فى رد فعل على التحرشات الجنسية التى وقعت ليلة رأس السنة فى مدينة كولونيا الألمانية والمتورط فيها لاجئين ومهاجرين غير شرعيين عرب، تقوم جماعات مسلحة فى فنلندا بدوريات داخل القرى الصغيرة التى يتواجد فيها لاجئين، لحماية النساء الفنلنديات.
وأضافت صحيفة نيويورك تايمز، على موقعها الإلكترونى الخميس، أن فى ألمانيا قام محتجون من اليمين المتشدد قام متظاهرون من اليمين المتطرف فى مدينة لايبزيج، بتخريب مبانى ف مظاهرة "ضد الأسلمة". وفى إيطاليا، وافقت حكومة إقليمية مناهضة للهجرة على نص يشدد إجراءات بناء مساجد جديدة.
وتقول الصحيفة إن فى أنحاء أوروبا وصلت أزمة اللاجئين، التى بدأت الصيف الماضى مع زيادة موجات اللاجئين الفارين من الصراع فى الشرق الأوسط، إلى مستويات جديدة من القلق العام بعد الإعتداءات الجنسية فى كولونيا، حيث قال شهود عيان والشرطة إن العصابات المعتدية تبدو عليهم ملامح عربية، وبينهم بعض اللاجئين. وأشارت الشرطة إلى أن الهجمات نفذها مئات من الذكور.
وثار حجم واسع من القلق مع إنتشار تقارير تفيد بوقوع هجمات مماثلة فى مدن ألمانية أخرى وفى فنلندا والنمسا. ومن بين الشعارات التى رفعها المحتجون الرافضون لقبول اللاجئين فى أوروبا لافتة تحمل صورة لرجال يحاولون اللحاق بفتاة ومكتوب عليها "اللاجئون المغتصبون ليس مرحب بهم"، حيث تتضمن إحدى الحالات التى تحقق فيها الشرطة الألمانية واقعة إغتصاب ضمن التحرشات التى وقعت ليلة رأس السنة.
وأصدرت شرطة هيلسنكى فى فينلندا بيان يوم 7 يناير يقول أنهم إستطاعوا منع مجموعة من الشباب العراقيين اللاجئيين من التحرش بنساء ليلة رأس السنة، وهو البيان الذى أثار القلق لدى الكثير من الفنلنديين.
وتقوم مجموعات مسلحة من الفنلنديين، بينهم مجموعة تدعى "جند أودين" بدوريات فى القرى، بذريعة حماية النساء. غير أن العديد من هذه الهجمات على صلة بمنظمات يمينية وتواجدهم أصبح يشكل قضية سياسية كبرى.
وتشير الصحيفة إلى أن إتجاه حساس للغاية يسود المجتمعات الأوروبية التى تواجه تحديا لإدماج اللاجئين، الذين أغلبهم مسلمين ورجال غير متزوجين. وتضيف أن أحزاب اليمين، التى طالما ما سعت لتنميط الأجانب غير البيض بإعتبارهم يمثلون تهديدا للقوية والأمن، إستغلت التقارير الخاصة بالإعتداءات الجنسية كدليل على عدم قدرة الإتحاد الأوروبى تأمين الحدود الخارجية.
وقال ألكسندر بيتس، مدير مركز دراسات اللاجئين فى أوكسفورد: "إن هذا مثل فيل فى الغرفة، ولا أحد معدا للإعتراف بأن الخوف الأكبر هو الخوف من الإسلام". واضاف أن معظم الساسة فى أوروبا فشلوا فى معالجة مخاوف الشعوب الأوروبية أو توفير وضوحا وافيا فى أزمة اللاجئين، مما خلق فراغ إستطاع ملئه أولئك المناهضين للهجرة.
وأتفق العديد من المحللون على أن هجمات كولونيا مدمرة بالنسبة للاجئين، لأنه المنتقدين المناهضين للهجرة وقادة اليمين المتطرف يستغلونها لتشويه صورة جميع اللاجئين بإعتبارهم مجرمين ومثيرى شغب، على الرغم من أن الأغلبية العظمى من أولئك المهاجرين، الذين بينهم العديد من اللاجئين الفارين من الحرب فى سوريا، هم أشخاص سلميون ويحترمون القانون.
بعد حوادث تحرش عرب بألمانيات فى كولونيا.. الدول الأوروبية تزداد توترا ورفضا للاجئين.. دوريات لمسلحين بيض فى فنلندا لحماية النساء.. مظاهرات فى ألمانيا.. واليمين يستغلها لتشويه صورة اللاجئين
الخميس، 14 يناير 2016 11:25 م
متظاهرون ألمان يرفعون لافتة "اللاجئون المغتصبون ليس مرحب بهم"
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
داود مكاري
من يحمي سوريا