وأكدت المصادر الليبية- التى رفضت الافصاح عن هويتها لحساسية منصبها- فى تصريحات خاصة لليوم السابع، مساء السبت، أن العناصر المتطرفة كانت تلجأ للمهربين الغير شرعيين عبر الحدود المشتركة مع ليبيا للانضمام لصفوف التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن عمليات المراقبة والرصد الدقيق لتلك العناصر دفعها لتغيير آلية نقل العناصر التى ترغب فى الدخول إلى ليبيا عبر الانتقال إلى بعض الدول الإفريقية التى تمتلك حدود مشتركة مع الجنوب الليبى.
وأوضحت المصادر أن العديد من العناصر التى تدعم الفكر المتطرف والتى تتواجد فى الجزائر وتونس بدأت تلجأ لنقل العناصر المتشددة من تلك الدول إلى بعض الدول الإفريقية وعلى رأسها نيجريا وتشاد كى يتم تسهيل دخول تلك العناصر إلى الداخل الليبى عبر شبكات الهجرة غير الشرعية التى بدأت تنشط بقوة فى الدول الإفريقية ومنها نيجريا وتشاد.
وأشارت المصادر إلى أن العناصر المتطرفة تلجأ لعدة أساليب لتهريب العناصر منها نقل العناصر المتشددة إلى دولة نيجريا للانصهار فى جماعة "بوكو حرام" التى أعلنت مبايعتها لتنظيم "داعش" الإرهابى، مؤكدا أن التنظيم المتطرف يجرى علميات التأهيل الفكرى والعسكرى للعناصر المزمع ضمها لعناصر التنظيمات الإرهابية المتطرفة فى ليبيا، على أن يتم نقل تلك العناصر إلى تشاد ومن ثم الدخول إلى ليبيا عبر جبل "تيبستى" على الحدود المشتركة بين البلدين والتى تتواجد بها العديد من العناصر المسلحة الخارجة عن القانون التى تتولى نقل تلك العناصر إلى الداخل الليبى عبر وسطاء ليبيين.
وأكدت المصادر أن العديد من العناصر الإجرامية الفارة من الأحكام الجنائية التى صدرت بحقها بدأت تلجأ للتنظيمات الإرهابية هربا من القبوع خلف قضبان السجون، مشيرة لوجود العديد من العناصر الإرهابية تندس وسط العناصر الراغبة فى دخول ليبيا بطريقة غير شرعية وذلك مرورا بمنطقة "ربيانة" ومن ثم إلى مدينة سبها فى الجنوب الغربى الليبى.
وأوضحت المصادر أن بعض العناصر تلجأ للتسلل إلى دولة السودان من ثم التنسيق مع عناصر متطرفة مهمتها نقل تلك العناصر إلى ليبيا وذلك عبر وسطاء ليبيين، مؤكدا أن منطقة "المرماك" من أبرز المناطق التى يتم عبرها نقل العناصر الإرهابية المتطرفة إلى داخل ليبيا عبر مدينة الكفرة التى تقع فى الجنوب الليبى أو الانتقال مباشرة إلى المدن التى تضم العدد الأكبر من العناصر المتطرفة.
وكشفت المصادر عن قيمة رحلة التهريب من دول الجوار فى الجنوب الليبى إلى داخل البلاد والتى تقدر بما يقرب من ألف دولار أمريكى، مشيرا إلى أن النقل للأفراد يتم فى شكل مجموعات صغيرة بحيث لا يتعدى عددها 25 عنصرا فى المرة الواحدة لسرعة وسهولة التهريب عبر الحدود الليبية التى تعانى من أزمة كبيرة على كافة المستويات.
وأوضحت المصادر أن الطريق الذى تسلكه بعض الأطراف الهاربة من الغارات الجوية التى تشن على العناصر الإرهابية المتطرفة تلجأ إلى تركيا ومن ثم الإنتقال إلى ليبيا عبر الهجرة غير الشرعية من خلال الساحل الليبى، ولاسيما ساحل مدينة سرت ومن ثم الانضمام للعناصر الإرهابية مباشرة، مؤكدا أن السلطات الليبية تعمل لحل تلك الأزمة التى استفحلت فى البلاد على الرغم من عدم توافر الإمكانيات والمعدات التى تساعدهم فى القيام بالمهام على أكمل وجه.
وحذر المصدر من انضمام العديد من النساء إلى التنظيمات الإرهابية المتطرفة فى ليبيا وهو ما يعد استنساخ للمشهد السورى، موضحا أن العديد من العناصر النسائية بدأت تسعى للانضمام إلى العناصر الإرهابية المتطرفة فى ظاهرة خطرة للغاية، مرجحا أن يكون دور العنصر النسائى متمثل فى عمليات التمويه أو جمع المعلومات أو استخدامهن كقنابل موقوتة يتم تفجيرها وقت الحاجة.
وطالبت المصادر دول الجوار والدول الكبرى بمساعدة عناصر وأفراد القوات المسلحة العربية الليبية عبر إمدادها بالتسليح الكاف لمواجهة الخطر الداهم الذى ينتظر دول الجوار، مؤكدة أن عناصر الاستخبارات العسكرية الليبية بحاجة لتأهيل أكبر فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجهها فى الوقت الراهن، مشيدا بموقف مصر الداعم للجيش الوطنى الليبى والتى وصفها بـ"غير الكافية" حيث تحتاج عناصر القوات المسلحة الليبية للمساعدة فى القضاء على الإرهاب الذى استفحل فى البلاد كافة.
وتوجهت المصادر الليبية برسالة لدول الجوار مفادها: أن لم تتحركوا لنجدة ليبية من الإرهاب والإرهابيين الذين استوطنوا البلاد..سيضرب الإرهاب قلب بلادكم ويدفع بمستقبل أولادكم إلى الهاوية..انقذوا ليبيا وادعموا قدرات جيشها كى يتم استئصال البؤر الإرهابية من البلاد فنحن نحارب نيابة عن دول العالم كافة.
موضوعات متعلقة..
- روسيا تشدد على ضرورة تنسيق الجهود الدولية بعد الهجمات فى ليبيا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة