-فى بنى سويف.. الحكاية بدأت بإلقاء طوب وزلط على المنازل وانتهت بإشعال النيران فيها
-أحد المشايخ ببنى سويف: سبب الحرائق إلقاء ماء أو زيت مغلى بدورات المياه فأصاب أحد الجان فقررت قبيلته الانتقام له
-أحد المشايخ بالشرقية: تفسير ما يحدث هو وجود جن أراد أن يسكن هذا المكان فوجد جنًا آخر يسكن به فاشتعلت الحرب بينهما
-مستشار وزارة الأوقاف: ما يحدث بفعل فاعل لكنه لم يثبت لدى علماء الشريعة
-وفى قنا دجال ساوم الأهالى على 4000 جنيه العام الماضى لاستخراج جن أحرق المنازل على مدار 33 يومًا
-وفى جزيرة البوحة بسوهاج.. الجن يتسبب فى إحراق 12 منزلاً والأهالى يستعينون بالقساوسة والمشايخ لطرده
ما بين مصدق ومكذب ومؤيد ومعارض للظاهرة شهدت محافظات سوهاج وقنا وبنى سويف والشرقية ظواهر غريبة وهى احتراق عدد كبير من المنازل بتلك المحافظات، الجميع هنا اتفق على شيء واحد وهو أن وراء تلك الحرائق "الجن أو العفاريت" وترددت القصص والراويات وترك الأهالى المنازل واستعانوا بالدجالين والمشايخ والقساوسة من أجل حل المشكلة دون جدوى وحدثت مشادات كثيرة ومتعددة بين علماء الأزهر وبين أهالى تلك المحافظات التى وقعت بها الحرائق، العلم يقول والدين يقول وفى النهاية الظاهرة قائمة ولم يجد أحد لها تفسير حتى الآن سواء من قبل الدين أو رجال العلم والتكنولوجيا أو حتى القساوسة والدجالين ويبقى هنا سؤال مهم "من وراء إشعال النيران بتلك المنازل؟ هل هم حقًا "الجن والعفاريت؟ أم هى ظواهر طبيعية تحتاج إلى دراسة وتدقيق!
آخر تلك الحرائق النى أتهم فيها الجن كانت منذ عدة أيام بمحافظة بنى سويف حيث سادت حالة من الخوف والفزع والرعب والقلق.. وسط عائلة بأكملها تسكن داخل سبعة منازل متجاورة فى شارع ضيق بعزبة النجار التابعة لقرية الدوالطة غرب مدينة بنى سويف، وذلك نتيجة اشتعال النيران المتكرر بمنازلهم دون سبب واضح، أربعة منازل من المنازل السبعة التهمتها النيران كاملة من جدران وأثاث وأسقف جعلتها كتلة من الفحم، والأربعة الأخرى تشتعل بها النيران فى بعض من حوائطها وأثاثها يوميًا.
بداية تلك المأساة يحكيها لنا عبد الرحمن صالح، أحد أصحاب المنازل المحروقة، "49 سنة"، موظف بالمحليات والذى ظهرت عليها علامات الحروق بأجزاء من جسده بعدما أخمد النيران التى اشتعلت فى جزء من منزله، وقال: "أسكن فى شارع ضيق على الطريق الزراعى بنى سويف - الفيوم عند عزبة النجار، بدأنا نسمع كل ليلة أصوات أحجار وزلط يتم إلقاؤها على منازلنا من الخارج وعندما نهم بالخروج إلى الشارع نجد آثارًا لبعض الأحجار، لكنها من نوع غريب لم نره من قبل، وفوجئنا فى أحد الأيام بصراخ وعويل زوجتى وأولادى بسبب اشتعال النيران فى أحد حوائط المنزل، وظننت فى البداية أنه ماسًا كهربائيًا أو أن أحد الأطفال كان يلعب بالنيران، لكن لم أجد شيئًا من ذلك وتزايدت القصة باشتعال النيران بشكل متكرر بباقى المنازل حتى أنها أتت على كل محتويات المنازل .
ومن جانبه، قال أحد المشايخ بالقرية والذى له باع فى موضوع الجن ببنى سويف: "مثل هذه الحالات سببها إلقاء أهالى أحد المنازل (ماء أو زيت مغلى) داخل إحدى دورات المياه، ما يصيب أحد أفراد الجن بمكروه، الأمر الذى دفع قبيلته للانتقام من أصحاب المنزل وعائلاتهم بالأذى لما فعلوه" وإن هذه الحالة تتطلب تواجد شيخ لديه قبيلة من خدام الأرض قوية تستطيع التغلب على ما فعله الجن بتلك المنازل، من خلال قراءة آيات معينة من القرآن وإشعال بعض أنواع البخور ومع كل ذلك لم يتبق لهم إلا الخراب بمنازلهم والعيش فى حيرة دائمة للمسئولين فسروا ما يحدث ولا أحد منهم وجد حلال لمشكلتهم.
ومن بنى سويف بالصعيد إلى محافظة الشرقية بالوجه البحر الحالة لا تختلف كثيرًا فأهالى قرية الشرقاية التابعة لمركز كفر صقر بالمحافظة، نفس الحالة بعد اشتعال النيران بمنازلهم فجأة وبدون سبب، ما جعل الجميع يرجح أن السبب فى الحريق هو وجود جان أيضًا يتسبب في إشعال النيران بالمنازل بالقرية ما حول حياتهم إلى جحيم دائم بالإضافة إلى منغصات الحياة الأخرى التى تقع على رءوسهم.
ويروى الأهالى منذ شهر أغسطس تفاجأنا بنشوب نار فى ركن الحوش بالقرب من أحد المنازل، وقمنا بإطفائها، وفى اليوم التالى اشتعلت النيران بمنزل ابنى الأكبر أحمد، وفى المرة الثالثة اشتعلت فى الحوش الخاص بابنى الأصغر وتوقف الأمر حوالى 20 يومًا بعد حضور عدد من المشايخ وقراءة القرآن".
وقالوا أننا لا نجد سببًا مقنعًا لاشتعال النيران بهذه الطريقة، والتى استغربها الجميع، حتى أن أئمة المساجد والأوقاف سمحوا بفتح جميع مساجد القرية وقراءة القرآن بصفة مستمرة خاصة من بداية الليل حتى الصباح بتوجيهات من الأوقاف، ما أكد للأهالى أن الوضع غير طبيعى وهناك أيد خفية لن يستطيع أحد من الأهالى الوصول لها".
ويقول أحمد عبد الباقى الشهير بأبو محمود الشرقاوى راقى شرعى بالقرآن: "إن تفسير ما يحدث هو وجود جن أراد أن يسكن هذا المكان فوجد جنا آخر يسكن به فاشتعلت الحرب بينهما"، مضيفًا أنه شاهد شيئًا غريبًا هو أن النيران تشتعل فى الأماكن التى بدأ بتحصينها بالقرآن الكريم، ما يؤكد وجود ساحر يحرك الجان ليفعل هذه الأمور.
أما الشيخ صبرى عبادة مستشار وزارة الأوقاف، فقال إن ما يحدث بفعل فاعل، مشيرًا إلى أن ما يحدث لم يثبت لدى علماء الشريعة، وأن الجان يفعل مثل هذه الأفعال وعليهم متابعة الأطفال ومصادر الطاقة.
وفى هذا الشأن قام مدير المتابعة الميدانية بمركز ديرب نجم أحمد الجوهرى بتشكيل غرفة عمليات برئاسة رئيس المركز، لمتابعة أحداث اشتعال النيران بقرية المينا صافور بدون أسباب، واتضح أن الحرائق تحدث بشكل غير طبيعى وغير منطقى، وتم تجهيز فريق من الحماية المدنية وتجهيز 3 عربات إطفاء بالبودرة والمياه، لتدارك الأمور حال اشتعال الحرائق والمراقبة أولاً بأول.
كما أكد الدكتور محمود عاشور، وكيل الأزهر سابقًا، أن حادث حريق الشرقية والحديث عن إشعال الجن له ما هو إلا تخريف ولا أساس له من الصحة ولا أصل له فى الدين، متسائلاً: "لو استطاع الجن فعل ذلك.. لماذا يختار هذه المنطقة فى مصر؟!". وأوضح "عاشور" أن هناك أدلة علمية ودينية تثبت عكس ما يقال عن تورط الجن بحرائق منازل الشرقية ويجب الكشف عنها"، مطالبًا الأهالى بعدم الانسياق وراء تلك الأكاذيب التى تنشر الجهل والخرافة، منوهًا بأن منطقة الشرقية كانت منطقة حروب، فمن الممكن أن تكون هناك بعض المواد المشتعلة أو ألغام فى باطن الأرض أو ماس كهربائى، لذلك لا يمكن القول بأن الجن هو المتسبب فى ذلك.
أما فى العامين الماضين فقد شهدت قرية الترامسة التابعة لمدينة قنا، والتى اشتعلت النيران فى منازلهم منذ نحو 33 يومًا، لذا أصبحوا صيدًا ثمينًا وفريسة سهلة المنال للنصابين والمحتالين من هؤلاء المدعين بقدرتهم على تخليص القرية من ذلك الجن المجوسى الذى يحرق البيوت على حين غرة وهم عاجزون عن التخلص منه، حتى أصبحت القرية المنكوبة "سبوبة" للدجالين الذين زاروا القرية عارضين خدماتهم، رغم أن الأسباب العلمية أكدت أن ارتفاع درجات الحرارة هو ما أدى لنشوب كل هذه الحرائق.
4 آلاف جنيه عن كل منزل.. هكذا عرض شيخ من أسوان على الأهالى مقابل إنهاء ذلك الكابوس وعودتهم لديارهم التى هجروها إلى منازل الأقارب والأهل، أو إلى الجبل بحسبة بسيطة فى 17 منزلا يصل الرقم إلى نحو 70 ألف جنيه وهو ما ارتضاه بعض الأهالى ورفضه البعض الآخر، وهو ما أفسد الصفقة التى تمنّها هذا الرجل. بعدها شيخ آخر من مدينة المنصورة عرض خدماته مقابل 40 ألف جنيه دفعة واحدة من أصحاب المنازل المحترقة إلا أن الأهالى رفضوا .
ووصل الأمر إلى محافظة سوهاج فى نفس التوقيت من العام الماضى فى جزيرة البوحة بدائرة مركز شرطة ساقلتة حيث هرب الأهالى إلى الزراعات وبرفقتهم أثاثهم المنزلى، بالإضافة إلى مواشيهم، خوفًا من اشتعال النيران بمنازلهم، خاصة بعد التهام النيران 12 منزلاً اليوم والأسباب غير معلومة حتى الآن، واتهام بعض الأهالى للجن بإحراق المنازل، وقالت ربة منزل من الجزيرة إنها لا تعرف مصدر النيران حتى الآن، مشيرة إلى أن النار ظهرت بحوش المنزل، متابعة: "وإحنا مش مولعين لا فرن ولا حاجة وبعد ما نتمكن من إخمادها بمساعدة المطافئ تشتعل مرة أخرى"، مضيفة: "النار ظهرت أعلى سطح المنزل على شكل فانوس وبعدها اشتعلت وانتقلت إلى المنازل المجاورة".
يذكر أن الجزيرة شهدت اشتعال النيران بـ12 منزلاً وحوشًا، وأن النيران كانت تنتقل من منزل وتترك عددًا من المنازل وتشتعل بمنزل آخر.
وأقامت إدارة التضامن الاجتماعى 10 خيام لإيواء الأسر المضارة التى رفضت المبيت داخل المنازل الليلة خوفًا من اشتعال الحرائق مرة أخرى.
ولم يقتصر الحال عند هذا الحد بل اتهم أهالى قرية عرابة أبو دهب مركز شرطة سوهاج، الجن بالتسبب فى احتراق منازلهم، حيث تجمعوا أمام منزل عامل واتهموه بالتنقيب عن الآثار عن طريق استحضار الجن، وعلى أثر ذلك نشب الحريق بمنازلهم وأحواشهم.
ونتج عن الحريق احتراق المنازل بالكامل، بالإضافة إلى عدد من المنقولات المنزلية والأجهزة الكهربائية وكميات من البوص والتبن والغلال، ونفوق 12 حيوانًا مختلفة الأنواع ونفوق 90 طائرًا ما بين بط ودجاج، ولم تحدث خسائر بالأرواح.