راجل من بلدنا تمثال من البرونز
"كيداهم" ليس الاسم الحقيقى لبائعة الخضار الريفية التى استلهم منها الفنان قطعته الفنية ولكنه اختار لها الاسم ليعبر عن رأيه فى شخصيتها، فهى التى انتصرت بصلابتها على كل من قللوا من شأنها من الأقارب وحتى الأعداء ويحكى لـ"اليوم السابع" "منذ رأيتها فى اللحظة الأولى لفت نظرى تشريحها الجسدى المميز، خاصة أننى كنت بدأت أجعل أعمال تأخذ شكلها الممتلئ المميز، ورأيت فيها "جدعنة" شديدة وشخصية أثارت إعجابى، فهى تجلس طوال اليوم تحت الشمس لتكسب جنيهات قليلة، وفى الوقت نفسه تتعامل بثقة بالغة مع الناس، من لا يملك نقودًا تعطيه وتطلب منه بثقة أن يسدد الثمن فيما بعد.
تمثال "فتكات" برونز
وحين تكلمت معها وجدت أن فى حياتها قصة مثيرة وملهمة، فهى ربة المنزل المستقرة اضطرت للعمل فى السوق بعد وفاة زوجها لتستمر حياة أبنائها كما كانت، وهى التى واجهت سخرية الأقارب والمعارف منها وتقليلهم من شأنها بصبر وإصرار، فقررت أن أخلد هذا النموذج بطريقتى، حتى لو لم تلتفت إليه الدولة ولم يعرف عنها أحد شيئًا، لكننى لم أخبرها حتى اليوم أننى صنعت لها تمثالاً".
الفنان محمد بكر الفيومى
تمثال "كيداهم" الذى تستقر إحدى نسخه الآن فى صالة (3) بمطار القاهرة، ظهر للنور للمرة الأولى عام 2000 فى أتيليه القاهرة بعد عمل استمر عامين ونصف لإنجازه، ويحكى "الفيومى" "فى هذا اليوم رآه الفنان الراحل "نور الشريف" وأعجب جدًا به حتى أنه اشتراه فى ذلك اليوم، وتحدث معى طويلاً يومها عن التمثال وأصبحنا نتعاون فيما بعد وأنفذ له منحوتات لأعماله الفنية، وأخبرته يومها أننى سأصنع نسخًا أخرى من التمثال، وبالفعل، بعضها سافر خارج مصر ونسخته الثانية فى مطار القاهرة والثالثة فى فندق فخم بالقاهرة".
تمثال للبومة من البرونز
وللمرة الثانية أثيرت مؤخرًا ضجة على تمثال "كيداهم" بمطار القاهرة، بعد الهجمة الأولى التى تعرض لها التمثال عام 2014، من بعض الأثريين الذين طلبوا نقله من المطار بدعوى أنه يصدر صورة سيئة عن المرأة المصرية، أما الهجمة الثانية فكانت على "فيسبوك" حيث التقط أحد الشباب صورة للتمثال وسخر منها وربط بينها وبين التمثال المشوه لنفرتيتى، وبعدها انهالت الانتقادات والمعارك على التمثال بين من يسخر منه ومن يدافع عنه ويراه قطعة فنية مصرية أصيلة، فيما وقف "الفيومى" فى مقاعد المتفرجين واثقًا بأن فنه يدافع عن نفسه ولا يحتاج لأن يتدخل هو للدفاع عنه، ويقول "سخرية غير المختصين لم تزعجنى أبدًا الشىء الوحيد الذى أزعجنى هو تعامل بعض الأكاديميين مع التمثال بطبقية لا بنظرة فنية محايدة وذلك لأننى لم أدرس الفن أكاديميًا".
تمثال القط المصرى
"كيداهم" ليست المرأة الوحيدة بين أعمال الفنان "الفيومى" فهناك "حلاوتهم" و"الفلاحة المصرية" و"الجالسة فى هدوء" والواقفة فى هدوء وغيرها من التماثيل التى تعبر بوضوح وتفرد عن الشخصية المصرية والقريبة جدًا من الواقع، وعن الجسم الممتلئ للتماثيل يقول الفنان "فى حياتنا نقابل أشكال وألوان مختلفة من الناس، ولكل منهم جماله الخاص، ولولا هذا التنوع الذى يجعلنا نكمل بعضنا البعض لشعرنا بالملل لو فقط أدركنا هذا سندرك أننا كلنا بشر وليس لأحد منا فضل على الآخر بسبب لونه أو شكله".
رجل من زمن الفراعنة.. برونز
تمثال من البرونز باسم "الوسى"
تمثال "العمدة يحكى" من البرونز
تمثال لدجاجة
أحد أعمال الفنان محمد الفيومى
تمثال الواقفة فى هدوء
تمثال فتكات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة