"اليوم السابع" تدعو السيسى لتبنى مبادرة "تأهيل طلاب المدارس للقراءة"..هل يسير الرئيس على خطى حاكم دبى؟.. أخطاء القراءة يتفاداها "بن راشد"و6 دقائق متوسط القراءة بين العرب مقابل 200 ساعة فى أوروبا

الأربعاء، 30 سبتمبر 2015 05:42 م
"اليوم السابع" تدعو السيسى لتبنى مبادرة "تأهيل طلاب المدارس للقراءة"..هل يسير الرئيس على خطى حاكم دبى؟.. أخطاء القراءة يتفاداها "بن راشد"و6 دقائق متوسط القراءة بين العرب مقابل 200 ساعة فى أوروبا عم مجدى بائع كتب
كتبت - سهام الباشا - أحمد جمال الدين تصوير - أحمد معروف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القراءة هى مفتاح المعرفة، والمعرفة هى مفتاح النهضة الحضارية، وتعزيز الانفتاح المعرفى والثقافى يبدأ من الطفولة، وغرس حب القراءة فى نفوس الصغار هو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا.. بهذه الكلمات لخص محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مقصده من مبادرة «تحدى القراءة العربى» الذى يهدف فيه إلى أن يقرأ مليون طالب عربى 50 مليون كتاب فى السنة الواحدة، وذلك نظرًا لما يمر به العالم العربى من أزمة مع القراءة والمعرفة، ولاستكمال هدفه أعلن حاكم دبى أن الطالب الذى سوف ينهى الخمسين كتابًا خلال العام الدراسى سيحصل على رسالة موقعة منه بشكل شخصى، كإحدى الوسائل التحفيزية للطلاب لتحقيق ما يصبو إليه.

السؤال الآن هو لماذا توقفنا وتوقفت حدود طلابنا عند الكتب المدرسية؟، لماذا لم نتعود على أن يكون الكتاب جزءًا من أولوياتنا عندما نسافر لأماكن بعيدة، ونكتفى بالنوم لكى نتخلص من بعد المسافات؟
لماذا لا يقرأ المواطن العربى سوى 6 دقائق سنويًا فى حين يصل متوسط قراءة الفرد فى دول أوروبا نحو 200 ساعة، وهى الأرقام التى نقلها موقع «العربية نت» عن تقرير التنمية الثقافية الصادر عن مؤسسة الفكر العربى.

الإجابة عن هذه التساؤلات تستلزم إلقاء نظرة إلى مجموعة من الأرقام والإحصائيات الخاصة بالمستوى التعليمى، ففى الوقت الذى تسعى فيه دولة الإمارات إلى الانتقال لمرحلة جديدة نحو خلق جيل أكثر وعيًا ومعرفة، وتشجيعه على القراءة، نجد أن مصر ما تزال فى مرحلة محو الأمية التى بدأت فى التزايد مرة أخرى، حيث ارتفع معدل الأمية من %26.1 عام 2011 إلى %29.2 عام 2014 طبقًا لأحدث إحصائية صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.

الأمر لا يتوقف عند حدود ارتفاع نسبة الأمية، بل يصل إلى طلاب المدارس، فوفقًا لتصريح الدكتور محب الرافعى، وزير التربية والتعليم السابق، فإن مليونًا و200 ألف طالب ابتدائى لا يجيدون القراءة والكتابة!، وهو الرقم الذى آثار مخاوف الكثيرين داخل المجتمع المصرى فور الإعلان عنه.

وإذا كانت أولى علاقات الإنسان بالقراءة تبدأ بالمناهج الدراسية، فما يمكننا قوله هو أن أحد أسباب ابتعاد الطلاب عن القراءة هو الكتاب المدرسى الذى يعتمد على أسلوب الحفظ والتلقين، وهو ما أكده عدد من الطلاب لـ «اليوم السابع»، حيث جاءت إجابات 15 طالبًا وتلميذًا فى مراحل تعليمية مختلفة على النحو التالى، اثنان منهم فقط يحبان قراءة الروايات، و13 منهم لا يحبون القراءة، وذلك بسبب ما أسموه «ضغط المناهج الدراسية»، أو بسبب الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعى.

حب القراءة هو القيمة التى غرستها الدول الغربية بين طلاب مدارسها، وهى الآن تجنى ثمارها، فيما يعرف بـ«اقتصاد المعرفة»، وهو الاقتصاد الذى ينتج بسبب قوة عاملة مثقفة ذات مستوى تعليمى مرتفع، قادر على الإنتاج والابتكار فى شتى مناحى الحياة، وأولى خطواته هى القراءة والاطلاع، وتستطيع هذه القوة فى النهاية إنتاج وبيع وتسويق ما يعرف بـ«السلع المعرفية» المتمثلة فى الكتب والأفلام والموسيقى وغيرها.

ويكفى أن نعرف أنه لا توجد دولة عربية واحدة ضمن العشرين دولة المصدرة للسلع المعرفية والإبداعية، وهو ما أكده التقرير العربى الخامس للتنمية الثقافية فى مؤسسة الفكر العربى، والذى اعتمد على تقارير دولية منها تقرير البنك الدولى لعام 2012، عن ترتيب الدول فى مجتمع المعرفة والاقتصاد القائم على المعلومات، حيث احتلت فيه مصر المرتبة الـ11 عربيًا والـ97 عالميًا.

فأين نحن من مواكبة ذلك الفكر الذى يربو إلى الاقتصاد المرتبط بقدرة المواطنين على المعرفة، وتحويلها إلى إنتاج حقيقى، صحيح أن الاهتمام بالقراءة بدأ فى مصر فى تسعينيات القرن الماضى مع «مهرجان القراءة للجميع»، وبعيدًا عما أصاب المشروع من فساد ومعوقات أدت إلى توقفه مع ثورة الخامس والعشرين من يناير، فإن هناك تساؤلًا طرحه وزير الدولة الأردنى لشؤون الإعلام، وزير الثقافة السابق الدكتور سميح المعايطة، وهو: «هل الربيع العربى فى بعض الساحات سوف يعمق الاهتمام نحو القراءة؟، وهل سيلعب هذا الربيع الدور بتعليمنا القراءة والكتابة؟، وكيف يمكن أن يفتح لنا هذا الربيع البوابة من أجل البناء الصحيح، وليس بناء عشوائيات فى الأمة العربية، لأننا بحاجة أكثر إلى القراءة والاستفادة مما يقرأ ويكتب؟».

ليس عيبًا أن نتعلم من أخطاء السابقين، ونأخذ حذرنا لنهتم بتعليم أبنائنا وتشجيعهم على ما ينفع الناس ويمكث فى الأرض، ليس عيبًا أن نعيد مشروع «القراءة للجميع»، وأن نهتم مرة أخرى بـ«مكتبة الأسرة» و«اقرأ لطفلك» بروح جديدة، بعيدًا عن الفساد والمفسدين، هى روح ثورة الخامس والعشرين من يناير التى هدفت لتطهير الفساد، وليس القضاء على الأخضر واليابس.

نحن بحاجة إلى مشروع قومى يهتم بالقراءة، وتشجيع المواطنين والأطفال عليها، ونتفادى معه أخطاء الماضى، فهل يخطو الرئيس عبدالفتاح السيسى نفس خطوات حاكم دبى؟، هل من الممكن أن يطلق الرئيس برنامجًا رئاسيًا لتأهيل الطلاب للقراءة أسوة ببرنامج تأهيل الشباب للقيادة، وأن يضع خطة تحفيزية للطلاب على القراءة كالمسابقات التى يمكن من خلالها أن يتنافس الطالب على جوائز مادية وشهادات تقدير يوزعها الرئيس كأحد أنواع التشجيع لهؤلاء الصغار.
رد الطلاب على سؤال كم كتابًا تقرأه فى العام الدراسى؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة