من رجال الأعمال الصينيين المشاركين فى اللقاء عن ثقتهم فى مستقبل مصر وقدرة الحكومة المصرية على استعادة الأمن والاستقرار، معبرين عن أملهم فى توسيع مجالات التعاون بين البلدين لتشمل جميع القطاعات وتتفق ومستوى الشراكة والصداقة بين الحكومتين والشعبين.
وقال شى تسه فو المدير العام لشركة دونغ فانغ المحدودة للكهرباء، التى قام الرئيس السيسى فى العام الماضى بزيارة لمقرها الواقع فى جنوب الصين،إن رجال الأعمال الصينيين تحدوهم ثقة تامة فى مستقبل مصر تحت قيادة السيسى وعلى استعداد تام لمشاطرة نظرائهم المصريين التكنولوجيا الصينية المتقدمة وخبراتهم فى إدارة الشركات والمؤسسات، خاصة فى مجال توفير طاقات نظيفة وذات كفاءة للشعب المصرى.
ومن جانبه، ذكر مدير الشركة الصينية للهندسة والموانئ لين يى تشونغ أن مصر لديها إمكانات واعدة لبناء موانئ إقليمية ضخمة بفضل موقعها الجيولوجى الفريد، معربا عن أمله فى ترجمة الاتفاقيات الإطارية الموقعة بين الشركة والجانب المصرى إلى مشاريع ملموسة وبدء تنفيذها فى أسرع وقت لكى تلبى متطلبات التنمية الاقتصادية المتزايدة فى مصر.
أما رئيس صندوق التنمية الصينى - الأفريقى سى جيه يانغ، فأوضح أن الصندوق، الذى أسس فى نوفمبر عام 2006 وبلغ إجمالى حجم تمويله 5 مليارات دولار أمريكى، ضخ حتى شهر يونيو عام 2015 أكثر من 600 مليون دولار أمريكى فى ستة مشروعات كبرى فى مصر بما فيها منطقة قناة السويس، ويتطلع الصندوق إلى زيادة تمويله فى مصر لكونها دولة كبرى فى القارة الأفريقية.
الشراكة الصينية-المصرية
ونشرت وكالة شينخوا أيضاً خبراً بعنوان "الرئيس الصينى يلتقى نظيره المصرى فى بكين"، بتاريخ (2/ 9/ 2015)، جاء فيه أن الرئيس الصينى شى جين بينغ بحث فى لقائه مع الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى بكين، علاقات التعاون الثنائى بين البلدين.
وقال الرئيس شى خلال اللقاء، إن علاقات الشراكة الصينية-المصرية تعتبر علاقات قوية، حيث يتعاون البلدان مع بعضهما فى مجالات عدة، إلى جانب التبادلات الوثيقة التى تتم بين السلطات المحلية والمجالات الإنسانية والعسكرية، فضلاً عن محافظة الجانبين على تنسيق وثيق فيما يتعلق بالشؤون الإقليمية والدولية.
ويزور الرئيس المصرى بكين للمشاركة فى الاحتفالات الضخمة التى ستقيمها الصين بمناسبة الذكرى السبعين لانتصار الشعب الصينى على الغزاة اليابانيين وانتصار الحرب العالمية ضد الفاشية.
وأضاف الرئيس شى أن على كل من الصين ومصر الاستمرار فى القيام بالتبادلات على المستوى الرفيع وتعزيز التعاون الصناعى وتقوية التعاون فى مجالات البنية التحتية والأمن، لافتاً إلى ضرورة أن يواصل البلدان بذل الجهود فى الميادين المتعددة مثل الأمم المتحدة من أجل حماية المصالح المشتركة لتطور البلدين.
من جانبه أعرب الرئيس السيسى عن سعادته لحضور احتفالات الصين بذكرى النصر بالنيابة عن الشعب المصرى. حيث سيكون الرئيس المصرى من بين 30 رئيس دولة الذين سيحضرون الاستعراض العسكرى الذى سيقام الخميس.
وأضاف الرئيس السيسى أن مصر تثمن شراكتها مع الصين، معربا عن استعدادها للتعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق من حيث البنية التحتية والتجارة.
وشهد الرئيسان شى والسيسى مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات فى مجالات متعددة مثل القدرة الصناعية والمالية.
الاستثمار فى البنية التحتية
ونشرت "صحيفة تشاينا ديلى" بتاريخ (2/ 9/ 2015 ) مقالاً بقلم: زانج يونبى تحت عنوان "الزعيم المصرى يضع الاستثمار فى البنية التحتية على رأس قائمة الأولويات"، حيث قال الرئيس عبد الفتاح السيسى فى بداية لقائه مع رؤساء الشركات الصينية الكبرى، إن كلا من مصر والصين تتطلعان إلى المزيد من تعزيز العلاقات الثنائية بينهما.
وخلال اللقاء أكد كبار رجال الأعمال الصينيين حرصهم على تعزيز استثماراتهم فى مصر، وأن مصر يوجد بها إمكانيات استثمارية هائلة. كما استعرض الرئيس ووزير التجارة والصناعة بعض نماذج الشركات الصينية الناجحة التى يمكن أن تكون مشجة لغيرها من الشركات نحو بدء أو زيادة استثماراتها فى مصر.
وقال الرئيس المصرى، إن مصر تعمل بكل طاقتها على تحسين البيئة الاستثمترية وتيسيير إجراءات بدء المشروعات الجديدة فى مصر، كما تعمل على مكافحة الفساد وحماية الاستثمارات.
أما صحيفة الشعب الصينية، فقد نشرت مقالاً تحت عنوان "مصر والخطوة الأخيرة على طريق التحول السياسى"، جاء فيه أن من المقرر أن تبدأ الانتخابات البرلمانية فى مصر فى 18 أكتوبر، وذلك بعد أن قضت مصر أكثر من ثلاث سنوات بدون برلمان، وهو وضع محرج بالنسبة لها. وسوف يتم إجراؤها على مرحلتين.
وأشار الكاتب إلى أنه بعد عزل مرسى من السلطة وضعت مصر "خارطة الطريق السياسية" المكونة من ثلاث مراحل، بدأت بالاستفتاء على الدستور الجديد ثم الانتخابات الرئاسية ولكن لم تتم حتى الآن الخطوة الأخيرة – وهى الانتخابات البرلمانية لكى تكتمل عملية التحول السياسى التى لم تتضح ملامحها النهائية بعد.
وذكر أيضاً أن البرلمان الجديد سيكون أعلى هيئة تشريعية فى البلاد. ويذكر أن البرلمان المصرى الجديد سيتألف من 596 عضوا، من بينهم 28 عضواً يعينهم رئيس الجمهورية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة