"لا أرثيه" قصيدة للشاعر "شريف أمين"

الأحد، 10 يناير 2016 11:00 م
"لا أرثيه" قصيدة للشاعر "شريف أمين" محمد حماسة عبد اللطيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إلى روح الراحل الكبير الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف



لا تقُلْ لي: قدْ ماتَ،
قلْ لي: اختارا ربَّهُ في منازلِ الخُلد جارا
هل يموتُ الذي أمات وأحيا
في النفوس الخصامَ والإيثارا؟!
الذي جمَّعَ السماحةَ والنجدةَ
والحزْمَ والندى والوقارا
والذي أشعلَ السراجَ،
يظلُّ الدهْرَ يَهْدي
ويُرسلُ الأنوارا
والذي إنْ لقيتَه مرةً لمْ تأْلُ شوقًا
لأنْ تكون مِرارا
هكذا "مات"؟! كيف بالله؟
قلْ لي ولقائي بهِ اشْرَأبَّ انتظارا
أطلَقَ الناعِي طلقةً
فأصابتْ وأقضَّتْ في كلِّ نفسٍ جدارا
ليته كان كاذبًأ؛
فأعدْنا سالفَ العهْدِ بيننا والحوارا
وتملَّيْنا قُرْبَهُ لحظاتٍ
وتلَقَّفْنا من يديهِ النِّثارا
واستمَعْنا إليهِ في كلِّ أمْرٍ
وهْوَ في كلِّ أمرِهِ لا يُبارَى
أَدِرِ الكأسَ نحوهُ أيها الشعرُ
وأهْدِ الأحبابَ والسُمَّارا
طرَفًا مِنْ دِمَقْسِ كِلْماتِه
حين تُصافِي وتَكشفُ الأسرارا
هاتِها يا مُفجِّرَ الشعرِ وحيًا واقتنِصْها
، وفُكَّ عنها الإسارا
هاتها عذْراءَ الخيالِ تناديهِ
وتنْسَلُّ من صفوفِ العذارى
دارُ يا دارُ.. والمنيَّةُ وافَتْ منكِ جزءًا..
والدمْعُ بلَّ الإزارا
هل رأيتِ الغيومَ تعلُوكِ..
والناسَ سُكارى.. وما همُ بسُكارى؟
إنهُ شيخُكِ المُعَمَّمُ يا دارُ
قضَى حزنَهُ الكبيرَ، وسارا
تاركًا عُمْرَهُ على هيئةِ العِلْمِ مزارًأ
لِمَنْ أحَبَّ وزارا
فاحْمِلي حُزْنَهُ الكبيرَ مدَى الدَّهْرِ
ورُدِّي له الجميلَ اعتذارا
شكرَ اللهُ سعْيَكُم فِتْيةَ الدارِ
وأعْلَى على الزمانِ الدارا









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة