ومنذ عام 1606 حتى الآن استطاعت المسرحية التى قدمها الإنجليزى ويليام شكسبير للعالم أن تحقق نجاحات متتالية على مر العصور ويتم تقديمها فى العديد من الأفلام والمسرحيات مرارا وتكرارا، وأصبحت واحدة من أهم كلاسيكيات الأدب العالمى، حيث أنتج منذ عام 1983، 10 أفلام تحمل اسم «ماكبث»، غير 4 أفلام أخرى مستوحاة من المسرحية والتى قدمت لأول مرة كمسرحية تراجيدية عن القائد الاسكتلندى ماكبث الذى يغتال ملكه دنكن ليجلس على عرش اسكتلندا مكانه، وماكبث أقصر تراجيديات شكسبير، ولا توجد حبكة جانبية فيها تتعلق بأى شخصيةٍ أخرى، واعتمد فيها شكسبير بشكلٍ طفيف على شخصية ماكبث الاسكتلندى أحد ملوك اسكتلندا، كما قدمت ماكبث مرة أخرى على مسرح أوبرا المتروبوليتان الأمريكية وكانت للموسيقار العالمى فيردى، وفى نفس الوقت الذى عرضت فيه أوبرا ماكبث هناك نقلت دار الأوبرا المصرية العرض الأوبرالى مباشرة وكان المسرح كامل العدد.
مات ديمون وجون تورتورو يقدمان النص بشكل جديد وعصرى
أغرت مسرحية ماكبث النجم العالمى مات ديمون والنجم جون تورتورو لتقديمها فى عملين فنيين بطابع عصرى، ورغم أن العملين مقتبسان من نفس القصة فإن أحداثهما مختلفة عن بعضهما البعض، حيث قدم النجم مات ديمون عام 1999 فيلم «The Talented Mr. Ripley» الذى حصل على جائزة البافتا عام 2000 وترشح للكثير من الجوائز العالمية وتدور أحداثه حول أب ثرى يرسل شابا يدعى «توم» ويجسده النجم مات ديمون إلى روما لإقناع ابنه «ديكى» ويجسده جود لو بالعودة إلى موطنه أمريكا، ولكن توم يصادق ديكى، ويظل معه فى إيطاليا، وتتطور الأحداث الى أن يقوم توم بقتله أثناء وجودهما على ظهر مركب بمفردهما، وبعدها يخفى توم جثة ديكى فى البحر ويظل يرسل لحبيبة ديكى «ماجى» التى تجسدها جوينيث بالترو خطابات على أنها منه، مستغلا مهارته فى التزوير كما يقوم بالاستيلاء على هوية ديكى والحصول على أمواله، ولكن حبيبته تستطيع التعرف على «توم» وتفضح أمره.
أما فيلم «Men of Respect» الذى تم تقديمه عام 1990 فتدور أحداثه حول قاتل محترف يدعى «مايك باتاليا» ويجسده النجم جون تورتورو، يتنبأ له «روحانى» بأنه سيرتفع ليكون رئيس عصابته والتى كان يترأسها رجل يدعى «بانكى كومو» ويجسده دينيس فارينا والذى اعتبره مايك بمثابة ابنه، ويدافع عنه ويجعل رجاله ينفذون أوامره، ولكن زوجة مايك بعد أن تعرف بنبوءة الروحانى لزوجها تقوم بتحريضه ضده وتحثه على أن يقتله ويأخذ مكانه، وبالفعل يقوم «مايك» بقتل «بانكى» ولكن بعد أن يتولى السلطة تحدث بينه وبين رجاله خلافات شديدة ويقوم بقتل العديدين منهم، كما يعلن أعداؤه عليه الحرب ويصبح بين شقى الرحى.
نجمات الليدى ماكبث.. كوتيار وهيل وفرانشيسكا حين تجتمع الدموية والجمال والدهاء
«تقوم السيدة ماكبث بتدبير خطة لقتل الملك وتأمين العرش ليصبح لزوجها» هذا المقطع من مسرحية ماكبث العالمية يؤكد أن دور سيدة ماكبث بالمسرحية دور مهم وأساسى وقوى، ويحتم على أى نجمة تقوم بهذا الدور أن تتحلى بصفات القوة فى الأداء وحرفية الشر المختبئة وراء يدها الناعمة، وكانت النجمة الفرنسية العالمية ماريون كوتيار آخر النجمات اللائى قدمن دور ليدى ماكبث فى السينما من خلال الفيلم، والذى سيطرح ديسمبر المقبل، ووصف الناقد Peter Bradshaw أداء ماريون بأنها فاضت على الشاشة، موضحا: رغم أنه فى بعض الأحيان كانت انفعالاتها زائدة عن اللازم فى بعض فإنها كانت مقبولة، وتألقت ماريون كوتيار واستطاعت أن تنقل مشاعرها فى الفيلم للمشاهد بحرفية ودقة خاصة بقدرتها الهائلة على توصيل المعنى بتعييرات وجهها فقط.
ولم تكن ماريون كوتيار النجمة الوحيدة التى أدت دور سيدة ماكبث بتميز وأداء قوى فقد استطاعت النجمة المسرحية الكبيرة هيلين باكسندل أن تجسد دور زوجة ماكبث فى فيلم Macbeth) 1997)، وقال عنها النقاد إنها تكاد تقترب من امرأة ماكبث الحقيقية، كما قدمت دور زوجة ماكبث بفيلم Macbeth) 1948) النجمة جانيت نولان وقال النقاد، إن أداءها القوى هو ما جعل الفيلم يحقق إيرادات وصلت إلى 75.000 ألف دولار.
وفى فيلم Macbeth (I) (2006 لعبت دور زوجة ماكبث النجمة فيكتوريا هيل، ورغم أن دورها لم يأخذ المساحة الطبيعة لزوجة ماكبث فإنها برعت فيه، أما النجمة فرانشيسكا أنيس فقدمت دور ليدى ماكبث بفيلم Macbeth 1971 ورشحت للدور بعد مشاركتها ببطولة فيلم كليوباترا للنجمة إليزابيث تايلور، كما قامت النجمة الصينية إيسوزو يامادا بدور زوجة القائد فى فيلم Throne of Blood، المقتبس عن قصة ماكبث.
السينما الأمريكية والإيطالية والألمانية والبريطانية تقع فى غرام النص الشكسبيرى
ألهمت مسرحية «ماكبث» للكاتب العالمى شكسبير الكثير من المبدعين حول العالم تقديم أعمال فنية ذات طابع مميز، حيث قدم الفيلم اليابانى Throne of Blood الذى تم إنتاجه عام 1957 قصة ماكبث الكلاسيكية ببراعة شديدة، حيث تدور أحداثه حول محارب يدعى Taketoti Washizu يجد نفسه تائها مع أحد قادته ويدعى Yoshiaki Miki فى إحدى الغابات بعد أن حققا انتصارا كبيرا فى الحرب على أعدائهما، ثم تظهر لهما روح الغابة على هيئة رجل ليخبرهما أن أحدهما سوف يعيش ولكن حياة تشبه حياة الأزهار وأحدهما سوف يحكم المملكة فيذهب الاثنان إلى المملكة ويحكى Taketoti Washizu لامرأته ما قالته روح الغابة التى تدبر لمقتل الملك الحالى ويتولى Taketoti الحكم ليبدأ بعدها فى قتل جنوده الأوفياء له ثم يقوم بقتل أصدقائه.
وعلى نفس الغرار تم تقديم الكثير من الأعمال الفنية التى تعرض مسرحية ماكبث على مستوى العالم، منها الفيلم السويدى «Shakespeare’s Macbeth» عام 1999 من بطولة بيتر ساندبرج، ومن إخراج توماس سيجيرستروم وفيلم «Siberian Lady Macbeth» عام 1962 من بطولة أوليفيرا ماركوفيتش وكابيتالينا اريك وبويان ستوبيكا وميودراج ازاريفيتش ومن إخراج أندريه فايدا، والفيلم الألمانى «Lady Macbeth von Mzensk» عام 1992 من بطولة ماركيتا هروبيسوفا وميشال دلوهى ونيكولاى جيدا وبيتر هانيسينك وديميتر بيتكوف، ومن إخراج بيتر ويجيل والفيلم الأمريكى الموسيقى «Lady Macbeth of Mtsensk» عام 2002 من بطولة ميراى كابيل وجراهام كلارك وجون هيرست واناتولى كوشيرجا من إخراج تونى بارجالو.
كذلك الفيلم الكندى Macbeth 3000: This Time, It’s Personal عام 2005 من بطولة بيل ستيبيك ودينيس لوجان وشانون التريو وشونا اثاى ومن إخراج جيف وارن ميش، والفيلم البريطانى Creation Theatre’s MacBeth عام 2014 ومن بطولة سكوت أينسلى ومادلين يوسف وريتشارد كيد ولورا موراى وكريستوفر يورك، ومن إخراج جوناثان هولواى والفيلم الألمانى Macbeth - Schlafes Mörder عام 2005 من بطولة الكه هيدينرش ونينا بيترى وكاى فايسنجر ومن إخراج بيتر بوتشولز وتوم كراوس والفيلم الإيطالى «Macbeth: Melodramma in quattro atti di Giuseppe Verdi» عام 1997 من تأليف ريناتو بروسون وكارلو كولومبارا وماريا كوليجينا. أيضا تم تقديم الفيلم الأمريكى «Someone Is Sleeping in My Pain: An East-West Macbeth» والذى تم تقديمه عام 2002 من بطولة أندريا سميث، وكتب له السيناريو وأخرجه مايكل روز، والفيلم الألمانى «Macbeth Oper von Rosa von Praunheim» عام 1971 من بطولة ماجدالينا مونتيزوما ولين فرينش وبيريت بولن، ومن إخراج روزا فون برينهيم، والفيلم البريطانى «Creation Theatre’s MacBeth» عام 2014 من بطولة سكوت أينسلى ومادلين جوسيف وريتشارد كيد ولورا موراى وكريستوفر يورك، ومن إخراج جوناثان هولواى، والفيلم الكندى «Macbeth 3000: This Time, It’s Personal» عام 2005 من بطولة بيل ستيبك ودينيس لوجان وشانون التريو ومن إخراج جيف وارن ميش.
كما تم تقديم الفيلم الوثائقى الداينماركى «Macbeth: Det Røde Rum» عام 2013 للمخرج جوليان رينجتاهلى، وفيلم الرسوم المتحركة الأمريكى «The Tragedy of Macbeth» عام 2012 من إخراج دان جالاجر، والفيلم اليوغسلافى «Siberian Lady Macbeth» عام 1962 من بطولة أوليفيرا ماركوفيتش ولجوبا تاديتش، ومن إخراج أندريه فايدا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة