ابن الدولة يكتب : هل يراجع نشطاء العزلة تجاربهم من أجل المستقبل؟ .. الديمقراطيات تقوم بالمشاركة وليس بالصراخ والضجيج.. والمستقبل للمبادرين وليس للمنعزلين

الخميس، 14 يناير 2016 09:00 ص
ابن الدولة يكتب : هل يراجع نشطاء العزلة تجاربهم من أجل المستقبل؟ .. الديمقراطيات تقوم بالمشاركة وليس بالصراخ والضجيج.. والمستقبل للمبادرين وليس للمنعزلين ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كما قلنا أكثر من مرة، لسنا بحاجة إلى هذا الجدل العقيم حول تقييم الأحداث والثورات أو تصنيف الناس إلى أعداء وأصدقاء، وهى تصنيفات ضارة ولا تنتهى إلى أى نتيجة، فضلا عن أنها توسع الفجوة فى وقت يحتاج كل فصيل لمراجعة أفكاره وتجاربه ليتعلم منها من أجل المستقبل. ولا وقت لكل هذا الجدل، والأفضل أن نتفرغ للبناء واستغلال الوقت والجهد الضائع للعمل فيما يمكن أن يفيد المستقبل، وأن نترك للتاريخ تقييم كل حدث وكل شخص ودور كل واحد فى التاريخ والسياسة.

وحتى التقييمات الخارجية لسياساتنا أغلبها، إما يكون بلا معلومات، أو موجها يعبر بالطبع عن وجهات نظر ومصالح، وعلى من يحترمون عقولهم ومن يريدون المعرفة أن يتلقوا كل ما يصدر بعقل وتفكير، وأضرب مثلا بتقرير كتبه باحث أمريكى بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى لتقييم النشطاء، الباحث إريك تراجر يرى أن بعض النشطاء لم يقوموا بتحليل أو إجراء نقد ذاتى لأخطائهم التى وقعوا فيها منذ 2011، ومع أنه يقول، إن تجارب الربيع العربى كانت مصدر إلهام، لكنها بعد سنوات ظلت فى مكانها، ويرى الباحث ومعه عدد لا بأس به من المحللين أن هؤلاء النشطاء ظلوا عند نقطة التظاهر، ولم يكونوا مستعدين لمواجهة التحديات التى أعقبت تغيير أنظمة الحكم، ومشكلتهم أنهم لم ينخرطوا مع نظرائهم من الشباب، ولم يختلطوا بسكان القرى، ولم يشكلوا حزبا سياسيا ولا يمتلكون أيديولوجية واضحة أو برنامجا سياسيا يلتف حوله الجماهير، ويقول: إنهم يصرخون ولا يستمعون، وإنهم تمسكوا بالشعارات التى لم يقولوا للناس كيف تتحقق.

الباحث تراجر يرى أن قانون التظاهر نتاج لمجتمع أرهقته الاضطرابات، ويرى أن على النشطاء أن ينتقلوا إلى الحالة السياسية ويسعوا لمغادرة عزلتهم والاقتراب من الجماهير وتنظيم صفوفهم بصورة تتجاوز التظاهر حتى يمكنهم تحقيق النظام الديمقراطى.

بالطبع، وكما أسلفنا، يفترض أن نأخذ التقارير الأجنبية بالتحليل، ومع أن الباحث يقول كلاما يطرحه باحثون جادون فى مصر وخارجها، وإذا أخذنا حديثه باتجاه معكوس نكتشف أن هناك من النشطاء والشباب من غادروا حالة الصراخ والعزلة، وربما يتعلق حديثه بعدد محدود ممن يحتكرون الصراخ، لكن الواقع أن كثيرا من الشباب استوعبوا هذا الواقع، ويسعون للعمل ويواجهون الصراخ، منهم من يعمل وينجز ويترشح ويسهم فى العملية السياسية، حتى من له تحفظات يعرف أن بناء الديمقراطية يتم خطوة خطوة، ومن خلال اندماج المجتمع فى حوار بعيدا عن الاستقطاب والاحتكار. ومن المفارقات أن الشباب الذى يفضل العزلة، غالبا ما يتخذ موقفا رافضا للمشاركة، بل ومهاجما لمن يشاركون.

وبالتالى فإن ما يطرحه تراجر ينطبق على أقلية اختفت وفقدت تأثيرها وتعيش فى عزلة تصنعها حول نفسها، كثيرون من شباب مصر يشاركون فى مشروعات كثيرة يقدم مبادرات، ويعرف أن بلاده بها مشكلات سوف تنتهى بالعمل والسعى وليس بالكلام، لكن المهم فى هذه التحليلات أنها ربما تنتبه إلى أهمية القراءة الموضوعية للصورة من دون تهوين أو تهويل، وإن كانت تصدر من بعض الجهات بينما تبقى جهات أخرى منحازة تفتقد للموضوعية.


اليوم السابع -1 -2016



موضوعات متعلقة..


- ابن الدولة يكتب: كيف يستعيد الشباب حقوقهم؟... الحديث عن تمكين الشباب ليس مجرد شعارات.. وأوله إعادة حق الشباب فى مراكزهم الرياضية والثقافية.. الدولة ممثلة فى الرئاسة تتجه إلى أن يكون 2016 عام الشباب

- ابن الدولة يكتب: ليس لدينا ترف الجدل العقيم والضجيج الفارغ.. أمامنا تحديات بناء التعليم والصحة بالعمل وليس باختراع خلافات وصراعات فارغة تضيع جهود الدولة.. والشعب يمكنه التفرقة بين الحقيقى والكاذب

- ابن الدولة يكتب: شباب يعطى أملا ودرسا لأصحاب الاتجاه المكتئب .. كل نموذج فى افتتاح بنك المعرفة يصلح مثلا أعلى للاجتهاد والتعلم والإنجاز الرياضى والعلم .. كلها نماذج لشباب بدون واسطة ولا أحد يعرفهم











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة