حنان شومان تكتب: «من ضهر راجل» بداية مبشرة ونهاية مملة

الخميس، 14 يناير 2016 05:55 م
حنان شومان تكتب: «من ضهر راجل» بداية مبشرة ونهاية مملة حنان شومان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعض البدايات تشى بالنهايات، وهناك أخرى تختلف بداياتها تماماً عن نهاياتها، ويبدو أن تلك هى السمة التى تميز أعمال كاتب السيناريو محمد أمين راضى حتى الآن على الأقل، ففى أول تجاربه السينمائية نهج نفس نهج أعماله التليفزيونية، بدايات قوية فخيمة تشى بحدث درامى ملفت وجذاب، ثم تتسع خطوطه وتتشابك، ثم تبدأ التسرب من يد الكاتب فتتسرب من عقل المشاهد ويتوه هو الآخر فيمل أو يستمر ليعرف نهاية ملله، وهو ما حدث تماماً فى فيلم من ضهر راجل أول أعماله السينمائية الذى أخرجه كريم السبكى، وشارك الكاتب فى أخطاء فادحة فنية وجماهيرية.

فيلم من ضهر راجل يحكى قصة رجل هارب من ماضيه، وعلى ظهره طفل صغير، وننتقل كمشاهدين مع طفولة البطل حتى شبابه من خلال فلاش باك أحياناً يتداخل مع حاضر، فيتحول الشاب اليتيم لملاكم محترف على يد جار طيب مدرب ملاكمة، ويقع فى حب أخت بلطجى المنطقة، ويتعرض لحسد ابن ذلك الجار مدربه الذى يحول حياته لجحيم ومشكلات بلا نهاية، وتستمر الأحداث مع اكتشافات درامية للبطل، مما يحوله من شخص اسمه وصفته رحيم يستغله ويدفعه رئيس مباحث المنطقة ليتحول لبلطجى، وتستمر الأحداث إلى ما لا نهاية حتى يموت البطل والأب بعد أن يفضحا رئيس المباحث الفاسد أمام ابنه، فى نهاية لا تتلائم أبداً مع بداية الفيلم، لأن بقدر ما بدأ الفيلم جذاباً بقدر ما تململ المشاهد على كرسيه وعقله يقول: «خلص بقى يا عم، بعد أن جلس لمدة ساعتين ونصف ليتابع الأحداث».

بالتأكيد ليست عدد ساعات المشاهدة هى التى تبعث على الملل، لأن هناك أفلاما عديدة عظيمة تطول فترة عرضها، ولكن المشاهد يتمنى لو استمرت، ولكن ما يبعث على الملل هو مشاهد بكاملها كان من الممكن التخلص منها دون الإخلال بالأحداث أو إضافة قيمة للعمل.

فيلم من ضهر راجل تم تصويره على فترات متباعدة، حيث إن كثيرا من المشاكل صادفته ربما أمنية أو إنتاجية، وقد بدا أن هذا التباعد أثر على أداء الممثلين أحياناً فى صعود وهبوط، آسر ياسين قدم نفسه فى هذا الفيلم بشكل مختلف عن أعماله السابقة، مما يحسب له، ياسمين رئيس ممثلة تمنح كل دور مثلته حتى الآن روحاً مختلفة حتى وإن تشابهت بعض ملامح الشخصيات، محمد لطفى فى دور مدرب الملاكمة كعادته ممثل كبير حتى لو صغر الدور، محمود حميدة ممثل كبير، ولكن بدا من أدائه أحياناً نوعا من الاستسهال أو ربما مللا من التمثيل، وليد فواز فى دور البلطجى ممثل مدهش قادر دائماً على بعث الروح فى مشاهده، شريف رمزى ربما أضفت عليه الشخصية وعدم تقديمها بشكل جيد، أداء تائها.

«من ضهر راجل» فكرة ربما كانت طموحة فى عقل كاتبها كيف يمكن للسلطة الفاسدة أن تفسد حتى أكثر المواطنين رحمة، وقد سمى الكاتب بطله «رحيم» لتأكيد فكرته، ولكنه حين وضعها على الورق تاهت ما بين مليودراما وتفاصيل غير مدروسة ثم نهاية ركيكة، فتاة معها المخرج كريم السبكى، واستهوته مشاهد الملاكمة والعنف أكثر مما استهوته صناعة التفاصيل التى تميز الأفلام الجيدة كالإضاءة المفتعلة والموسيقى التى لا تضيف وغيرها من عناصر فنية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة