أكد مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية ، أن التغطية الإعلامية الغربية لشئون العالم الإسلامي تركز بصفة دائمة ، على كل ما هو سلبي؛ فتبرز الأخبار المتعلقة بالصراعات والنزاعات وحوادث الإرهاب والعنف والتطرف، وتتجاهل أي مواد إيجابية؛ حيث إنها في تناولها للصراعات والنزاعات تفرد الصفحات للربط السلبي المباشر بين هذه الصراعات والإسلام كسياق دينى وثقافى، وفى الوقت ذاته لا تربط بين الإنجازات العلمية والفكرية للمسلمين وبين السياق ذاته، وتغفل دور المكون الإسلامى فى الحضارة الإنسانية.
وتابع المرصد، أن وسائل الإعلام الغربية تقدم رسالة إعلامية ، مفادها أن كل ما هو سلبي وسيئ في العالم الإسلامي يقع نتيجة لسبب ديني، بينما كل ما هو إيجابي يحدث نتيجة لأسباب أخرى، ومع تكرار هذه الرسالة وتنوع الوسائل التي تستخدمها وسائل الإعلام تلك يتجذر لدى المواطن الغربي توجه سلبي تجاه الإسلام والمسلمين عمومًا، والمسلمين الذين يعيشون في الغرب منذ أجيال عديدة بشكل خاص، وهو ما يُترجم إلى سلوك عدائي لفظي ومادي تشهد عليه حوادث الاعتداء على الرموز الإسلامية كالمساجد والمراكز الإسلامية وحرق المصاحف في الغرب، فضلاً عن التضييق على المسلمين في أماكن السكن في الأحياء متعدة الأعراق والثقافات، بدعوى أنهم يمثلون خطرًا وجوديًّا على المجتمعات الغربية، وبغية حصارهم وعزلهم في مجتمعات منغلقة مما يعيق اندماجهم في هذه الدول.
ودعا المرصد إلى "تفكيك المنظومة الفكرية الغربية تجاه الإسلام والمسلمين"، وهو ما يتوافق مع ما دعا إليه الفيلسوف الفرنسي الراحل "جاك دريدا"؛ الذي أشار إلى تجاهل الفكر الأوروبي لدور الإسلام في تاريخ منطقة البحر المتوسط وأوروبا، حيث إن التيار الأساسي في هذا الفكر يصف حضارة هذه المنطقة بأنها حضارة يهودية مسيحية دون الإشارة إلى إسهامات الحضارة الإسلامية في الأندلس ومنطقة البحر المتوسط.
وأشار المرصد، في السياق ذاته، إلى تأكيد المفكر الأمريكي "تشارلز تايلور" على أن الجدل حول "التعددية الثقافية" في الغرب أصبح جدلاً حول الإسلام والمسلمين، حتى إن هذا التعبير بات مثار شكوك ورفض في الصحافة الغربية، وهو يرفض ذلك، إذ يشير إلى أن مستقبل التعددية الثقافية- التي يعتبرها شرطًا أساسيًّا للتعايش المشترك في الغرب- مرتبط بتطور النظرة تجاه الإسلام والمسلمين.
ودعا المرصد دوائر البحث الأكاديمي إلى الدخول في حوار ونقاش فكري مع الباحثين الغربيين ذوي النظرة النقدية للتحيزات السلبية تجاه الإسلام والمسلمين، في تفاعل معها يتجاوز مجرد الترحيب والاحتفاء بها إلى التأسيس لها نظريًّا، والبناء عليها عمليًّا، وهو ما يُعد واجب الوقت ومسئولية كبيرة لا بد أن ينهض بها الأكاديميون والباحثون الذين لديهم المعرفة العميقة والخبرة الدقيقة بالاتجاهات الفكرية الغربية فيما يتعلق بنظرتها تجاه الإسلام والمسلمين، على أن يكون ذلك من خلال جهد جماعي منظم يجمع بين التخصصات الشرعية والفكرية والعلوم الاجتماعية ذات الصلة، وبين اللغات الأصلية لتلك التوجهات.
مرصد الإفتاء: الإعلام الغربى يركز على السلبى فقط بالعالم الإسلامى ويتجاهل الإيجابيات
الإثنين، 11 يناير 2016 10:45 ص
دار الإفتاء المصرية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هاني
التغطية الإعلامية الغربية لشئون العالم الإسلامي
لن تنصف الإسلام
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد
الإعلام الغربى
يبحث عن السلبيات ويعرضها لتشويه صورة الاسم بالخارج
عدد الردود 0
بواسطة:
منصور
الإسلام في الغرب
يواجه حرب إعلامية شرسة
عدد الردود 0
بواسطة:
مختار
المواد الإيجابية
يتجاهلها الإعلام الغربي
عدد الردود 0
بواسطة:
وحيد
حرب على الاسلام
عدد الردود 0
بواسطة:
حامد
الإيجابيات
لا يذكرها الإعلام الغربي. ليوضح أن الإسلام سيئ
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف
تغفل دور المكون الإسلامى فى الحضارة الإنسانية.
التغطية الإعلامية الغربية
عدد الردود 0
بواسطة:
سامى
الدين منها برئ "السلبيات"
عدد الردود 0
بواسطة:
كمال
إثارة الكراهية ضد المسلمين
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدان
مثل هذه التحركات ضد الإسلام والمسلمين لا تصب في مصلحة الشعوب الغربية في المقام الأول
مصلحة الشعوب الغربية