حضور طاغٍ وأداء ساحر للراحل عمر الشريف فى الفيلم المغربى "روك القصبة"

الأحد، 06 سبتمبر 2015 10:34 ص
حضور طاغٍ وأداء ساحر للراحل عمر الشريف فى الفيلم المغربى "روك القصبة" عمر الشريف
الإسكندرية على الكشوطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«سأشتاق إليكم جميعاً» تلك هى آخر جملة قالها النجم عمر الشريف، فى آخر مشهد بالفيلم المغربى الفرنسى «روك القصبة» والذى يعرض حاليا بالمهرجان.. قالها الشريف وربما لا يعى أننا سنشتاق له أضعاف ما سيشتاق لنا، وربما كانت الجملة من حياكة مؤلفة الفيلم ومخرجته ليلى مراكشى لكنها نسجتها وكأنها رسالة أخيرة من عمر الشريف لجمهوره قبل الاعتزال والرحيل مؤخرا وهو العمل الذى أبكى جمهور المهرجان ليس لاشتياقهم إلى عمر فقط وإنما لما يحمله الفيلم من مشاعر إنسانية وواقع صادم يعيشه عالمنا العربى من هموم ومشكلات تنال من المرأة العربية.

وحده السحر المرادف الحقيقى المعبر عن الحالة التى بثها عمر الشريف، فى الجمهور مع كل إطلالة له بمشاهده القليلة بالفيلم، ويبدو أن مخرجة العمل أدركت بشدة مدى السحر الذى يتمتع به عمر الشريف على الشاشة فاستغلته أفضل استغلال ووظفته بحرفية شديدة، ليس فقط بأدائه التمثيلى الذى أبهر الحضور، ولكن بالتعليق الصوتى أيضا الذى استغلته ليلى فى إضافة المزيد من السحر بصوته المميز، ذلك السحر الذى أبهر العيون منذ المشهد الأول، حيث يقف الشريف أمام شجرة التين أول شجرة غرسها فى حديقته والتى وصفها ضمن أحداث الفيلم بشجرة الكرم والحكمة.

فيلم «روك القصبة» يدور حول مولانا حسن الذى يجسد دوره عمر الشريف وزوجته عائشة التى تجسدها هيام عباس، التى قدمت دورها بحرفية شديدة، مجسدة دور الزوجة التى تحملت نزوات زوجها، لدرجة أنها احتفظت بعشيقته فى منزلها وقبلت أن تشاركها فيه طوال حياته وحتى وفاته، وهو يتناول أيضا بنات مولانا حسن مريم التى تجسدها نادين لبكى، وهى الممثلة التى استطاعت أن توصل مشاعرها للمشاهد بكل ما أوتيت من قوة، فهى الابنة التى أجبرتها العادات والتقاليد فى المغرب على الزواج من رجل محترم، من أسرة عريقة، لكنها لا تحبه لتعيش حياة أشبه بالموت يقتلها الممل ألف مرة يوميا، فيعتريها هوس التجميل، فتجرى عملية تجميل لتكبير صدرها تارة وتجميل لأردافها تارة أخرى، فى محاولة للإعلان عن وجودها، والابنة الثانية صوفيا التى تجسدها الفنانة مرجانة علاوى، وهى الابنة المتمردة التى فضلت العيش فى أمريكا، والزواج من مخرج عالمى والعمل فى مجال التمثيل بهوليوود عن البقاء بالمغرب والانسياق وراء العادات والتقاليد وتفكير والدها مولانا حسن، وهو القرار الذى اتخذته فور انتحار شقيقتها ليلى، والتى كانت بمثابة توأمها، والابنة الثالثة كنزا التى تجسدها الفنانة لبنى إزبال، وهى التى تزوجت زواجا عاديا وانساقت لأوامر والدها وعملت مدرسة بإحدى المدارس، وتعيش دور الراهبة التى لا تخطئ، وهو الأمر التى ترفضه من داخلها لكنها ترفض أن تستمع لهذا الرفض وتصر على استكمال حياتها كما أراد والدها مولانا حسن لتجد نفسها تقع فى نفس الأخطاء البشرية التى تقع فيها شقيقتها.
اليوم السابع -9 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة