محمد خالد السباعى يكتب: كذبة أبريل

الجمعة، 15 يناير 2016 04:03 م
محمد خالد السباعى يكتب: كذبة أبريل ورقة وقلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكثر الأشياء مدعاة للسخرية تكون قد خبأت بداخلها حقائق وأشياء نخشى دائما أن تظهر فى صورتها الأولى، نخشى أن تكشف ما نخبئه داخل نكتة أو شىء بالفعل لن يصدقه المعظم ولكن بداخلنا نعلم جيدا أن لا شىء أصدق من هذا الكلام حتى وإن لم نقل ذلك.

كذبة أبريل، أبريل شهر كبقية شهور السنة والكذب كما هو فى أبريل، مارس أو نوفمبر، الشهور كلها سواء والكذب كله سواء، ولكننا اخترنا شهر وكذبة لنستطيع أن نبوح بكل ما فى صدورنا وعندما ننتهى من هذا نضعه فى ظرف ونكتب عليه "كذبة أبريل" ويبدأ الجميع بالضحك والسخرية وإلقاء الكذبات (الحقائق) هنا وهناك على الرغم من معرفة الجميع بأن كل هذه حقائق لا تقبل الشك، وبعد أن يفرغ الجميع كل ما بداخله ويمر الشهر ونرجع إلى الكذب المعتاد الذى بالفعل ما هو إلا كذب.

الموضوع ليس بالشىء العظيم فى أن نقول ما نعنى بداخل كذبة، فمن الممكن أن يكون عيب فى صديق تحاول أن تلفت نظره اليه ومن الممكن أن يكون رأيا فى دكتور جامعى يتفنن فى إعطاء خازوق غير معتاد للطلبة فى الامتحان فتقول رأيك فى كذبة كى لا تضيع سنة من عمرك بسبب دكتور، ولكن الأمر الذى يجب ان يُتَخذ على محمل الجد هو أن تخفى أنك تحب شخصا ما فى داخل كذبة، ليس هذا لأنك جبان فقط ولكن لأنه الشخص الأجدر بين كل هؤلاء لكى يعرف، ولكن الخوف دائما من الرفض يجعلك تختبئ، تخشى أن تتكلم وبذلك من الممكن أن تفقد شخص تتمناه، ولكن أعتقد أن مصيبتك هينة أيها السيد عند مقارنتها بشخص يحاول جاهدا أن يبعد كل من يقترب منه اعتقادا أنه ليس أهلا أن يكون بقرب الناس وهذا يعانى من الشيئين، الأول وهو الكذب حول حقيقته والآخر وهو انعدام الثقة التى تحوله إلى إنسان هش من الداخل حتى لو ظهر متماسكا فى شكله الخارجى.

لا يجب أن تضع نفسك داخل كذبة، حيث تصور لنفسك أنك تستطيع أن تكون شخصا آخر، تُحمل نفسك ما لا طاقة لك به، تضع نفسك دائما فى حيرة تتقاذفك يمينا ويسارا، اعلم دائما بوسعك أن تكون أى شخص تريد ولكن المهم أن تقدِر جيدا ما لديك وما ينقصك.

لا تختبئوا داخل كذبة إبريل








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة